قدمت "رهف غرز الدين" في دراسة نالت عليها شهادة الماجستير، خوارزمية جديدة لإنتاج "الأشكال الكسورية" في بحثها الذي أضاء على المبادئ العامة للهندسة الكسورية، وتطبيقها في دراسة المتغيرات العشوائية، وأسس لدراسة الأحداث الهامشية والمفاجئة.

الكاتبة الشابة التي درست الرياضيات وتفوقت في دراستها الجامعية مزجت بين الفلسفة والرياضيات؛ مستعينة بصبر وجهد كبيرين لولوج موضوع اختارته من بين قائمة من العناوين أنجزته بنجاح، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 شباط 2016، التقت الدكتور "عبد اللطيف هنانو" الذي أشرف على رسالتها، والفكرة المتقدمة التي بحثتها بمنطق الخروج عن الدراسات الكلاسيكية، وكيف أجادت في إنجاز هذا البحث الذي يقدم فائدة كبيرة لعدد من التخصصات العلمية، وقال: «يندرج موضوع الرسالة تحت مفهوم "الهندسة الكسورية" وتطبيقاتها، وقد قدمت الطالبة "رهف غرز الدين" خوارزمية جديدة لإنتاج الأشكال الكسورية؛ مع أن العديد من الكتب والمقالات العلمية المهمة تناولت في مضمونها الأشكال الكسورية وبعض تطبيقاتها، إلا أن رسالة الماجستير التي أعدتها قدمت قيمة مضافة مهمة إلى هذا الموضوع من خلال تقديم خوارزمية جديدة لإنتاج الأشكال الكسورية، كما أنها قدمت تطبيقات متممة لها في المتغيرات العشوائية.

يندرج موضوع الرسالة تحت مفهوم "الهندسة الكسورية" وتطبيقاتها، وقد قدمت الطالبة "رهف غرز الدين" خوارزمية جديدة لإنتاج الأشكال الكسورية؛ مع أن العديد من الكتب والمقالات العلمية المهمة تناولت في مضمونها الأشكال الكسورية وبعض تطبيقاتها، إلا أن رسالة الماجستير التي أعدتها قدمت قيمة مضافة مهمة إلى هذا الموضوع من خلال تقديم خوارزمية جديدة لإنتاج الأشكال الكسورية، كما أنها قدمت تطبيقات متممة لها في المتغيرات العشوائية. وتكمن أهمية الرسالة في أنها الأولى على مستوى القطر التي تتناول مثل مواضيع كهذه، فهي تعد منطلقاً في توظيف الهندسة الكسورية في المتغيرات العشوائية، وهذا بدوره له دور مهم في الاقتصاد وحركة سوق الأوراق المالية

وتكمن أهمية الرسالة في أنها الأولى على مستوى القطر التي تتناول مثل مواضيع كهذه، فهي تعد منطلقاً في توظيف الهندسة الكسورية في المتغيرات العشوائية، وهذا بدوره له دور مهم في الاقتصاد وحركة سوق الأوراق المالية».

رهف غرز الدين

الباحثة "رهف غرز الدين" المتأثرة بالأدب بوصفها كاتبة للقصة القصيرة إلى جانب دراسة الرياضيات التي تفوقت بها، عرفتنا عن بحثها الجديد بالطريقة والمضمون، وقالت: «على الرغم من دراستي الرياضيات، إلا أنني لم أستطع التخلي عن ذاتي ككاتبة، ولهذا اتجهت إلى العمل في الجبر والتجريد في سعي للربط بين الفلسفة والرياضيات وما هو يومي، وكان وقوعي على ما يعرف بنظرية الفوضى انتصاراً وجدتُ فيه ضالتي، فـ"نظرية الفوضى"، و"التأثير الحساس للمعطيات الأولية"، و"أثر الفراشة" اسم واحد لفلسفة حديثة فرضت واقعاً جديداً في العلم وغيرت الكثير من الأفكار السائدة.

حيث تركز على دور التغيرات الصغيرة التي اعتدنا تجاهلها واعتبارها ارتدادات لا تغير في الصورة العامة؛ لتوضح أن هذه التغيرات الصغيرة (كرفة جناح فراشة) شكل مصغر عن الواقع كاملاً، وأصبحت دراستها نقطة الانطلاق لتفصح عن أنماطٍ رائعةٍ من الانتظام في الظواهر الطبيعية والفيزيائية، وهنا أستعين بمقولة "سبينوزا": "لا فوضى في الطبيعة! تبدو الظواهر فوضوية بسبب ضعف رؤيتنا".

