على بعد ثلاثة عشر كيلو متراً من الجنوب الغربي لمدينة "السويداء" تقع قرية "عرى" الحاملة عبق التاريخ والاستثمار الزراعي والعاشقة للعمل وقيمته، والتنوع البيئي والثقافي والاجتماعي والفكري، وهي المستقر لأقدم مضافة تاريخية عقد بها أهالي جبل العرب أهم اجتماعاتهم لتقرير مصيرهم يستقبلهم على أبوابها أمراء ورجال أكفاء في السلم والفداء.

فريق عمل مشروع "بلدتي" ومدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 كانون الأول 2014، التقى الأستاذ "سمير حامد" رئيس مجلس بلدة "عرى"، وبيّن الحالة الخدمية واتجاهاتها الجغرافية قائلاً: «تقع قرية "عرى" في الجنوب الغربي من محافظة "السويداء" وتبلغ مساحتها وفق المخطط التنظيمي المصدق عام 1988 البالغة 600 هكتار والحد الإداري 7000 هكتار، وترتفع عن سطح البحر بمسافة 950 متراً، يحدها من الشرق قريتا "العفينة ورساس"، ومن الجنوب "المجيمر"، ومن الجنوب الغربي "بصرى، ومعربا، وجمرين"، وغرباً "خربا، وجبيب، وأم ولد"، وشمالاً "كنانر، والأصلحة"، أما الحالة الخدمية فقد تم تخديمها بشبكة طرق معبدة نسبة الإنجاز 80% من المنطقة السكنية، ويبلغ إنجاز شبكة الصرف الصحي 95% من المنطقة السكنية، مع تخديم الطرق بالإنارة ومتابعة صيانتها، وشبكة هاتف رئيسة وفرعية أرضية بطول 72كم، واستبدال شبكة الأكبال الكهربائية القديمة وتركيب محولتين أرضيتين، ومجموعة من خطوط المياه القديمة وتركيب خطوط جديدة لكافة المنازل الحديثة، إضافة لمواقع عامة للجذب السياحي كمنزل الأمير "حسن الأطرش" المبني عام 1886 والمصنوع من الحجر البازلتي، ويوجد مجموعة من المنحوتات يزورها السياح من كافة المناطق السورية إضافة للسياح الأجانب، وهناك مسبح ومنتزه لقرية "عرى" وصالة للأفراح، وتتواجد منشآت حكومية متوافرة في القرية مثل بلدية، ومخفر، ومركز صحي، وقسم مياه، ومركز بريد، نادي رياضي، ومركز ثقافي، معمل سجاد يدوي، منشأة شبيبة، وحدة نسائية، جمعية لحماية بيئة وفلاحية، وحدة إرشادية، مدرسة ثانوية عامة وفنية، وأربع مدارس تعليم أساسي، وشعبة هلال أحمر، وروضة أطفال تابعة للاتحاد النسائي، يعاني السكان من عدم وجود فرن خبز للقطاع يخدم المنطقة، وكذلك يعاني مجلس البلدة من قلة عدد عمال النظافة وسيارة للقمامة وآليات للمساعدة في متابعة العمل لإمكانية التنظيف وتسوية جوانب الطرق».

يبلغ عدد سكانها 10638 نسمة لغاية 31 كانون الأول 2011، وفق سجلات دائرة السجل المدني، افتتح في قرية "عرى" أول مدرسة حكومية عام 1923، وتعد موئلاً لعدد من قدامى المتعلمين والمعلمين والسياسيين في المحافظة، وفي أربعينيات القرن الماضي تميزت "عرى" بظاهرة فريدة آنذاك كانت جزءاً من حالتها النهضوية والثقافية المبكرة عندما أسس فيها "النادي الأدبي" عام 1942، الذي استمر لأربع سنوات حيث كانت تلقى فيه المحاضرات وتعقد الندوات، ولكن الحيوية والتنمية أكثر دخلت عليها حين دخلتها المياه عبر الأنابيب عام 1942 بجهود الفنانة الراحلة "أسمهان الأطرش" زوجة الأمير "حسن الأطرش"، ومنذ ذلك الحين زاد في اعتمادها لنشاطها الزراعي من الحبوب والمحاصيل الأشجار المثمرة كالزيتون وغيرها، ويوجد عدد كبير من المحال التجارية وبرادات تخزين الفواكه وعدد من المصانع القائمة وقيد الإنشاء، وعدد من الصناعات الإسمنتية، ويعتمد قسم كبير من سكانها على الوظائف الحكومية حالياً إضافة للعمل الزراعي

