بحثاً عن فرصة لعمل اجتماعي ثقافي تنموي اختبروا ما لديهم من معارف وطاقات، مجموعة من الشباب الجامعي التقوا تحت عنوان "شير"، واعتمدوا التبادل كمنهج لتقديم الخبرة والتدريب المجاني.

مدونة وطن "eSyria" اطلعت بتاريخ 28 تموز 2015، على التجربة الشبابية التي انطلقت ضمن مشروع خطط له مجموعة من شباب مدينة "السويداء" وسموه "شير"، والتقت "أسامة حامد" (طالب في كلية إدارة الأعمال) من أعضاء الفريق، وعن انضمامه إلى المشروع يقول: «كان عبارة عن لقاء عارض في أحد المقاهي الذي أرتاده مع الأصدقاء، حيث تعرفت إلى فكرة "شير" بعد حوار مع الشباب المنظمين للمشروع، وأعتبر أن اللقاء الأول مثمراً حيث خرجت بحالة إيجابية، حفزتني للعمل والبحث عن كل ما هو جديد، وآمنت بأن لدى أي شخص فرصة لتقديم إضافة جديدة إلى المجتمع، فتولدت لدي الرغبة بالانضمام إلى الفريق.

المرحلة القادمة ستكون لإطلاق مركز متخصص بتطوير مهارات الشباب والعمل وفق محاور اجتماعية، والداعم لنا في هذه المرحلة كان مجموعة من أفراد المجتمع الذين اقتنعوا بالفكرة وقدموا لنا تسهيلات؛ من حيث تقديم المكان بأجر رمزي، وأشخاص دعموا الفكرة مادياً ومعنوياً

انطلقنا في البداية كورشات عمل ناقشت عناوين اجتماعية تنموية كالمواطنة ومهارات الشباب وغيرها، ونُظمت تحت عنوان ما يمكن أن نقدم لمجتمعنا في المرحلة الراهنة، وكيف لنا أن نكون فاعلين من موقعنا كشباب، من خلال خلق نوع من التواصل، لتقديم ما لدينا من مهارات، وفق طريقة المقايضة التي اعتمدتها المجموعة، ونستفيد من مهارات الآخرين، ونحاول توسيع نطاق عملنا إلى أكبر قدر ممكن».

مجموعة الشباب المؤسسين

"قصي مقلد" (طالب في كلية هندسة الاتصالات) ومن الشباب المؤسسين لمشروع "شير"، يقول: «انطلقنا ثمانية شباب وضعنا مجموعة محاور لعمل مجتمعي منظم بمحاولة لخلق بيئة داعمة لأفكار الشباب، انطلاقاً من خصوصية المجتمع السوري وما يمكن أن يطرح في هذه المرحلة لعمل اجتماعي تنموي، وكانت البداية من خلال تجربة "غلوبل كافي" كحالة بحث وجمع لأكبر قدر من الآراء، حيث كنا من خلال المقاهي نقوم بنشر مجموعة من الأوراق محملة بأسئلة يمكن لمن رغب الإجابة عنها من دون إضافة اسمه، ويمكن لعدة أشخاص المشاركة في الإجابة، هذه الأبحاث كانت وسيلة لطرح عدة أفكار وانتقاء عدة مواضيع أخذنا نعد لها ورشات عمل وندعو إليها الشباب، وبناء على هذه التجربة التحق معنا ما يقارب خمسين شاباً وشابة من مختلف الفئات الاجتماعية والتعليمية.

المرحلة الثانية كانت العمل على تطوير مهارات الشباب لتعريفهم بالتجربة والانطلاق إلى ساحة العمل على أرض الواقع، حيث يقوم كل من لديه خبرة في مجال معين (اللغة - المعلوماتية - المواد المنهجية – الفوتوشوب، وغيرها) بتدريس لشباب بحاجة إليها، وبالتالي حصول كل فرد على فرص عديدة ومهارات جديدة في مجالات متعددة ضمن اهتمامات الشباب، وهنا تظهر فكرة المقايضة التي تقوم عليها المجموعة المميزة، من خلال تقديم مهارة مقابل الحصول على أخرى.

الطالبة نورة نصر

تم تنظيم تبادل الخبرات ضمن دورات باتت اليوم تحظى باستحسان الشباب، حيث التحق بها عدد كبير، وفي ذات الوقت عملنا على الحصول على التراخيص المناسبة، وكان توقيع العقد مع "مركز الأعمال والمؤسسات السوري"؛ لتكون لدينا فرصة القيام بمشاريع اجتماعية كفريق تنموي شبابي».

أما "قصي أبو راس" (طالب في كلية الاقتصاد) من فريق العمل فيقول: «المرحلة القادمة ستكون لإطلاق مركز متخصص بتطوير مهارات الشباب والعمل وفق محاور اجتماعية، والداعم لنا في هذه المرحلة كان مجموعة من أفراد المجتمع الذين اقتنعوا بالفكرة وقدموا لنا تسهيلات؛ من حيث تقديم المكان بأجر رمزي، وأشخاص دعموا الفكرة مادياً ومعنوياً».

أثناء إحدى الدورات

"نورة نصر" (طالبة في الصف التاسع) بينت أن خدمات "شير" مكنتها من اتباع دورة محادثة للغة الإنكليزية والمشاركة بورشات عمل مميزة، وتقول: «هذه المبادرة الشبابية سهلت لي فرصة الالتحاق بعدد من الدورات المجانية، وبدوري حاولت تعريف زملائي بهذه التجربة والتحق عدد منهم بالدورات وفق خياراتهم للمهارة والحاجة إليها، وسأتابع باقي الدورات خاصة المنهجية لتساعدني خلال الدراسة وهذه فرصة مميزة بالنسبة لي، لكون الموضوع متكاملاً من حيث التدريب ونقل المهارة وتوافر فرصة المشاركة بحوار شبابي مع من سبقونا بسنوات، ومستعدين لتقديم الخبرة التي نحتاج إليها لنتابع مثلهم دراستنا الجامعية ونحقق طموحنا الأكاديمي والمجتمعي».

يذكر أن ورشات العمل في مجموعة "شير" انطلقت منذ عام 2013، وتحظى بنسب حضور وتفاعل مرتفعة، ووصل عدد الملتحقين بالمجموعة إلى أكثر من 70 شاباً.