لجنة التحكيم: الدكتور عبد اللطيف هنانو، ومحمد جمال اللبن

نلقي الضوء في هذه الرسالة على "الهندسة الكسورية" التي تعد الحد الفاصل بين الرياضيات الكلاسيكية والرياضيات الحديثة، وترجمة لنظرية الفوضى بلسان الرياضيات الذي تعود نشأته لعام 1975».

وعما تضمنه البحث والأهمية المرتجاة من تقديمه على مستوى الاقتصاد والسياسة وباقي العلوم من الطب والفيزياء تضيف بالقول: «تأتي أهمية الموضوع من عدة جوانب أولها مواكبة الثورة العلمية في العالم، ومن ناحية أخرى، فإن طبيعة الموضوع جعلت التطرق إليه واجباً بالنسبة لي حيث اعتاد السوريون السماع بالفوضى كسياسة ودفع ضريبتها وما العلم إلا وسيلة لفهم الواقع.

الدكتور عبد اللطيف هنانو

وقد عملت على الإضاءة على المبادئ العامة للهندسة الكسورية وتطبيقها في دراسة المتغيرات العشوائية، وأسس دراسة الأحداث الهامشية والمفاجئة، مثل: الحروب، وتغيرات الأسعار، ونمو المدن؛ في محاولة لفتح نافذة لتطبيق هذه الهندسة في الدراسات الاقتصادية، داعمين عملنا ببناء نموذج جبري لإنتاج الأشكال الكسورية.

وكباحثة تنصب مهمتي في الدراسة النظرية على أمل نقله إلى حيز التنفيذ من قبل المعنيين، وعملنا هذا مساهمة متواضعة وخطوة أولى في موضوع واسع ومهم غزت تطبيقاته الطب والفيزياء والاقتصاد والسياسة والفن بأنواعه المختلفة، كما أنه يقدم الرياضيات بطريقة سلسة تلمس الجمال والمنطق لدى المتلقي.

وهنا أضيف أن اختيار هذا الموضوع مجازفة حقيقية نظراً لحساسية تلقي كل ما هو جديد، ولولا أستاذي المشرف الدكتور "عبد اللطيف هنانو" والدكتور "محمد جمال اللبن" في قسم الرياضيات بجامعة "دمشق" وإيمانهما بعملي والدعم الكبير الذي قدماه لي معنوياً وعلمياً لما تابعت البحث».

"ولاء الدعبل" طالبة ماجستير في "كلية التربية" التي تابعتها خلال إنجاز البحث الذي كان حالة مغايرة من حيث البحث والدراسة بحكم حداثة الفكرة، قالت: «لعل شغف "رهف" ومحبتها لما هو غير مألوف، ومعالجة ما هو غريب دفعها إلى التفكير في هذا الموضوع الذي لم يسبق طرحه في جامعتها، ليس هذا فحسب، بل مزجت بين المجرد والواقع بذكاء حتى أخرجت الفكرة ببساطتها، ولعلها تأثرت هنا بالفوضى التي تعصف بكل ما حولها، فوضى سياسية اقتصادية اجتماعية لا بل أخلاقية، فانطلقت من الفوضى وتأثيراتها، وبحثت في التشابه ما بين الهندسة الكسورية الغريبة مع الأنماط الفيزيائية والطبيعية، والتطبيقات في مختلف المجالات والعلوم، وما لاحظته أنها اختارت موضوعاً جديداً وغريباً، لكنها تحدت به ذاتها والوسط العلمي من حولها، أحبت موضوعها وعالجته بشغف. ولم يكن الاختلاف وتعقيد الموضوع ما ميزها فقط، بل الوصول إلى فكرة بسيطة معبرة عن ذاتها امتزج فيها الواقع مع التجريد».

الجدير بالذكر، أن "رهف غرز الدين" من مواليد عام 1991، خريجة قسم الرياضيات عام 2012، نالت شهادة الماجستير بتاريخ 22 كانون 2016، بمعدل 87,5 بالمئة.