انخرط مبكراً في الأعمال الإغاثية وخدمة الناس، وتنوعت نشاطاته واهتماماته في هذا المجال، وكان يعمل بتفانٍ وطيبة خاطر، ولم يرفض يوماً مساعدة أحد يقصده، وبرز نشاطه خلال الأزمة التي حلت بمدينة "الرقة".

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 نيسان 2019، تواصلت مع الصيدلي "فواز العساف" ليتحدث عن سيرته وحياته، حيث يقول: «درست المرحلة الابتدائية في مدرسة "ذي قار" عام 1973، وأكملت المرحلة الإعدادية في مدرسة "ابن خلدون"، وحصلت على الشهادة الثانوية في مدرسة "الرشيد" عام 1991، التي كانت تضم في تلك المدة نخبة من المدرسين في مختلف الاختصاصات، أمثال: "أحمد الأشقر"، و"حمود هويدي"، و"محمد كيلاني"، و"زهير الحافظ"، وقد كانت لدي رغبة ملحة بدراسة اختصاص الصيدلة خارج القطر، فتوجهت إلى "روسيا"، لكن ذلك لم يستمر طويلاً نتيجة بعض الظروف، فعدت إلى بلدي، والتحقت بكلية الصيدلة في جامعة "تشرين" في "اللاذقية"، وتخرجت فيها عام 1998، وانتسبت بذات العام إلى نقابة الصيادلة وباشرت العمل، حيث افتتحت صيدلية في منطقة "زور شمر" في ريف "الرقة" الشرقي، كما عملت مندوباً علمياً لعدة شركات محلية، حيث كنت أول من مارس هذا العمل في محافظة "الرقة" بعد أن كان ذلك مقتصراً على المندوبين من محافظتي "دمشق" و"حلب"، وما زلت مستمراً في هذه المهمة حتى تاريخه، حيث كسبت خبرة كبيرة في هذا المجال».

تم انتخابي في بداية عام 2019 كرئيس لفرع النقابة، وكان ذلك استمراراً لعملي السابق، حيث كنت عضواً فيها وعملنا على حفظ سجل الصيادلة بالكامل، وتابعنا خدمة زملائنا في إصدار الوثائق الرسمية والترخيص للزملاء الخريجين الجدد وتوزيعهم للخدمة في ريف "الرقة"، كما تنص الأنظمة والقوانين المرعية في هذا الجانب، كذلك كان لدينا الكثير من الأنشطة والندوات والمحاضرات التي كنا نقيمها في بعض المناسبات

وعن النشاطات التي يقوم بها يقول: «منذ أن كنت طالباً في كلية الصيدلة كانت لي مشاركات فعالة في بعض الأنشطة، ومنها العمل في منظمة "الهلال الأحمر" العربي السوري، حيث تطوعت عام 1996 في لجنة الشباب في فرع "الرقة"، التي كانت ترأسها "ختام الخضر" عضو مجلس إدارة فرع "الهلال الأحمر" في "الرقة"، وقد شاركنا بنشاط السوق الخيري الذي كان يعود ريعه إلى صندوق العائلات المحتاجة المسجلة في فرع "الرقة"، ونجحنا في تقديم الكثير من المساعدات المتنوعة للمستحقين، وفي عام 2006 أصبحت عضواً في مجلس فرع "الهلال الأحمر" في "الرقة"، إضافة إلى عضوية مجلس إدارة المنظمة في المركز الرئيس بـ"دمشق" ممثلاً عن فرع "الرقة" حتى تاريخه.

مع فارنشيسكو روكا رئيس الاتحاد الدولي للصليب الأحمر و الهلال الأحمر

وخلال وجودي في مجلس الفرع شاركنا بعدة نشاطات، منها: تمثيل شباب "سورية" في ملتقى الشباب عام 1998 في جمهورية "الجبل الأسود"، وتخريج دورات إسعاف للمتطوعين كل صيف، وفي عام 2003 عندما بدأت الأزمة العراقية نتيجة احتلاله وصلت مجموعة كبيرة من اللاجئين إلى محافظة "الرقة"، فكوّنا عدداً من المجموعات التي كانت تعمل لتأمين كافة احتياجات هؤلاء اللاجئين، وقدمنا لهم العديد من المساعدات والمعونات التي أسهمت بالتخفيف من معاناتهم».

