بنى المعبد سكان القرية القدماء في 151– 152 ميلادي، إلا أنه لم يعرف حتى الآن الرب الذي كان هؤلاء يعبدونه، وقد تحول المعبد اليوم إلى مجلس للقرية.

مدونة وطن "eSyria" التقت الدكتور "علي أبو عساف" الباحث المعروف في آثار المنطقة الجنوبية بتاريخ 28 تشرين الأول 2014، الذي تحدث عن معبد "عتيل" وموقعه وتاريخه، ويقول: «لم يكن معبداً كبيراً من حيث البناء، بل كان على طراز المعابد القديمة في المنطقة، ولكن الذي يميزه أنه بني بسواعد أبناء القرية وعلى نفقتهم الخاصة، وكان ذلك عام 151 ميلادي، وأنهوه بعد سنة كاملة من العمل، وما بقي من آثار ظاهرة حتى الآن يوضح مخططه التفصيلي حيث يتجه نحو الشرق، وما زالت أعمدة بوابته وسط مجلس القرية، ويقع خلف البوابات الحرم المبلط الذي ما زالت أجزاء منه واضحة المعالم أمام المصلى وإلى الجنوب منه، أما الدرج الذي يجسر الارتفاع بين الحرم والمصلى فقد زال واندثر بسبب عامل الزمن والاستيطان البشري المؤذي قديماً».

قامت دائرة الآثار خلال السنوات الماضية باستملاك المعبد الجنوبي، وقد بني سور حجري من حوله، ومن أجل إظهار كامل جسم المعبد وعلاقته بجواره ومحيطه الأثري قمنا باستملاك المنزل المجاور للمعبد من الناحية الجنوبية، ونحن بصدد القيام بمشاريع لاحقة لترميم الأجزاء المتصدعة من هذا المعبد، وهدم الأجزاء المبنية حديثاً من البيت المستملك في الناحية الجنوبية وربطه وتأهيله بموقع المعبد، وسوف يتم النظر بإمكانية تسويره بسور حديدي أو حجري حسب المقتضى والدراسات اللاحقة

ويتابع: «يقع المصلى فوق مصطبة عالية ما زالت بحالة جيدة يتقدمه رواق ما زال جانبه الجنوبي باقياً، ولكن جانبه الشمالي متهدم، وعموماً المصلى بحالة جيدة، ولكن قوسه وسقفه مفقودان، واجهته وجوانب الرواق مزوقة ومزخرفة بأشكال نباتية وهندسية بديعة ومعبرة، ويحتوي محرابين لوضع التماثيل، وتحتهما محرابان مستطيلا الشكل، وفي أعمدة الرواق حوامل للتماثيل أيضاً، مع ملاحظة أننا لم نجد أي وثيقة تدل على الرب الذي كان السكان القدماء يعبدونه في تلك الفترة على الرغم من التطور الكبير الذي كانت عليه القرية التي تتبع أثرياً لبلدة "قنوات" العريقة».

زخارف بمنتهى الجمال.

وعلى جداره الأيسر قرأ العالم اللغوي "وادنغتون" عند مروره به عام 1860 كتابة يونانية منقوشة تحدد تاريخ إشادة البناء عام 151م، زمن حكم الإمبراطور الروماني "أنطونان التقي" (86–161م)، وقد تم بناء منزل مستند على جدران المعبد، ويخفي معالمه ويشغله المواطن "يوسف حمزة"، هذا ما أشار إليه الأستاذ "حسن حاطوم" مدير دائرة آثار "السويداء" السابق، ويتابع وصف المعبد: «هناك نقوش وزخارف تشكل إطار الباب، ومحرابان في الواجهة كأنهما أقراط، وتوجد في باحة المعبد قطع أثرية كثيرة ومتنوعة؛ دوائر أعمدة ذات دعائم ومنحوتات تمثل وروداً ينبثق من إحداها رأس غزال بديع الجمال، وعلى جدران البيت الشمالي المفضي إلى الباحة العامة، تم إعادة استخدام قطع من إفريز مزخرف بخطوط متعرجة، وزخارف على شكل صدفة كانت تزين المحاريب الصغيرة، التي تشير إلى غنى المبنى الأثري، فعرض المبنى يبلغ 12م في واجهته الجنوبية المحفوظة أفضل من سواها، وزاويته الجنوبية الشرقية لا تزال قائمة بكامل ارتفاعها مع تاج عمود نصفي مربع، وفي المبنى المجاور الذي يمثل "مجلس صلاة المسلمين الموحدين" تعرفنا إلى تيجان وعتبات عليها زخارف على شكل خطوط تعود دون شك لهذا المعبد».

كما تحدث مدير دائرة الآثار والمتاحف الأستاذ "حسين زين الدين" عن الأعمال التي قامت بها الدائرة لحماية المعبد وترميمه، ويقول: «قامت دائرة الآثار خلال السنوات الماضية باستملاك المعبد الجنوبي، وقد بني سور حجري من حوله، ومن أجل إظهار كامل جسم المعبد وعلاقته بجواره ومحيطه الأثري قمنا باستملاك المنزل المجاور للمعبد من الناحية الجنوبية، ونحن بصدد القيام بمشاريع لاحقة لترميم الأجزاء المتصدعة من هذا المعبد، وهدم الأجزاء المبنية حديثاً من البيت المستملك في الناحية الجنوبية وربطه وتأهيله بموقع المعبد، وسوف يتم النظر بإمكانية تسويره بسور حديدي أو حجري حسب المقتضى والدراسات اللاحقة».

المعبد من زاوية أخرى

يذكر أن بلدة "عتيل" خلال العصرين النبطي والروماني سميت "آتيلا"؛ وتعني في اللغة اليونانية الإعفاء من الضرائب أو التكاليف، كما تعني الشيء غير المكتمل، والشيء الذي ليس له نهاية، ويقع معبد "عتيل" في الطرف الجنوبي من القرية.

الأستاذ حسين زين الدين.