بعد تنظيم حرارة بيت النار يقدم المخترع "ناظم عبدو" مدير مخبز "صلخد" جهازاً جديداً يضاف إلى خط الإنتاج الموصوف بتنظيم آلية العجن؛ لإنتاج رغيف بمواصفات فنية عالية الجودة نال عليها براءة اختراع.

عن التجربة استطلعت مدونة وطن "eSyria" من خلال زيارة الفرن الواقع على أطراف مدينة "صلخد" 40كم جنوب مدينة "السويداء" بتاريخ 18 آذار 2015، للتعرف إلى التوليفة الجديدة التي قدمها "ناظم عبدو" وثبتتها على أرض الواقع إدارة المخابز، مسجلاً اختراعه الثاني المتبني لفكرة التدخل المنظم في طريقة العجن، كما أخبرنا السيد "سليمان عماشة" رئيس نقابة عمال الصناعات الغذائية في "السويداء" بقوله: «تجربة فنية ودراسة غنية يقدمها المخترع "ناظم عبدو" الذي قدم لمخبز "صلخد" اختراعين متميزين الأول في تنظيم حرارة بيت النار، والثاني في تنظيم عملية العجن وفق المواصفات الكيماوية للعناصر المكونة للعجين، ومن خلال المتابعة الميدانية للعمل؛ فقد اطلعنا عن قرب على التجربة التي استثمرت مزايا الجهاز لضمان العجن السليم خارج حدود خسارة العجنة لخطأ معين في توقيت إضافة الخميرة والماء وحالة المزيج، تلك العملية التي كانت ترتبط في البداية بالخبرة الفنية للعجان، واليوم من خلال هذا الجهاز الدقيق يتم الاستغناء عن الخبرة البشرية ليكون العمل آلياً بامتياز وفق مراحل متسلسلة تلحظ حساسية المادة، لذا فإن النقابة تثمن أهمية هذا الاختراع، وقد تمت زيارة المخبز بقصد تكريم المتخصص "ناظم عبدو" وتقديم الشكر لما قدمه من إنجازات سخرت لخدمة المواطنين وتحسين رغيف الخبز؛ العنصر الغذائي الأهم».

حساسية الجهاز العالية وطريقة القراءة السهلة التي تجعل عمل الخط مستمراً على مدار الأربع والعشرين ساعة منحت الجهاز مزايا جديدة ليكون أمام العجان فرصة مراقبة النظافة وترتيب العمل، لأننا وفق طريقة عمل الجهاز المنتظمة نتمكن من الحصول على عدد من العجنات المتشابهة من حيث الكمية والمكونات، وفيها استثمار حقيقي للخميرة لكونها تضاف بكمية يحددها الجهاز بناء على درجة الحرارة التي يصل إليها المزيج والوقت اللازم لإراحة العجين؛ فهذا الجهاز صغير الحجم صممته ليرافق خطوط الإنتاج وخضع للتجربة والتقييم قبل الحصول على براءة الاختراع، قدمته لمخبز "صلخد" الذي أتابع إدارته وقد دخل الخدمة منذ عدة أشهر

تنظيم مراحل العجن وتسلسل إضافة المواد وفق الحرص على تخمير مناسب للعجين؛ تحدث عنها "ناظم عبدو" موضحاً الغاية من تصميم الجهاز بالقول: «طريقة العجن في الأفران تعد المرحلة الأولى والمفصلية في الحصول على رغيف ناضج ولذيذ الطعم، ومن خلال مراقبة العمل وفق الطريقة المتبعة على مستوى الأفران التي عملت بها كانت العملية عبارة عن إضافة الماء والملح والخميرة بتسلسل منتظم أو غير منتظم، لكن إذا حاولنا العمل بطريقة علمية فإننا نعرف أنه وخلال هذه المرحلة يظهر الأثر الواضح لدرجة الحرارة وتفاعل الخميرة المرتبط بدرجة معينة.

