يعدّ انتشار المكتبات الإلكترونية أمراً في غاية الأهمية لدى طلاب الجامعات وطلاب الدراسات العليا بوجه خاص، فقد وفر انتشارها الوقت والجهد في الحصول على المراجع والكتب التي تسهل عملية إنجاز الأبحاث وإعداد حلقات البحث.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 نيسان 2016، رصد بعض الآراء حول علاقة الطلاب في الجامعات السورية بالكتب الإلكترونية، وخاصة طلاب الدراسات العليا.

ما حققته المكتبات الإلكترونية ليس فقط التواصل الاجتماعي بل العلمي أيضاً، وهي صيغة الملفات المصورة المنشورة بصيغة أبحاث محكمة ومعترف بها، وهنا تكمن الأهمية باختيار الباحث المعلومة البحثية الحقيقية

"تمارا العقباني" تدرس إدارة نظم المعلومات في "الجامعة الافتراضية السورية"، تحدثت قائلة: «فيما يتعلق بالإلكترونيات يكون اعتمادنا كبيراً على الكتب والمراجع الأجنبية، وأغلبها غير موجود وعدد قليل منها مترجم، ولهذا يكون اعتمادي على الكتب الإلكترونية، وأغلبها غير مترجم، منها ما أقوم بترجمته بنفسي، وأحياناً أبحث عن المراجع المترجمة والموثوقة الترجمة أيضاً، لأن كثيراً من المراجع المترجمة تحتوي أخطاء، فقد أصبح البحث الإلكتروني أسرع وأسهل ويوفر الوقت والجهد».

تمارا العقباني

"علاء عقل" طالب ماجستير سنة ثانية علم اجتماع، تحدث عن علاقته مع المكتبة الإلكترونية بالقول: «المكتبة الإلكترونية هي المكتبة التي تحوي سلسلة من الكتب والمراجع والوثائق والدواوين من الكتب الموثقة للمؤلفين والباحثين والعلماء وغيرهم بالاعتماد على شبكة الإنترنت؛ حيث تعد الكتب الإلكترونية رديفة للكتب الورقية، تجمع سلسلة شاملة لكافة العلوم، وقد أصبح الطالب في كافة المراحل الدراسية يستخدم هذه الكتب، أما بالنسبة للمراحل الجامعية فهي العصب الرئيس لأي بحث لإعداد حلقات البحث والدراسات، ولا يعد أي بحث مقبولاً إذا كان لا يستند إلى مراجع إلكترونية أو ورقية موثقة، وبالنسبة لي كطالب دراسات عليا فقد وفرت لي المكتبة الإلكترونية كتباً ومراجع لمؤلفين وباحثين استعنت بها في بحثي، وقدمت العديد من التسهيلات، حيث تعد كتباً محمية لمؤلفيها وموثقة ومعتمدة للبحوث منعاً للسرقات الأدبية والعلمية، كما أنها تساعد العديد من الطلاب الذين يعانون صعوبة الوصول إلى المكتبة الورقية تبعاً للظروف المكانية.

لكن وعلى الرغم من تلك التسهيلات نرى بعض الصعوبات في كيفية البحث عن الكتب والمراجع المطلوبة، ومنها أن يكون الموقع الذي نريد البحث فيه غير موجود على الشبكة، وعدم احتواء الكتاب على مراجع موثقة، ومن الصعوبة بمكان في بعض الأحيان إيجاد كتاب معين أو مرجع أو وثيقة من أجل استخدامها في البحث المطلوب، لكن أصبحت المكتبة الإلكترونية وسيلة ضرورية في هذه الأيام، حيث توفر الوقت والجهد والمال في الحصول عن المعلومة بأقل الوسائل، لكن برأيي هي رديفة للكتب الورقية، فهناك المتعة في التصفح والقراءة».

الطالبة "شذا سلوم" طالبة سنة أولى ماجستير في الفيزياء، تقول: «لا يمكننا الاستغناء عن المكتبة الإلكترونية لما تحتويه من كتب ومراجع، وتوفر الوقت والجهد في البحث عنها، وهذا لا ينفي متعة المطالعة في المراجع الورقية، كما أنها موثوقة أكثر من حيث الترجمة، بالنسبة لي عند البحث عن مرجع لا أفضّل الحصول على مرجع مترجم، أفضّله باللغة الأم وغير مترجم، وأنا أقوم بترجمته إن اقتضى الأمر».

الدكتور "خالد كيوان" أستاذ مساعد، وعضو هيئة تدريسية في قسم الآثار بكلية الآداب في جامعة "حلب"، ومحاضر في قسم الآثار في كلية الآداب الثانية في "السويداء"، تحدث عن أهمية المراجع والكتب الإلكترونية في البحث العلمي بقوله: «وجود الإنترنت أضحى مهماً في عملية البحث العلمي، أنا كأستاذ جامعي أغلب مراجعي أو مصادري إلكترونية، تتراوح بين الأجنبي بشقيه الفرنسي والإنكليزي والمترجم إضافة إلى العربي، وبوجود الإنترنت اختصرت الوقت والجهد بالبحث في المكتبات، فأصبح لديّ مكتبة إلكترونية متنقلة سواء على "الجوال" أو الكمبيوتر الشخصي.

وثمة أمر أكثر أهمية؛ وهو أن أصحاب التخصص الدقيق كتخصصي في المسكوكات القديمة (آثار إسلامية) مراجعهم العلمية بالعربية قليلة، فقد قدمت رسالة دكتوراه بعنوان: "إنتاج المسكوكات وتداولها بدمشق وريفها بالفترة الرومانية"، ومن المعروف أن أي مركز بحث علمي تخصصي لديه موقع يقوم بنشر أبحاثه ومستجداته فيه، ونستطيع الدخول إليه والحصول على ما نريد، وهي طريقة غير مكلفة، وحالياً نحن في أزمة علمية حقيقية لكون مكتباتنا تفتقر إلى العديد من كتب التخصص، وما تم نشره في العالم خلال السنوات الست الماضية لا يتوفر إلا على شبكة الإنترنت، كما أننا نقوم بنشر أبحاثنا في مجلات علمية محكمة في البلاد العربية والأجنبية، فأنا نشرت في مجلة بفرنسا وكانت المراسلة عن طريق الإنترنت، وفي جامعة "اليرموك" في "الأردن"، نشرت ثلاثة أبحاث».

وأضاف أيضاً: «ما حققته المكتبات الإلكترونية ليس فقط التواصل الاجتماعي بل العلمي أيضاً، وهي صيغة الملفات المصورة المنشورة بصيغة أبحاث محكمة ومعترف بها، وهنا تكمن الأهمية باختيار الباحث المعلومة البحثية الحقيقية».