وعن الجوانب التاريخية بيّن الأستاذ "خليل الفريحات" المهتم بالتاريخ بالقول: «عرفت "عرى" تاريخياً باسمها دلالة عربية التي تعني الأرض الواسعة الرحبة أو الصلة الوثقى، فيها بقايا آثار ذات دلالة على سور روماني قديم وكنيسة، وهذا يعود إلى أوائل الاحتلال الروماني لسورية في المئة الأولى قبل الميلاد، ويشير المؤرخون إلى أن هذه المنطقة كانت جزءاً من دولة العماليق الذين سبقوا الغساسنة وأقاموا إمارة في جنوب "سورية" دامت حوالي قرنين من الزمن ثم جاءت إمارة الغساسنة العربية ويبرز خلالها ذكر "نبع عرى" الذي كان يمثل الشريان الحيوي للجناح الشرقي لهذه الدولة؛ وكان يسمى آنذاك نبع "غسان" وذكر أحد الرحالة السويسريين في كتاب الكبير "رحلات في سورية" في عام 1810 و1811 أنها أكثف القرى سكاناً في السهل الحوراني وأكثرها عذوبة وجمالاً؛ فهواؤها وماؤها وترابها طيب، ثم ذكر أنها أصبحت في النصف الثاني من القرن الثامن عشر عاصمة جبل حوران ومركز زعامتها الإقطاعية، تحيط بالقرية بعض الخرائب القديمة التي كانت حواضر عامرة في العهد العباسي والعصور المتأخرة منها: "خربة غوثا، سمر، علا"».

الأستاذ سمير حامد

وعن حالتها النهضوية والثقافية ونشاطها الاقتصادي أشار الأستاذ "محمد سلمان الكريدي" مختار بلدة "عرى" قائلاً: «يبلغ عدد سكانها 10638 نسمة لغاية 31 كانون الأول 2011، وفق سجلات دائرة السجل المدني، افتتح في قرية "عرى" أول مدرسة حكومية عام 1923، وتعد موئلاً لعدد من قدامى المتعلمين والمعلمين والسياسيين في المحافظة، وفي أربعينيات القرن الماضي تميزت "عرى" بظاهرة فريدة آنذاك كانت جزءاً من حالتها النهضوية والثقافية المبكرة عندما أسس فيها "النادي الأدبي" عام 1942، الذي استمر لأربع سنوات حيث كانت تلقى فيه المحاضرات وتعقد الندوات، ولكن الحيوية والتنمية أكثر دخلت عليها حين دخلتها المياه عبر الأنابيب عام 1942 بجهود الفنانة الراحلة "أسمهان الأطرش" زوجة الأمير "حسن الأطرش"، ومنذ ذلك الحين زاد في اعتمادها لنشاطها الزراعي من الحبوب والمحاصيل الأشجار المثمرة كالزيتون وغيرها، ويوجد عدد كبير من المحال التجارية وبرادات تخزين الفواكه وعدد من المصانع القائمة وقيد الإنشاء، وعدد من الصناعات الإسمنتية، ويعتمد قسم كبير من سكانها على الوظائف الحكومية حالياً إضافة للعمل الزراعي».

القرية وبيوتها
الأستاذ خليل الفريحات