ناظم عبدو بجانب جهاز من تصميمه

وكي نصل إلى تحديد دقيق لحرارة العجين وتوقيت إضافة المكونات صممت الجهاز الذي نلت عليه براءة الاختراع الثانية؛ ليكون الجهاز عبارة عن عدة حساسات دقيقة تبدأ بقياس دقيق لحرارة العجين ونسبة الماء والملح بالنسبة لكمية الدقيق؛ كل هذه التفاصيل يكفل تنظيمها الجهاز الذي يمكن إضافته إلى خط الإنتاج في مرحلة مراقبة العجانة، ليكون لدينا مقياس دقيق لاحتياج الكمية المطلوب عجنها من المواد التي تضاف وفق التسلسل العلمي والمواصفات الكيماوية لكل عنصر، وإذا أردنا توضيحها بوجه آخر فهي عملية فنية حاولنا من خلالها الاستغناء عن التدخل الإنساني في عملية العجن حيث توصلنا إلى توليف فني مناسب يبرمج عملية العجن وليس المطلوب من العجان أو المتخصص أكثر من المراقبة».

تحسن الإنتاجية من حيث الكم والنوع فكرة تحققت من خلال الجهاز؛ كما أضاف "ناظم عبدو" وقال: «حساسية الجهاز العالية وطريقة القراءة السهلة التي تجعل عمل الخط مستمراً على مدار الأربع والعشرين ساعة منحت الجهاز مزايا جديدة ليكون أمام العجان فرصة مراقبة النظافة وترتيب العمل، لأننا وفق طريقة عمل الجهاز المنتظمة نتمكن من الحصول على عدد من العجنات المتشابهة من حيث الكمية والمكونات، وفيها استثمار حقيقي للخميرة لكونها تضاف بكمية يحددها الجهاز بناء على درجة الحرارة التي يصل إليها المزيج والوقت اللازم لإراحة العجين؛ فهذا الجهاز صغير الحجم صممته ليرافق خطوط الإنتاج وخضع للتجربة والتقييم قبل الحصول على براءة الاختراع، قدمته لمخبز "صلخد" الذي أتابع إدارته وقد دخل الخدمة منذ عدة أشهر».

العجانة والأجهزة التي صممها لتنظيم العجن

اختراع ميزته أنه نابع من تجربة وعمل فني وتجربة غنية تحدث عنها مدير المخابز الآلية في "السويداء" "سعد رضوان"، وقال: «خطوات مميزة قطعها مخبز مدينة "صلخد" الآلي بإدارة المخترع "ناظم عبدو" الذي نال اليوم براءة اختراع جديدة بعد تصميم جهاز متطور نظم آلية العجن، ليقدم تطبيقاً فنياً جديداً تمت مراقبته ودراسة النتائج من خلال الكادر الفني في الإدارة وعلى المستوى المركزي، وتم إقراره ليدخل الخدمة ويتمم منظومة العمل الإنتاجي التي تطورت بوضوح ونتج عن خبرة عالية لهذا الفني الخبير الذي قدم اختراعه فائدة اقتصادية كبيرة لعملية إنتاج الخبز للحصول على رغيف بالجودة المطلوبة والمواصفات الفنية العالية مهما كان نوع الدقيق، وتحسين المنتج بدرجات متقدمة تظهر من مقارنة إنتاج الخطوط الإنتاجية في هذا المخبز مع خطوط أخرى، وقد نال عدداً من المكافآت المادية على هذه الأعمال؛ وهي لا تقارن مع قيمة الاختراعين اللذين وضعا تحت تصرف المخابز على أمل أن نتمكن من الاستفادة من اختراعه في تنظيم حرارة بيت النار، ومنظم العجن على خطوط الإنتاج في الفروع الأخرى؛ وهذا مشروع تم إقراره لتحقيق الاستفادة المثلى».

الجدير بالذكر، أن "ناظم عبدو" مواليد قرية "الغارية"، خبرة ثلاثة عقود في عمل المخابز والأفران، حصل على براءة اختراعه الثانية العام الفائت، يعمل اليوم على تجربة المناخل الكهربائية وهي قيد التجربة التي تسير وفق رؤيته بتحويل العمل إلى مراحل آلية بالكامل.

سليمان عماشة رئيس مكتب نقابة عمال الصناعات الغذائية