أكثر من ثلاثين ألف كتاب ضمت مكتبة بالسويداء، ولكن ما يميز تلك المكتبة من غيرها أنها أدخلت ستة آلاف كتاب لأربعة لغات أجنبية بجهد فردي.

منذ عام 2003 بدأت فكرة تأسيس مكتبة خاصة للغات الأجنبية وذلك عندما وجدت إقبالاً على مطالعة الكتب الأجنبية العلمية منها والأدبية وبكثافة ما انعكس ذلك على حرص الفئات العمرية المختلفة واهتمامها بالثقافة بأنواعها وخاصة رغبتها لقراءة أنواع الكتب الأجنبية.

لعل الوقت والجو المناسب للقراءة لا يتوافر بهدوئه كما في قاعة المطالعة بالمركز الثقافي وأنا أرتاد بشكل يومي للقراءة وخاصة أيام الامتحانات، وإذا احتجت إلى مراجع علمية أو أدبية فهي متوافرة في المكتبة، ولهذا تراها أيام الامتحانات ملأى بالزوار

الحديث كان للدكتور "ثائر زين الدين" عضو اتحاد الكتاب العرب لموقع eSwueda بتاريخ 28/12/2011 وتابع بالقول: «رغبت أن تضم المكتبة العربية الكبيرة المتاحة لأهل السويداء أقساماً جديدة فيها، وبلغات مختلفة على غرار مكتبة الأسد وبعض المكتبات القليلة في سورية، وبالتالي استطعنا أن ننشئ في البداية قسماً للغة الفرنسية، حيث تم تزويدنا بعشرات الكتب الهامة التي تعنى في المسائل الأدبية والفكرية والفلسفية، وقد تعاونا في فترة سابقة مع المركز الثقافي الفرنسي بدمشق الذي بدوره أمدنا بكثير من الإهداءات القيمة من الكتب الثمينة، ولأدباء فرنسيين من مراحل مختلفة كلاسيكية ومعاصرة، كذلك بدأنا في إحداث قسم اللغة الإسبانية بالتعاون مع المركز الثقافي الإسباني ومعهد" ثرفانتس الإسباني"، وهذا القسم الآن يضم مجموعة من مؤلفات أدباء أسبان وبعض الذين يكتبون بالإسبانية، ثم سعينا لإنشاء قسم اللغة الإنكليزية ببعض الكتب التي قدمت لنا على شكل هدايا، بعضها من داخل سورية وبعضها من خارج القطر، وأيضاً من أبناء الجبل المهاجرين والمغتربين.

د. ثائر زين الدين

وخلال فترة وجيزة من التعاون مع المركز الثقافي الأمريكي بدمشق، قام بتزويدنا بمجموعة مجلدات لأدباء الولايات المتحدة الأمريكية من أهم كتابها الكبار، وأخيراً أحدثنا قسماً للغة الروسية التي أتقن ترجمتها ولي العديد من الترجمات المنشورة في هذه اللغة، ولهذا قدمت مجموعة من الكتب الروسية من مكتبتي الخاصة إلى مكتبة المركز، وحصلنا على مراجع قيمة وثمينة في مجال الأدب والأبحاث العلمية، إضافة إلى أكثر من خمس وثلاثين ألف كتاب في اللغة العربية بمجالات عدة، والأهم أنه لدينا مصادر ومراجع لطلاب الدراسات في كلية الآداب وغيرها من الاختصاصات، وبالتالي أصبح بعض طلاب جامعة السويداء يرتادون المكتبة للقراءة والمطالعة والاستفادة منها في أبحاثهم ودراساتهم العلمية».

وحول تجهيز المكتبة وزوارها بينت الآنسة "مانيا الأشقر" أمينة المكتبة قائلة: «إن المكاتب والقاعة الواسعة والإضاءة وتوافر المراجع التي تهم فئات عمرية مختلفة، جعلت زوار المكتبة يزداد بشكل يومي حتى أصبح طلاب الدراسات العليا في جامعة السويداء من روادها لدعم دراساتهم وأبحاثهم بالمراجع العلمية المناسبة، وفي أربعة لغات أجنبية إضافة إلى اللغة العربية، وكان ذلك دعماً لمكتبة الجامعة، وبالتالي عملنا على تقسيم المكتبة إلى أقسام حيث ضم قسم اللغة العربية أكثر من خمس وثلاثين ألف كتاب باختصاصات متعددة، وستة آلاف كتاب بأربع لغات "فرنسية، إسبانية، إنكليزية، روسية"، وهناك قسم للأطفال ضم حوالي ثلاثة آلاف كتاب لهم، مع جهاز لعرض أفلام وتلفزيون بقاعة تتسع لخمسين طفلاً، وهناك دوريات في قاعة المطالعة تزيد على ألفي دورية متنوعة، والقاعة المكيفة والمضاءة تتسع إلى مئة زائر، وغالباً يأتي إلينا رواد للثقافة ولا يجدون مكاناً للمطالعة، لعل هذا يعود إلى توافر مراجع غير متوافرة في المكتبات الأخرى».

مانيا الأشقر أمينة المكتبة

وعن الاستفادة من المراجع العلمية في اللغة الأجنبية بين أحد زوار المكتبة "مضر أبو فخر" الطالب في السنة السادسة بكلية الطب فقال: «مذ دخلت في السنة التي أقوم بإعداد رسالة التخرج فيها والتي تحتاج إلى مراجع علمية باللغة الإنكليزية، وجدت المصادر التي تفيد بحثي ودراستي في المكتبة، حيث ارتاد المركز لقراءتها وترجمتها في القاعة، وأعتقد أن معظم المهتمين والباحثين عن المعلومات يرتادونها لغنى المكتبة بالمراجع الأجنبية، وبالتالي فهي توفر التعب والجهد والأهم أنها داخل المحافظة وقاعة المطالعة مفتوحة دوماً، أمام طالب العلم والمعرفة».

ومن المستفيدين أيضاً الشاب "طارق الجرماني" طالب في الثانوية العامة الذي أوضح بالقول: «لعل الوقت والجو المناسب للقراءة لا يتوافر بهدوئه كما في قاعة المطالعة بالمركز الثقافي وأنا أرتاد بشكل يومي للقراءة وخاصة أيام الامتحانات، وإذا احتجت إلى مراجع علمية أو أدبية فهي متوافرة في المكتبة، ولهذا تراها أيام الامتحانات ملأى بالزوار».

مضر أبو فخر

ومن جيل الشباب المهتم بالثقافة التراثية والتاريخية الأستاذ "قاسم عبد الصمد" بين قائلاً: «منذ سنين عدة وأنا أرتاد المكتبة وذلك لقراءة الكتب الثقافية التاريخية والتراثية والفلسفية، وهناك مراجع قد لا تتوافر في كثير من المكتبات الهامة، سوى في مكتبتي الظاهرية والأسد، وهذا ما يدفعني أن أزور المكتبة لأقرأ المراجع والمصادر التي أهتم بها».

تجدر الإشارة لأمرين أولهما الجهد الشخصي الذي بذله الدكتور "ثائر زين الدين" مدير الثقافة بالسويداء حيث قدم جهده هدية لمكتبة المركز الثقافي بالسويداء، والثاني أن أهالي السويداء يعملون على فسح المجال أمام الطلبة في أوقات الامتحانات وطلاب الدراسات، ويتواجدون في الوقت المناسب لهم وبالاتفاق معهم.