تقعُ بلدةُ "حمام التركمان" في الريف الشمالي لمدينة "الرقة" على الضفة اليسرى لنهر "البليخ"، وتتميّز بأراضيها الزراعية الواسعة وطيبة أهلها وتعايشهم رغم تنوّع جذورهم التاريخية، وتشتهر بمعالمها الأثرية الكثيرة من خلال وجود بعض التلال المهمة تاريخياً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 14 تشرين الثاني 2019، تواصلت مع المدرس "وائل عبد الرحمن" أحد أبناء القرية ليحدثنا عنها حيث يقول: «"حمام التركمان" هي إحدى البلدات السورية التركمانية التابعة لمحافظة "الرقة"، وتقع شمالاً على بعد 70 كم عن مركز المدينة و25 كم عن الحدود التركية ويمرُّ بجوارها نهر "الجلاب" المتفرع عن نهر "البليخ"، ويبعد عنها تل "الحمام" الأثري 2 كم، يبلغ عدد سكانها 7500 نسمة يتوزعون على 1500 عائلة، يعتمدون على الزراعة كمورد أساسي وتشكل الأراضي الزراعية الخصبة المحيطة بها مساحات واسعة، وتقتصر الخدمات فيها على مستوصف للمعالجات الطبية ومجلس بلدي لتأدية الخدمات اليومية المتعلقة بالكهرباء والمياه والنظافة، وبالنسبة للتعليم توجد عدة مدراس للمراحل الثلاثة الإبتدائية والإعدادية والثانوية.

"حمام التركمان" هي إحدى البلدات السورية التركمانية التابعة لمحافظة "الرقة"، وتقع شمالاً على بعد 70 كم عن مركز المدينة و25 كم عن الحدود التركية ويمرُّ بجوارها نهر "الجلاب" المتفرع عن نهر "البليخ"، ويبعد عنها تل "الحمام" الأثري 2 كم، يبلغ عدد سكانها 7500 نسمة يتوزعون على 1500 عائلة، يعتمدون على الزراعة كمورد أساسي وتشكل الأراضي الزراعية الخصبة المحيطة بها مساحات واسعة، وتقتصر الخدمات فيها على مستوصف للمعالجات الطبية ومجلس بلدي لتأدية الخدمات اليومية المتعلقة بالكهرباء والمياه والنظافة، وبالنسبة للتعليم توجد عدة مدراس للمراحل الثلاثة الإبتدائية والإعدادية والثانوية. تقسم البلدة إلى قسمين تفصلهما مساحة بينهما بحدود 1 كم وقد تم تسميتهما الحي الشمالي والحي الجنوبي، ويُشكل سكانها من عشائر التركمان أغلبية السكان حتى يومنا هذا كونهم أول من سكنها واستقر فيها. وتتميز البلدة بطيبة أهلها وتعايشهم وتعاونهم في كلّ المناسبات الاجتماعية التي تجري فيها من أفراح وأتراح رغم تعددهم وتنوعهم بين تركمان وعرب وقلّة من الكرد

تقسم البلدة إلى قسمين تفصلهما مساحة بينهما بحدود 1 كم وقد تم تسميتهما الحي الشمالي والحي الجنوبي، ويُشكل سكانها من عشائر التركمان أغلبية السكان حتى يومنا هذا كونهم أول من سكنها واستقر فيها.

الننقيب في إحدى التلال الأثرية

وتتميز البلدة بطيبة أهلها وتعايشهم وتعاونهم في كلّ المناسبات الاجتماعية التي تجري فيها من أفراح وأتراح رغم تعددهم وتنوعهم بين تركمان وعرب وقلّة من الكرد».

"إبراهيم العبد الله" عنها يقول: «سميت بهذا الاسم نسبة لطائر "الحمام"، وذلك نتيجة لحادثة كان فيها ثلاث حمامات، ويذكر تاريخياً أن موقعها عرف باسم "زلباخم" أو مدينة "زلبا" التي ذكرت في مصادر "ماري" على أنها المدينة التي التقى فيها كل من ملك "ماري" "زمري ليم" رفقة زوجته اليمحاضية (الحلبية)، الأميرة "شيبتو"، وعمه ملك يمحاض الملك العظيم "شمس الملوك ياريم ليم"، ترافقه ابنته الأميرة "يتار أمي"، كما حضر الاجتماع ملك "كركميش" "ابلاخندا"، وذلك لحل مشكلة المراعي، وهذا الأمر إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أهمية مدينة "زلبا".