ويتابع حديثه بالقول: «في عام 2006 أسهمت في تأسيس جمعية "الإعاقة والتأهيل" في "الرقة" بالتعاون مع بعض الأصدقاء، حيث أسهمت هذه الجمعية بتقديم الدعم والعون لكافة أصحاب الاحتياجات الخاصة، ونجحنا في تأمين الكثير من المستلزمات التي كانوا يحتاجون إليها؛ من خلال التنسيق والتعاون مع بعض الجهات الرسمية والجمعيات الخيرية، وقمنا بتخصيصهم بالمعونات الشهرية، وأقمنا العديد من دورات محو الأمية، وأسهمنا بتأمين فرص عمل لهم في بعض الدوائر الرسمية، كما نجحنا بتأسيس روضة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بمساعدة أبناء محافظتي "الرقة" و"حلب"، وظل عملنا مستمراً في الجمعية، ونقوم بكافة المهام حتى عام 2013، عندما دخلت الجماعات المسلحة، فتوقف عملنا نتيجة الأحداث التي جرت في تلك الفترة، وقد كنت أشارك في كافة الأنشطة التي كانت تخص عمل الجمعية، حيث كنت ممثلاً لها في منتدى الجمعيات السورية غير الحكومية، وكلفت بمهمة خازن المنتدى منذ عام 2014 حتى تاريخه».

مع بعض الأطفال في أحد مخيمات النزوح

وعن عمله في نقابة الصيادلة يقول: «تم انتخابي في بداية عام 2019 كرئيس لفرع النقابة، وكان ذلك استمراراً لعملي السابق، حيث كنت عضواً فيها وعملنا على حفظ سجل الصيادلة بالكامل، وتابعنا خدمة زملائنا في إصدار الوثائق الرسمية والترخيص للزملاء الخريجين الجدد وتوزيعهم للخدمة في ريف "الرقة"، كما تنص الأنظمة والقوانين المرعية في هذا الجانب، كذلك كان لدينا الكثير من الأنشطة والندوات والمحاضرات التي كنا نقيمها في بعض المناسبات».

"ختام الخضر" رئيسة لجنة الشباب في فرع "الهلال الأحمر" في "الرقة"، عنه تقول: «الصيدلي "فواز العساف" مثال وقدوة لكل سوري شريف يحب بلده وأرضه، وهو شاب طيب وخلوق ويتصف بالصدق والأمانة، ورجل خفيف الظل، وصاحب طرفة، وسريع البديهة، وعلى الرغم من فارق العمر بيني وبينه جمعنا عمل التطوع وخدمة أهلنا في "الرقة" ريفاً ومدينةً، وكان من أوائل الشباب المتطوعين بفرع "الرقة"، وقد عمل بجد وجدارة وصدق وتفانٍ بالعمل التطوعي حتى صنفت لجنة شباب "الرقة" ثالث لجنة في "سورية"، وكان من المميزين بتفوقه العلمي وأدبه وسمعته العطرة، وكان ينجز أي عمل يوكل إليه بإتقان، ومع أنه كان أصغرنا سناً، إلا أنه كان المتكلم باسم المجموعة، والبارزين في الاجتماعات بفهمه واندماجه مع شرائح الطبقة الضعيفة المحتاجة إلى المساعدات، وقد أجمع الجميع بأنه القدوة لخدمة ومساعدة الآخرين، حيث اشتغل مع كل شرائح المجتمع من فقراء وضعفاء ومرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة، وساند بقوة وحماسة المعوقين جسدياً وعقلياً حتى كان لهم حضور واشتراك في أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة في "دمشق"، ومن أقوالنا باللهجة الرقيّة: كان (عضيد المتضايق) و(عشير الترك)».

يذكر، أن الصيدلي "فواز العساف" من مواليد "الرقة"، عام 1973.