ما إن تندمج عقارب الساعة الثلاثة عند الثانية عشرة من آخر ليلة من شهر كانون الأول من كل عام، حتى يتم في لحظة واحدة إطفاء جميع الأنوار والمصابيح في البيوت والفنادق والمنتديات

المنتظرة لتلك اللحظة الفاصلة بين زمنين، فملايين من الناس تحتشد في هذه اللحظة بصالات يتم حجزها مسبقا في كافة أنحاء المدن المختلفة، وملايين أخرى تتجمع في البيوت، أعينهم مترقبة تتابع بعيون متلهفة عقارب الساعة وهي تقترب لتؤشر انتصاف الليل كي تبدأ احتفالات كرنفالية شاملة على أصوات الموسيقا وحركات الرقص وضجيج الأصوات تبلغ العالم اجمع.

الاحتفالات برأس السنة الميلادية هي عادة متوارثة كما يشير الأب القديس بطرس خلال حديثه لموقع (eSyria)، قائلا: "إنها ابتدأت منذ أكثر من 500 سنة من ولادة السيد المسيح حيث انطلقت بحدود عام 1500 من ألمانيا لتعم قارة أوروبا بعد قرن من الزمن ثم لتعم القارتين الأميركيتين ومن ثم العالم".

كما أضاف: إن أول احتفال بمولد المسيح أقامه القديس يوسف في العام الأول من الولادة في مدينة الناصرة التي ولدت فيها مريم العذراء وبشرت بالسيد المسيح الذي قضى معظم حياته فيها ونسب إليها ودعي بالناصري ومنها اشتق اسم النصارى كما يعتقد.

في حين- أضاف أبو وديع مدرس لمادة التاريخ عن هذا اليوم- هو يوم الانقلاب الشتوي وفيه تصل الشمس إلى آخر مدى لها ويبلغ النهار أقصره واليوم الذي يليه هو يوم صعود الشمس ويعتبر هو يوم ميلاد الشمس وقد احتفل به الوثنيون كعيد لإله الشمس واستمر ذلك إلى أن جاءت المسيحية فاعتبرت ذلك اليوم هو ميلاد السيد المسيح.

يأخذ الاحتفال مظهره في دمشق بإطلاق الألعاب النارية من فوق جبل قاسيون إضافة إلى المناطق الأخرى وتتعدى مظاهر الفرحة إلى حد إطلاق عيارات صوتية حقيقية وتقام سهرات غنائية في المطاعم والمقاهي والفنادق السياحية ولكنها باهظة الثمن، لذلك يفضل الكثير من الأصدقاء والأقارب التجمع في البيوت والأكل معاً ومتابعة مظاهر الفرح من خلال شاشة التلفاز، وتتفاوت مظاهر هذه الاستعدادات والاحتفالات من دولة لأخرى وعلى سبيل المثال تضع المدن الأوروبية الكبرى ميزانية لهذا اليوم وتتخذ العدة له، من حيث الاستعداد الأمني وشبكة المواصلات، بالإضافة إلى تنظيم الاحتفالات المقامة في كل مكان.

في جوانب أخرى أخذت احتفالات رأس السنة أشكالا متعددة كما فعل جورج حيث أراد أن يحتفل هذا العام بطريقة مبتكرة ومضيئة، وبما أنه من هواة قيادة السيارات الحديثة، فقد وضع شجرة كريسماس صغيرة على سياراته المرسيدس، والشجرة التي استعملها جورج كانت كاملة وتشع بأنوار مضيئة، بل علّق فيها أيضا نماذج مجسمة صغيرة للحوريات وكريات النور التي تزين أي شجرة كريسماس عادية.

ومن الاعتقادات بهذا الاحتفال كما قال سالم إخوان أن الذي يحتسي آخر كأس من قنينة الخمر بعد منتصف تلك الليلة سيكون سعيد الحظ، وإذا كان عازباً فسيكون أول من يتزوج من بين رفاقه في تلك السهرة، ومن الشؤم دخول منزل ما يوم عيد رأس السنة دون أن يحمل المرء هدية، وكنس الغبار إلى الخارج يوم رأس السنة يكنس معه الحظ السعيد، وغسل الثياب والصحون في ذلك اليوم من الشؤم، والحرص على بقاء النار مشتعلة طوال ليلة رأس السنة يحمل الحظ السعيد.