الزراعة بلا تربة مادة حديثة على مستوى جامعة "دمشق"؛ شغلت ذهن الباحثة "حنان الشوفي" لتكون أوساط زراعة "الفريز" عنوان شهادة الماجستير التي نالتها بمعدل مرتفع.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 آذار 2016، تابعت مناقشة الرسالة التي قدمتها المهندسة الزراعية "حنان الشوفي" لنيل شهادة الماجستير في تخصص ينسجم مع تطور الزراعة على السقوف في المدن الحضارية الحديثة، كفلت إنتاج "الفريز" من دون تربة في مواعيده السنوية وخارجها؛ كما حدثنا الدكتور "سهيل حداد" المشرف على رسالتها، وقال: «ظهرت الدراسات المتخصصة في الزراعة بلا تربة بداية الثمانينيات، وهي من الأساليب الزراعية التي أخذت تتطور على مستوى العالم، والمهندسة "حنان" قدمت مشروعها للتخرج في ذات التخصص، وتابعت به لنيل شهادة الماجستير، وكانت مجدّة ومتابعة، فاهتمت بظروف عملها، وكرست التجربة لعامين؛ بدأت مع مرحلة النمو الخضري لنباتات الفريز التي هيأت لها أوساط النمو والإثمار وفق دراسات علمية ذاتية، وتابعت الإزهار والإثمار، ودرست نسبة السكريات على وزن الثمار، وأنجزت دراسة هذه الأوساط وخصائصها الفيزيائية والكيميائية، وعملت بيديها لتحقيق النتائج، والمميز أن العنوان جديد وحديث الانتشار؛ بالتالي فهذه الدراسة إضافة علمية حقيقية إلى إنتاج نبات اقتصادي في المواسم وخارجها».

هذه التجربة المتكاملة تابعت تفاصيلها مع المهندسة "حنان" التي حاولت إنتاج دراسة تستحق أن تكون مرجعية علمية مناسبة لخلق أوساط لزراعة الفريز، وتقديم نموذج يمكن الاعتماد عليه كطريقة زراعية متطورة وقابلة للتطبيق، فقد تميزت بطريقة توثيق النتائج التي وصلت إليها ضمن منهجية علمية ناجحة أثنى عليها المشرفون، وحققت من خلالها خطوة على طريق نشر هذا التخصص الذي بات مطلوباً على مستوى العالم، ويرسم آفاقاً زراعية للمستقبل، ويكفي أن نعلم أنها استفادت مما يزيد على 121 مرجعاً حديثاً حصلت عليهم وترجمتهم، وكوّنت المحور العلمي الحقيقي للدراسة لتحقق في الختام نتائجها البحثية الخاصة، بالتالي توجت مرحلة تفوق خلال الدراسة ببحث قابل للتطوير

اختارت المهندسة "حنان الشوفي" النبات على قاعدة الخيارات الاقتصادية الزراعية الدقيقة، وبيّنت لتوضيح الدراسة بالقول: «ضمن اختصاص البستنة تعد الزراعة بلا تربة من الفرص الزراعية القادرة على تحقيق نسب إنتاج وعائدية مرتفعة، ومن خلال مشروع التخرج الذي تابعت من خلاله نبات "الجربيرة" (وهو أحد نباتات الزينة) لكن الخيار الاقتصادي لنبات الفريز في دراستي لنيل شهادة الماجستير ارتبط بتطور كبير بات يقترن بعملية خلق الأوساط الزراعية المناسبة للإنتاج من دون الاعتماد على التربة؛ خاصة لنبات مطلوب بكثرة في منطقتنا، وموسم إنتاجه قصير جداً، وتصحيح فرضيات مختلفة ترتبط بإنتاجه على يد المزارعين من دون سند علمي واضح.

