مكنسة القش من أدوات تنظيف المنازل التقليدية التي كانت معظم البيوت بحاجة إليها قبل وجود المكانس الكهربائية، لكنها مازالت إلى اليوم تجد سوقها في معرة النعمان...

البعض يعتبرها من التراث.. لكن البعض الآخر مازال يعتمد عليها كمصدر لرزقه وقوت عياله.

وأم مصطفى واحدة من أولئك الذين اعتادوا صنع هذه المكانس فلقد بدأت بذلك منذ ثلاثين عاماً لإعالة أطفالها الأيتام ومازالت حتى اليوم تعمل بإصرار وتصميم، يساعدها في ذلك أن هناك بعض من الزبائن الذين مازالوا يشترون هذه المكانس لاستخدامها في أعمال التنظيف المنزلية.

ومكنسة القش تصنّع عادة من نبات (المكنس)، حيث تقوم النسوة بجمع عيدانه وشدها بخيوط قطنية قوية، ومن ثمّ يتم تفريدها بأن تربط كل مجموعة من العيدان على حدة، وتوضع بين خشبتين مضغوطتين بواسطة الخيوط حتى تسوى، ثم تقص لتصبح متساوية من حيث طول العيدان، وتكون بعد ذلك جاهزة للبيع والاستعمال، وهي بقياسات مختلفة وسعرها يتراوح حالياً بين 55 و65 ل.س حسب حجمها.

وهناك النوع الثاني من المكانس التي تسمى المكنسة الناعمة، وتصنّع من عيدان البردي الناعمة التي تحمل بذور ذلك النبات، وقبل أن تظهر تلك البذور يتم قصها، وتصنيع المكانس منها بنفس الطريقة، والنوعان المذكوران من المكانس يستخدمان للتنظيف داخل البيوت، إضافة لظهور مكانس النايلون مؤخراً والمصنعة آلياً من خيوط النايلون.

أما خارج المنزل في (الباحة الخارجية، أو مايخص الشارع، والذي يقع أمام المنزل مباشرة، وكان غالباً من التراب كانت هناك مكانس خاصّة وتسمى في ريف المعرة (مشباط) وتصنع عادة من نبات (الجيجان أو اللبون) فقد كانت النسوة الريفيات يذهبن أثناء فصل الصيف للبرية بحثاً عن هذا النبات، ويقمن بصناعة المشابيط بأعداد تكفي حتى فصل الصيف القادم، وكانت النساء الريفيات يقمن بالتنظيف كل واحدة أمام منزلها بحيث ينظف الشارع، أو ساحة القرية التي تقع وسط البيوت الطينية فيما مضى والتي اندثرت حالياً في معظمها أمام البيوت الحديثة، والشوارع النظامية المعبدة.

أم مصطفى حكت لي عن تصنيع المكانس باسهاب، لقلة الزبائن الذين يسألون عن الأسعار، أو يشترون، ولكنها مع ذلك تعتبر هذه المهنة مصدراً وحيداً لرزقها، إضافة لجارتها في السوق أم علي، صاحبة الوجه (المدقوق) كما يقولون عن الوشم في محافظة إدلب التي تعتبر المكانس مصدر رزق جيد، لعدم وجود مصدر رزق آخر، وهي معتادة على هذا العمل، والمتاجرة به منذ خمس وعشرين سنة.