الظهور الكبير للمتاجر النباتية على ساحة محافظة صغيرة الحجم مثل "السويداء" دليل على توسع شريحة الطالبين لهذه المنتجات، وانتشار حالة وعي غذائي ذات منشأ نباتي، هذا السوق بحسب أصحابه الكثر لا يعتمد الربح بقدر ما يبغي الفائدة للناس.

في أحاديث جمعتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 حزيران 2016، من المستفيدين من هذه المنتجات والقائمين على المتاجر المنتشرة بوضوح تقاطعات تظهر حجم الشريحة التي تتعامل مع المنتجات النباتية، ومنهم "هزيمة كشور" متخصص في مجال الديكور ومتبع للغذاء النباتي؛ الذي تحدث عن فائدة تفاعل سوق المنتجات النباتية لغاية ضمان توافر المنتج وضمان المصدر، وقال: «لا ننكر أننا في مراحل سابقة كنا نبحث عن احتياجاتنا من المواد الغذائية بما يشبه المعاناة للحصول على المادة، والأكثر صعوبة استبيان المصدر والتأكد من سلامته من خلال أشخاص ليس لديهم علاقة مع الفكرة وقناعتهم ضعيفة بها؛ فهم تجار فقط، الجديد بالموضوع أن افتتاح متاجر من قبل أشخاص نباتيين خطوة ذات مردود إيجابي نتلمس ثمارها لنجد غايتنا من عدد ليس بالقليل من المواد واضحة المصدر، وعلى سبيل المثال "البهارات" ذات القابلية الواضحة للغش بمعززات النكهة اليوم نجدها في هذه المتاجر بحالتها الصافية؛ لكون المنتج والموزع نباتياً وداعماً للفكرة، كذلك اللحوم النباتية وحليب الصويا وقائمة كبيرة من المنتجات التي لا يمكننا الاستغناء عنها، وهي مكون أساسي للغذاء.

تفاعل سوق المنتجات النباتية في هذه الأوقات جاء بفعل عدة محفزات؛ قد يكون أهمها انتشار شريحة كبيرة من المهتمين بالغذاء النباتي، لكننا لن ننسى ما انتشر من فيديوهات وتقارير أظهرت عمليات الغش المنتشرة عالمياً في إنتاج اللحوم والمعلبات بكافة أنواعها، لذلك فإن خيار الشخص العادي كان بالتوجه إلى هذه المتاجر التي تتصف بنوعية خاصة من المنتجات واضحة المصدر في الأغلب، هذا التوجه عمم الفائدة لتجد من المستهلكين من بدأ يتعاطى مع المواد بغاية الفائدة وقد لا يكون الشخص متبنياً للفكرة النباتية بالكامل، لكنه بات يبحث عن اللحمة النباتية لكونها موثوقة أكثر، وعن الخضراوات العضوية خاصة مع انتشار مزارعين تبنوا الفكرة، وكذلك أنواع الألبان والأجبان من فول الصويا ولبنة القمح، وغيرها لتكون متمماً لغذائهم. وبالحالة الطبيعية فإن ما نجده اليوم يختلف عن حالة سابقة؛ لكونها اتخذت صورة متاجر متطورة تعدّ مرحلة جديدة تحتاج إلى المتابعة ليكون لها نوع من الحماية من المتسلقين والمتجاوزين، وتحافظ على نقاء الفكرة وأبعادها الصحية والإنسانية الراقية

ومع أن الواقع الحالي يعكس انتشاراً كبيراً للمتاجر النباتية سواء على مستوى الأفراد والتوزيع المنزلي أو المتاجر والمؤسسات المتخصصة، لكن نسبة إلى زيادة عدد النباتيين؛ فالتوقع القادم لتوسع كبير لعله يفي بالحاجة، لأننا ننتقل مسافات بعيدة من المدن المجاورة والقرى للحصول على احتياجاتنا المتنوعة».