الباحثة حنان الشوفي والدكتور سهيل إدريس واللجنة المشرفة أثناء المناقشة

لتكون الدراسة التي نفذتها ضمن بيت بلاستيكي لإنتاج الفريز ضمن الموسم المحدد له مؤهلة لمدة إنتاج أطول، وكميات أكبر، ونوعية ذات جودة عالية وثمار غنية بالسكريات؛ بالاعتماد على وسط غذائي مناسب، كانت نتائجه الحصول على ثمار نظيفة لا تلوثها التربة ضمن تكاليف ودراسات استمرت لمدة عامين اقترنت بقراءات متابعة لكل مرحلة على حدة، شملت خلق الوسط بالاعتماد على التربة، ونسبة من المواد المغذية درستها في مخبر تحليل النتائج وبيت بلاستيكي، وعلى مدة سنتين كررت التجربة للحصول على زراعة ضمن الموسم بعائدية جيدة مع التخلص من مشكلات التربة المعروفة، وما تفرضه من تكاليف إضافية».

وعن الجديد في الدراسة تضيف بالقول: «أمّنت هذه العملية اختصار المساحة؛ حيث يمكن الزراعة بأي بيت، والزراعة مناسبة على السطوح، لأن الوسط خفيف يناسب أي شرفة، ووضعت مقاييس لأفضل وسط من خلطات "الخفان" مع التربة، وتحديد خلطة مثالية ومحلول مغذٍّ أعطى إنتاجاً كبيراً، وكانت لدي اختبارات محاليل لعلماء في المجال لأستثمر محلولين في بحثي هما: "هوفلان"، و"ألبرت".

المهندس ماهر شلش

وحرصت على تنفيذ الخطوات باليد والحصول على نتائج حقيقية بدأت باختيار "الخفان" و"البرلايت"؛ وهو مادة قليلة الانتشار حصلنا عليها من معامل "حلب" لصخر بركاني وزنه خفيف، وأضفنا التراب، وعملت على تفاصيل وثقت للخلطة التي أحلم بتقديمها إلى القطاع الزراعي؛ مع العلم بإمكانية تطبيق هذه الزراعة الواعدة بكل المقاييس؛ لكونها تحتاج إلى بيوت بلاستيكية بسيطة التكاليف بإنتاجية عالية ومدة قطاف أكبر وأسهل، ومراعاة ظروف النظافة المطلوبة لهذا النبات بالاعتماد على محلول مغذٍّ خففت نسبته وحقق إنتاجية عالية».

المهندس الحاصل على شهادة الماجستير في تخصص البستنة "ماهر شلش" تابع عمل ودراسة "حنان"، وقيّمها بالمتطورة، وقال: «هذه التجربة المتكاملة تابعت تفاصيلها مع المهندسة "حنان" التي حاولت إنتاج دراسة تستحق أن تكون مرجعية علمية مناسبة لخلق أوساط لزراعة الفريز، وتقديم نموذج يمكن الاعتماد عليه كطريقة زراعية متطورة وقابلة للتطبيق، فقد تميزت بطريقة توثيق النتائج التي وصلت إليها ضمن منهجية علمية ناجحة أثنى عليها المشرفون، وحققت من خلالها خطوة على طريق نشر هذا التخصص الذي بات مطلوباً على مستوى العالم، ويرسم آفاقاً زراعية للمستقبل، ويكفي أن نعلم أنها استفادت مما يزيد على 121 مرجعاً حديثاً حصلت عليهم وترجمتهم، وكوّنت المحور العلمي الحقيقي للدراسة لتحقق في الختام نتائجها البحثية الخاصة، بالتالي توجت مرحلة تفوق خلال الدراسة ببحث قابل للتطوير».

الجدير بالذكر، أن المهندسة "حنان الشوفي" من مواليد 1988، في قرية "صما البردان" التابعة إلى مدينة "صلخد"، حائزة على "جائزة الباسل" للتفوق في سنوات الدراسة الجامعية، ونالت على دراستها معدلاً شبه كامل لتعد دراستها من الأبحاث المتكاملة في هذا التخصص.