تمثّل قاعة الامتحان القلق لدى طلاب "السويداء"، لأنها تحتاج إلى محاولة استذكار المعلومات الصحيحة بالوقت المحدد، وبها يتم تقرير مستقبل الطالب، وهي جزء من منظومة العمل التربوي الحاملة لإجراءات مثبطة للقلق وفق رؤية نفسية علمية.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 29 أيار 2016، التقت "شاهين شرف الدين" طالب في جامعة "دمشق" من أهالي قرية "ولغا" في "السويداء"، وعن القلق الامتحاني يقول: «لا شك أن قاعة الامتحان لها رهبة في نفوس جميع الطلاب، لكن هناك تأثيرات داخلية وخارجية لاستفحال القلق في النفوس، فحين يكون الطالب متأكداً من معلوماته يدخل قاعة الامتحان بثقة، فتكون نسبة القلق لديه أقل من غيره من الطلاب غير المتمكنين من معلوماتهم.

لعل القلق المولود هذه الأيام بسبب حالة الاضطراب العامة في وسائل النقل والانتقال ومشكلاتها للوصول إلى مكان الامتحان، فالقلق الذي يعتري الطالب في مجتمعنا يجعلنا نفكر أن القلق لديه مشروع، والمساهمة في تخفيف أعبائه تتطلب الوقوف من قبل الإدارات التربوية والجامعية لتهيئة مناخ وجوّ مناسب للطالب لتقديم الأفضل، باعتباره الجزء الأهم في التنمية المستقبلية

ومن التأثيرات الخارجية دخول جهات رسمية إلى القاعة عندما يكون الطالب في حالة تركيز بالكتابة، تعمل على ارتفاع نسبة القلق لديه، والشيء الأهم الفجوة المكانية ضمن القاعة الواحدة تكسب الطلاب شعوراً بالقلق، عدا المراقبة التي من شأنها زرع الخوف والرهبة عندما يأتي المراقب الحامل لسلطة الأمر والنهي، بكلام قاسٍ أو صراخ، أو ما أشبه من الأعمال المسببة للإرباك».

الموجه سليمان كريدي

ويضيف: «لعل القلق المولود هذه الأيام بسبب حالة الاضطراب العامة في وسائل النقل والانتقال ومشكلاتها للوصول إلى مكان الامتحان، فالقلق الذي يعتري الطالب في مجتمعنا يجعلنا نفكر أن القلق لديه مشروع، والمساهمة في تخفيف أعبائه تتطلب الوقوف من قبل الإدارات التربوية والجامعية لتهيئة مناخ وجوّ مناسب للطالب لتقديم الأفضل، باعتباره الجزء الأهم في التنمية المستقبلية».

"سليمان كريدي" الموجه الاختصاصي للإرشاد النفسي في مديرية التربية في "السويداء"، أوضح عن القلق الامتحاني وعوامله ومشكلاته ومعوقاته بالقول: «أكدت الدراسات النفسية أن مركز الذاكرة قرب مركز الخوف والقلق، فعندما يسيطر الخوف أو القلق على الإنسان يثبط عمل الذاكرة، ومن العوامل التي تساعد على قلق الامتحان، عوامل ذاتية وأخرى موضوعية، فالموضوعية منها خلال اللحظات الأولى من زمن الامتحان أو إن صح التعبير في الساعة الأولى منه تنتح ذاكرة الطالب طاقتها، بمحصول دراسي كامل؛ وهو ما يولّد القلق لديه؛ لأن كل طالب يحاول أن يحصل على أكبر قدر من العلامات، ومن الأسباب الموضوعية أيضاً الجوانب المحيطة بالعملية التربوية وتوفير الأجواء النفسية المناسبة والمريحة للطالب، إذ يتكون لدى الطالب عوامل القلق أثناء الامتحان؛ وهذا يعدّ أمراً طبيعياً؛ إذ له أنماط متعددة: قلق النجاح، وقلق الخوف، وقلق الوصول، وغيره من الأنماط النفسية والاجتماعية، لكن هناك أسباب ومسببات في التدخل بصناعة القلق، وهناك عوامل ذاتية تساعد على القلق وتؤدي بدورها إلى نسيان المعلومات؛ أهمها الرهاب المحيط بالامتحان ودور المراقب ورئيس المركز، كأن تدخل بعض شخصيات رسمية وجهات مسؤولة وشخصيات اعتبارية قاعة الامتحان بقصد التفتيش أو مراقبة سير عمليات الامتحان؛ وهذا يسبب قلقاً إضافياً لدى الطالب».

الطالب شاهين شرف الدين

ويتابع "كريدي": «يرافق القلق اضطراب فيزيولوجي وتوتر عضلي وارتفاع ضغط الدم، وقد يؤدي أحياناً إلى الإغماء؛ فحالة التوتر الشديد هذا تنعكس سلباً على أداء الطالب، كذلك يرافق القلق أعراض نفسية وأعراض جسدية، وعلينا محاربة هذا الأداء الخطر في التحكم بالعوامل الموضوعية والذاتية؛ وأهمها الثقة بالذات وعدم الاهتمام بما يحصل والنظر إلى كل الناس الموجودين في القاعة على اختلاف رتبهم ومكانتهم؛ أن وجودهم وسبب وجودهم لغاية مثلى في تقديم الخدمات المثلى للطالب من توفير أجواء الراحة والصفاء والهدوء والسكينة؛ لأن انعكاس هذا التفكير والشعور يجعل الطالب أكثر هدوءاً وتركيزاً، ولا بدّ أن يتمتع الطالب أيضاً بقوة الإرادة في التعامل مع عوامل الامتحان، كأن يقرأ الأسئلة قراءة متأنية ودقيقة ويبدأ حل السؤال الذي يعرف إجابته كاملاً، وبعد إجابته عن الأسئلة التي يعرفها عليه مراجعتها مراجعة متأنية وعدم الإسراع في الكتابة والتمهل والتروي حتى نهاية الوقت، وهذا ما يكسب الطالب التخلص من القلق الامتحاني ويوصله إلى النجاح والتوفيق».

من أجواء الامتحانات