هزيمة كشور

النباتي صاحب رسالة يبتعد خطوات عن الفكرة التجارية ويقترب من مشروعه لنشر الوعي بالغذاء النباتي وسلامته؛ وفق حديث المهندسة الزراعية "غادة أبو زيد" صاحبة إحدى المؤسسات المتخصصة بهذا المجال، وقالت: «حقق المنتج النباتي انتشاراً عمودياً لكون النباتي منتجاً لما يحتاج إليه من أصناف الغذاء، لكن هناك مجموعة كبيرة من المواد تحتاج إلى طرائق معالجة معقدة وجهد ووقت؛ لذا فإن توافرها عامل مساعد وداعم لنشر الفكرة مع العلم بالتوجه العالمي إلى الغذاء النباتي بوصفه عودة إلى فطرة الإنسان، ووفق قناعاتنا كنباتيين بحثنا في هذا المجال، ومن خلال عملي على تأسيس مؤسسة غذائية نباتية، كان مشروعي التعريف بماهية وجود الشخص النباتي في المجتمع ورسالته التوعوية للتوجه نحو غذاء سليم، وأثر ذلك الغذاء في الصحة الجسدية والنفسية والفكرية، من هنا فالموزع للمنتجات أو البائع للمنتج النباتي ليس تاجراً بالمفهوم الدارج لتحقيق الربح؛ لأنه في البداية حامل رسالة تنسجم مع طبيعة اختياره للغذاء النباتي كبرنامج حياة.

وإذا حاولنا توضيح الصورة؛ فهو في البداية ناقل لفكر ارتبط بدارسات ومقومات أسست وعيه لهذه الفكرة فيقدم لكل طالب أي نوع من المواد المعلومة الكاملة عن المصدر سواء من إنتاجه أو مستورد، لأننا وبحكم الحاجة إلى نوعية خاصة من المواد أهمها اللحوم النباتية فإننا بحاجة إلى عدد كبير من المواد المستوردة التي نحرص أن تكون واضحة المصدر؛ مع العلم بتوافر مصادر محلية باتت تتقن إنتاج بعض أنواع هذه اللحوم، لكن بكميات محدودة، وهناك أنواع تحتاج إلى منظومة تقنية متطورة نفتقدها في بلادنا.

المهندسة غادة أبو زيد

في الوقت الذي تتزايد فيه مصادر النباتات المجففة التي تجفف وفق حاجة ومطلب المستهلك النباتي، تظهر رسالة النباتي لكونه يعلّم جامع النبات الطرائق السليمة، ويقدم المعلومة للمستهلك للحصول على المزايا الحقيقية والنكهة والفائدة المطلوبة، لأن التاجر النباتي مزود بالمعلومة ومنفذ للخبرة إلى جانب توافر المادة التي جعلت كثافة المبيع واضحة؛ وهذه ميزة سوق المنتجات النباتية وتجاره؛ وهذا ما جعل الانتشار الأفقي يوازي الانتشار العمودي لنظام الغذاء النباتي».

اختلالات التعامل مع الغذاء ساهمت في توجه أشخاص غير النباتيين إلى المنتج النباتي بحثاً عن المصداقية والطعام الصحي؛ وفق حديث المهندس "نجيب جربوع"؛ وهو من أوائل متبعي الغذاء النباتي في "السويداء"، وقال: «تفاعل سوق المنتجات النباتية في هذه الأوقات جاء بفعل عدة محفزات؛ قد يكون أهمها انتشار شريحة كبيرة من المهتمين بالغذاء النباتي، لكننا لن ننسى ما انتشر من فيديوهات وتقارير أظهرت عمليات الغش المنتشرة عالمياً في إنتاج اللحوم والمعلبات بكافة أنواعها، لذلك فإن خيار الشخص العادي كان بالتوجه إلى هذه المتاجر التي تتصف بنوعية خاصة من المنتجات واضحة المصدر في الأغلب، هذا التوجه عمم الفائدة لتجد من المستهلكين من بدأ يتعاطى مع المواد بغاية الفائدة وقد لا يكون الشخص متبنياً للفكرة النباتية بالكامل، لكنه بات يبحث عن اللحمة النباتية لكونها موثوقة أكثر، وعن الخضراوات العضوية خاصة مع انتشار مزارعين تبنوا الفكرة، وكذلك أنواع الألبان والأجبان من فول الصويا ولبنة القمح، وغيرها لتكون متمماً لغذائهم.

المهندس نجيب جربوع

وبالحالة الطبيعية فإن ما نجده اليوم يختلف عن حالة سابقة؛ لكونها اتخذت صورة متاجر متطورة تعدّ مرحلة جديدة تحتاج إلى المتابعة ليكون لها نوع من الحماية من المتسلقين والمتجاوزين، وتحافظ على نقاء الفكرة وأبعادها الصحية والإنسانية الراقية».