ترك أثراً طيباً في كل المواقع التي شغلها في المجال التربوي، ولعبت شخصيته القوية دوراً كبيراً في نجاحه، حيث كان مدرّساً بارزاً في اختصاصه، وإدارياً حازماً في موقعه، وحريصاً على أداء واجبه على أكمل وجه.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 تموز 2019، تواصلت مع المربي "ذياب العساف" ليحدّثنا عن مسيرته التربوية، فقال: «بعد حصولي على الشهادة الثانوية في مدرسة "المأمون" في محافظة "حلب"، انتسبت إلى كلية الآداب في جامعة "حلب" عام 1971، وبعد تخرجي عُينت مدرساً لمادة اللغة العربية في عدد من مدارس محافظة "الرقة"، ثم كلفت بإدارة إعدادية "الحمرات" في ريف المحافظة، وبعدها توليت إدارة ثانوية "عمار بن ياسر"، وفي عام 1976 تمّت تسميتي موجهاً اختصاصياً لمادة اللغة العربية، وكنت أُكلفُ مندوباً وزارياً في عدد من المحافظات أثناء امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية، وتمّ انتخابي عضواً في مجلس محافظة "الرقة" لأكثر من دورة، وقد ساهمت خلال هذه المهمة بمعالجة الكثير من القضايا التي تمسّ احتياجات المواطنين وشكاويهم بشكل عام، وإيجاد الحلول المناسبة من خلال المتابعة والتنسيق مع بعض الجهات المعنية بالمحافظة، وكان لي دورٌ كبيرٌ في توسيع المباني التعليمية، وافتتاح مدراسَ كثيرة في مختلف مناطق ريف المحافظة، وقلّلنا كثيراً من معاناة الطلاب نتيجة بعد مساكنهم سابقاً عن المدارس».

تمت تسميتي عضواً في المكتب الفرعي لنقابة المعلمين لعدة سنوات، فعملت على أن أكون صلةَ الوصلِ بين النقابة وزملائنا المعلمين، وحرصت على استمرار اللقاءات في كل المناسبات، والاهتمام بالجانب الاجتماعي والتجاوب مع كل المقترحات المفيدة التي تهم شريحة المعلمين بشكل عام، وقد ساهمنا من خلال وجودنا الفعال بتحقيق بعض المكاسب في تحسين أوضاع المعلمين بما يتعلق بالجانب الصحي وصندوق التعاون الاجتماعي وغيره

ويتابع "العساف": «تمت تسميتي عضواً في المكتب الفرعي لنقابة المعلمين لعدة سنوات، فعملت على أن أكون صلةَ الوصلِ بين النقابة وزملائنا المعلمين، وحرصت على استمرار اللقاءات في كل المناسبات، والاهتمام بالجانب الاجتماعي والتجاوب مع كل المقترحات المفيدة التي تهم شريحة المعلمين بشكل عام، وقد ساهمنا من خلال وجودنا الفعال بتحقيق بعض المكاسب في تحسين أوضاع المعلمين بما يتعلق بالجانب الصحي وصندوق التعاون الاجتماعي وغيره».

المربي إسماعيل العلي

"إسماعيل العلي" مدير التربية السابق بـ"الرقة" عنه يقول: «يعدُّ المربي "ذياب العساف" من الأوائل الذين حصلوا على الإجازة الجامعية في "الرقة"، وقد مارس مهنة التعليم في تدريس اللغة العربية في مدارس المحافظة، وأعطى لهذه المادة جلَّ اهتمامه، ما جعل منهُ مُدرساً ناجحاً تمكن من خلال شخصيته المتزنة الهادئة من تقديم اللغة العربية لطلابه بأسلوب تربوي شيّق، وبعد أن مارس التعليم ميدانياً فترة لا بأس بها، عُيِّن موجهاً اختصاصياً لها، حيث استطاع من خلال مهمته الجديدة تقديم خبرته من أسلوب ومادة علمية، واستخدام وسائل معينة، إلى زملائه مدرسي اللغة العربية ولا سيّما الجدد منهم، ثمّ نجح بعد تكليفه كرئيس دائرة المناهج، وهي أهم دائرة في مديرية التربية كونها تختص بالمناهج التربوية وتطويرها وإعداد المعلمين وتطوير مهارتهم، والإشراف على عمل الموجهين التربويين والاختصاصيين، وتقديم المشورة لهم، نجح في ترك أثرٍ جليٍّ بين زملائه من خلال حُسن تعامله معهم، وتذليل الصعوبات الفنية والتربوية التي تعترضهم. ولجديته وخبرته التربوية، كان يكلف دائماً برئاسة اللجان التربوية في كل المسابقات الخاصة بالتربية، ومن خلال عمله التربوي الطويل، كانت له مشاركة فعالة في نقابة المعلمين، ومجلس محافظة "الرقة"، استطاع من خلالها تقديم خبرته في كل المجالات، ولا سيّما التربوية منها».

"حسن الطعمة" موجه اللغة العربية عنه يقول: «تعود معرفتي بالمربي "ذياب العساف" لما يزيد على الأربعين عاماً في العمل التربوي وخارجه، وقد اكتسب تجارب كثيرة من خلال وجوده وتنقله وشغله لأكثر من مهمة في سلك التعليم، حيث عمل مدرساً لمادة اللغة العربية، وكُلف إدارياً لعدد من المدارس كان خلالها مثالاً للالتزام والتفاني في عمله وحرصه على تنفيذ واجباته بالشكل المطلوب، وكان يمارس عمله بكل صدق ومحبة، ويعمل على بناء علاقات واسعة مبنية على الاحترام المتبادل، وكان مشاركاً فعالاً في كل الدورات التربوية، ومساهماً في أعمال الامتحانات ومناقشة السلالم والإشراف على أعمال التصحيح، وكان يكرس معظم وقته لعمله أكثر مما يقضيه مع أهله، واستخدم أسلوب التحفيز، حيث يثني على من يجيد العمل، وينبه على الخطأ، ويصفح عن المسيء، ما جعله مقدراً ومحبوباً من الجميع، إنّه الرجل الذي يشكّل بعده عن ميدان العمل التربوي خسارة للعمل التربوي نفسه».

المربي حسن الطعمة

ومما يذكر أنّ المربي "ذياب العساف" من مواليد "الرقة" 1947.