تمارس عملها في مجال الزراعة والبحوث، ومع ذلك لا تستغني عن صنارة تصمم بواسطتها ألبسة صوفية للدمى، وتعيد تطبيقها على مقاسات أكبر عصرية ومتطورة، حيث حملت تلك الموهبة التي رافقتها منذ الصغر؛ فكانت وسيلتها الأجمل لتتقن فنون الحياكة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27 حزيران 2016، "ميساء عامر" التي تحدثت عن موهبة بدأت بها في الرابعة من عمرها ورافقتها لتصبح اليوم مشروعها المنزلي المتمم لوظيفتها، وتقول: «في مرحلة مبكرة شغلتني الحياكة وكانت وسيلتي لأخيط للدمى الخاصة بي ما أرغب من تصاميم لم تكن تتوافر في تلك المرحلة، لتكبر معي الموهبة وتشغل أوقاتي، ومع مرور الزمن أخذت أستفيد من هذه الموهبة لأحيك قطعاً تصلح للأطفال، ففي البداية كنت أطبقها على حجم الدمية.

تمتلك "ميساء" موهبة مميزة لكونها تتعامل مع الصوف بطريقة فيها الكثير من الفن وتختلف عن الطرائق المعتادة من حيث الشكل، لكونها تصمم "الموديل" على قياس الدمى فهي تظهره بالشكل النهائي على قياس صغير، وهنا يظهر جمال التصميم ومزاياه وهذه طريقة فريدة، ومن خلال القطع التي حاكتها لي لاحظت قدرتها على الابتكار وتقديم كل ما هو جديد بألوان وأصواف مميزة

كنت أهدي صديقاتي مما أحيك لأطفالهن من الدمى، وقد كان الإعجاب بما أنتج أحد دواعي الاستمرار، وبت أتعلم كل ما يمكن أن يطبق بطريقة الحياكة، وقد أصبحت أحيك ملابسي من "فساتين، وكنزات، وشالات، وجاكيتات، وجوارب" وغيرها وأغطي حاجتي بالكامل.

علا غانم

ولم تكن صنارتي لتشغلني عن الدراسة، لكن هذه الموهبة بقيت فرصتي الكبيرة للتعبير عن تعلقي بالفن، وإيماني بأن للألوان والتصاميم أثراً في جمال النساء والأطفال لكونها طريقة مفتوحة للابتكار والتجديد لنحيك ما لا يمكن توافره بالأسواق».

وعن تحول الموهبة إلى مشروع عمل تضيف: «أقدم تصاميمي لشريحة كبيرة من السيدات وأحافظ على الدمى التي أملك بحلة وتصاميم جديدة ومتطورة تنسجم مع كل موسم، وأنتقي من خيوط الحرير والصوف درجات وألواناً تختارها السيدات، وقد بعت الكثير من أعمالي سواء الدمى أو القطع الصوفية الكبيرة التي أحيكها على شكل تلك التصاميم، ومع أن للعمل اليدوي أسعاراً لا تنسجم مع حجم الجهد المقدم، لكن يبقى للعمل اليدوي جمال وقيمة لا يقدرها إلا من تذوق جمال القطعة وتفردها، وهؤلاء هم المهتمون بعملي والمتابعون لي، فهذا العمل بالنسبة لي مصدر إنتاج إلى جانب حالة الاكتفاء الذاتي التي أحققها لي ولأفراد أسرتي.

ميساء عامر ترتدي مما حاكت يداها

ولقناعتي بالعمل اليدوي دربت بعض الفتيات ممن رغبن بتعلم هذه الطريقة للحصول على فرصة عمل منزلية تدر عليهن بعض المال وتساعدهن على صناعة ألبسة جميلة لأطفالهن، خاصة في هذه الفترة من الغلاء المعيشي».

وفي لقاء مع المدرّسة "علا غانم" التي استفادت من قطع مميزة حاكتها "ميساء" بطريقة تختلف عن المعتاد تقول: «تمتلك "ميساء" موهبة مميزة لكونها تتعامل مع الصوف بطريقة فيها الكثير من الفن وتختلف عن الطرائق المعتادة من حيث الشكل، لكونها تصمم "الموديل" على قياس الدمى فهي تظهره بالشكل النهائي على قياس صغير، وهنا يظهر جمال التصميم ومزاياه وهذه طريقة فريدة، ومن خلال القطع التي حاكتها لي لاحظت قدرتها على الابتكار وتقديم كل ما هو جديد بألوان وأصواف مميزة».

قطع من تصميمها

لألبسة الأطفال طريقة وفن أجادتها وفق حديث "دارين الصحناوي" التي تقول: «قدمت لي "ميساء" مجموعة من الألبسة لمولودي الأول، منها (جوارب، أفرولات، وقبعات، وملابس متنوعة)، فكانت مختلفة عن الكثير من ألبسة الأطفال، فهي فنانة حقيقية في هذا المجال، لديها رسالة تقدمها لكل السيدات عن قيمة العمل اليدوي وما ينتجه من استثمار جميل للوقت والحصول على قطع نحتاج إليها ولدينا القدرة على تصميمها وفق ذوقنا الخاص، هي فتاة نشيطة متابعة تقدم في كل مرحلة تصاميم جديدة من حيث القطبة والشكل وتعيد تطبيقها يما ينسجم مع المقاسات التي تطلبها، وقد قدمت لشابات قطعاً مميزة تنسجم مع الألبسة العصرية بأسعار مناسبة».

يذكر أن "ميساء جواد عامر" من مواليد "السويداء" عام 1984، موظفة في مركز البحوث الزراعية.