اتخذ من دورة تدريبية بسيطة مدخلاً للحياة والعمل، استطاع من خلالها وبالاعتماد على التعلم الذاتي عبر الإنترنت تطوير طاقاته وولعه بصيانة الأجهزة وتصميم البرامج، فأصبح خبيراً بالصيانة في أكبر الشركات المحلية في هذا المجال.

"مجد حميد" يمتلك طاقات خارج إطار التعليم الأكاديمي، وخبرة متجددة أمنت له فرصة عمل مميزة ومعرفة نوعية قابلة للتطور، مدونة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 23 آب 2015؛ فتحدث عن الطريق الذي أوصله إلى هذا المكان، ويقول: «رغبت بعد حصولي على الشهادة الإعدادية بالدراسة في معهد مهني لتقنيات الحاسوب لأنني وجدته الأقرب إلى ميولي، إلا أن الأمر لاقى معارضة من الأهل، لذلك انتقلت إلى الدراسة في الثانوية العامة على الرغم من معاناتي من مشكلة ترتبط بالبصر لكوني اليوم بحاجة إلى زرع قرنية للعين، فابتعدت قليلاً عن الدراسة وتابعت هوايتي في مجال الصيانة، فكانت البداية دورة تدريبية بسيطة ساعدتني في التعرف إلى بعض مزايا قطع المعالج في الحواسيب وغيرها من التفاصيل، لكن الوقت الطويل الذي كنت أستهلكه بالفك والتركيب والتجربة مع صديق قدم لي العون والمساعدة "رامي خير الدين" تمكنت من امتلاك أسرار هذا الجهاز الجميل، الذي يمثل كل عالمي.

تعرضنا لمشكلة كبيرة مع الأجهزة ولم يتمكن عدد من المتخصصين من حلها، بعدها التقيت "مجد" بالمصادفة، فكانت لديه حلول لكافة المشكلات، وأجد أنه يتميز بطريقة التعاطي مع الموضوع والبحث عن الحلول، وأعجبني شغفه بالعمل ولكونه متمكناً من اللغة الإنكليزية ولديه طاقة مميزة للعمل اليومي، وحالياً نستعد معه لتطوير قسم المونتاج والدوبلاج لثقتنا بخبرته، خاصةً أنه بدأ العمل معنا في عمر مبكر واستطاع فهم احتياجات العمل وقدم أفكاراً طموحة نعتمد عليها

وبتّ أستعين بالمواقع الإلكترونية لمتابعة كل ما هو جديد وطرح حلول للمشكلات المستعصية، فبنيت خبرة جيدة في وقت قصير وأخذت أعمل بالصيانة لكل من يحتاج إليها ضمن قريتي "عتيل"، وسرعان ما انتشرت سمعتي في القرى المجاورة و"السويداء" لأطلب للعمل بالاسم، بعد التعامل مع أشخاص نقلوا أخباراً عما قدمته، وكان لهم الفضل في توسيع نطاق عملي الذي بتّ أعتمد عليه كمصدر للرزق وفضاء واسع للتجربة والتطوير الدائم للخبرة والمعرفة التي لا تقف عند حدود».

مجد حميد أثناء العمل

عن العمل الحالي وما وصل إليه في هذه المرحلة يضيف: «أعمل في مجال البرمجيات وصيانة أجهزة الكمبيرتر، كما أقدم خدماتي في مجال الدوبلاج والمونتاج والعمل التقني المرافق للتصوير وحماية الأجهزة وتطويرها برامجها وفق الأنظمة العالمية المتطورة، وعلى اعتبار أنني متقن للغة الإنكليزية فقد تمكنت من اكتساب معارف واسعة على مستوى اللغات البرمجية؛ ليكون اليوم اهتمامي منصباً على دراسة لغة "visual basic" بوصفها أكثر اللغات المتوافقة مع أنظمة التشغيل وتمكن المبرمج من تصميم برامج ورفع أخرى على مواقع الإنترنت، والأهم أنها متوافقة مع أنظمة البرامج المستقبلية».

يقدم "مجد" نصيحة إلى جميع الشباب المقبلين على الحياة؛ أن ينطلق كل منهم من هوايته وميوله ويمنح نفسه فرصة التعلم بأي طريقة كانت، ليكون قادراً على بناء مستقبله ويحقق النجاح.

سامر الباروكي

وفي لقاء مع "عمر نصر" صاحب شركة "هونداي" لصيانة وبيع السيارات في "السويداء"؛ التي يعمل فيها "مجد حميد" خبير برمجيات وصيانة الأجهزة، وتحدث عن خبرته المتميزة التي خدمت الشركة، ليكون من بين عناصرها الفاعلين، ويقول: «من يتابع عمل "مجد" يكتشف قدرته الكبيرة على التعامل مع مختلف أنواع الأجهزة وهو في هذا العمر الصغير، ونحن كشركة متطورة فإن اعتمادنا كبير على البرمجيات الحديثة، وقد قدم "مجد" خدماته في مجال تطوير البرامج وصيانة الأجهزة وإصلاح الأعطال، ولم يقف عاجزاً عند أي مشكلة كانت تواجهنا في هذا المجال، حيث يقوم بفحص محركات السيارات القائمة على برامج دقيقة تتطور بسرعة، ويوفر الإمكانيات اللازمة لنبقى على اتصال مع كل ما هو جديد من خلال الخبرة التي يمتلكها، ونتوقع أننا سنكون في المراحل القادمة أمام تطورات كبيرة، وخاصةً أننا نثق بقدرته على تقديم كل ما هو مميز، لكون خبرته أتت بأسلوب منهجي علمي خاص وخارج حدود المعاهد والجامعات».

أما "سامر الباروكي" صاحب شركة تصوير وإنتاج وممن تعاملوا مع "مجد حميد" عن قرب واختبر ما لديه من إمكانيات مميزة، فيقول: «تعرضنا لمشكلة كبيرة مع الأجهزة ولم يتمكن عدد من المتخصصين من حلها، بعدها التقيت "مجد" بالمصادفة، فكانت لديه حلول لكافة المشكلات، وأجد أنه يتميز بطريقة التعاطي مع الموضوع والبحث عن الحلول، وأعجبني شغفه بالعمل ولكونه متمكناً من اللغة الإنكليزية ولديه طاقة مميزة للعمل اليومي، وحالياً نستعد معه لتطوير قسم المونتاج والدوبلاج لثقتنا بخبرته، خاصةً أنه بدأ العمل معنا في عمر مبكر واستطاع فهم احتياجات العمل وقدم أفكاراً طموحة نعتمد عليها».

يذكر أن "مجد حميد" من مواليد "عتيل" 1991، وأخوه الممرض "توفيق حميد" مصمم "برنامج الفحص السريري" الذي صممه بالتعاون مع "مجد"، وقدمه هدية لوزارة الصحة ليدخل ضمن برامجها التعليمية.