منظر عام للقرية

يوجد اهتمام كبير بالبلدة بالجانب التعليمي منذ فترة طويلة، وقد أحدثت أول مدرسة إبتدائية في عام 1948، وكانت القرية طوال الفترة الماضية ترفد كل المنطقة بالمدرسين والفنيين الزراعين والبيطريين والأطباء، وأول من حصل على الدكتوراه بالهندسة المدنية في تخصص مقاومة مواد البناء للإشعاعات النووية وهو الدكتور "حميدي الحساوي" المقيم في "موسكو"، وكذلك هناك "غازي حسين العبود" الذي يحضر للدكتوراه قسم الفيزياء في "هامبورغ"، والدكتور "خليل السواد" في تخصص الأدب الفرنسي، وفي مجال القانون يوجد الكثير من أبنائها، ومنهم القاضي "محمد الحمود" النائب العام في ريف "دمشق" حالياً، وهناك أدباء وشعراء ومنهم الأديب "عبد الحميد الخلف الإبراهيم" المقيم حالياً في "قطر"، بالإضافة إلى عدد من الأطباء والمهندسين في كل الاختصاصات».

الآثاري "محمد العزو" عن أهمية البلدة الأثرية يقول: «يقع ضمن حدودها تل "حمام" الذي يعدُّ من أكبر المواقع الأثرية في وادي "البليخ" مساحة وأهمية حيث تبلغ مساحته 3 هكتارات تقريباً بطول 500 م وعرض 600 م ويرتفع عن السهل المجاور 25 م، ويعود في نشأته إلى الألف الخامسة ق.م، وإلى سويات من عصر البرونز الوسيط 2000-1600ق.م، ويستمر في العصرين الروماني والعربي الإسلامي، وقد اتضح في سوّية عصر البرونز الوسيط شارع تحف به مساكن، وفي سوية أقدم منها ظهر بناء ضخم عبارة عن معبد يعتقد أحد المنقبين فيه أنه موقع مدينة "زلبا" من الألف الثانية ق.م، وهي من المدن الأثرية في هذه المنطقة من "سورية"، ويعدُّ التل منطقة استراحة بين الشرق مملكة "ماري"، والغرب "حلب"، وتل "مرديخ"، واسمها مدينة "زالبا" ويعود تاريخها إلى 3500/5000 قبل الميلاد.

وعن المراحل التي مرَّ بها التل نذكر: المرحلة الأولى هي مرحلة عصر "العبيد"، نسبة إلى مكتشفات تل "العبيد" في جنوب "العراق"، والتي بدأت منذ الألف الرابعة قبل الميلاد، وتصنف اللقى الأثرية لهذه المرحلة بوجود أدوات وأوانٍ فخارية ملونة وغير ملونة، وبعض الدمى الطينية، وقد عثر على بقايا بناء مشيّد من مادة اللبن، ولكنه تعرض لحريق، والمرحلة الثانية عصر "أوروك" التي بدأت منذ /3400 ـ3000/ ق.م، ومرحلة عصر البرونز الأول، التي بدأت بين /3000 ـ2000/ ق.م، ومرحلة عصر البرونز الثانية، التي بدأت من /2000 ـ1700/ ق.م، ومرحلة عصر البرونز الثالثة، التي بدأت من /1650-1500/ق.م، والمرحلة الفارسية – الرومانية التي بدأت من/200/ق.م، وانتهت /200/ بعد الميلاد.

وبالنسبة للمراحل التاريخية التي مرَّ بها هذا التل فهي: مرحلة عصر البرونز القديم حيث تمّ العثور على مجموعة من المكتشفات الأثرية المهمة، ويعدُّ هذا العصر من أهم العصور التي مرت على "زالبا"، حيث شاهدنا تلك المكتشفات الأثرية فقد كانت معروضة في متحف "الرقة" الوطني، ويوجد في بلدة "حمام التركمان" أيضاً بعض التلال التاريخية الأخرى أبرزها "الصبي الابيض"، ومدينة "الفار"، وتل "الخربة".