من مدخل الكيمياء التي تخصصت ونجحت فيها دخلت "حنان رعد" أستاذة الكيمياء مجال الإنتاج الصناعي لتقدم منتجها الطبيعي الصرف من مختلف أنواع "الكريمات" والمستحضرات.

هي شابة عشقت الكيمياء وتماهت معها جامعة كل ما استطاعت من معارف وخبرات لتطلق مشروعها الصناعي الفردي؛ الذي أخذ يمد الأسواق بأنواع جديدة من مستحضرات حوت عصارة بحثها وثمرة جهد لطالبة مجدة عرف عنها أستاذها "بلال الرفاعي" مستشار الاتحاد العربي للصناعات النسيجية ومدرب التقنيات الصباغية لغرفتي "حلب" و"دمشق"؛ الذي تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 تموز 2016، وقال: «ليست "حنان" أول طالبة تطبق علوم الكيمياء بمشروعها الخاص، لكنها حققت تميزاً من خلال حصولها السريع على الخبرة وحرصها الكبير على البحث والمتابعة لتتخذ قرار دخول المجال الصناعي بقوة ومعرفة تدعم هذا العمل، وهي إذ تقدم اليوم هذا المشروع، فإنها تقدم خدمة للمجتمع في هذه المرحلة، مع العلم بصعوبة الاستيراد والحصول على المواد الأولية من الخارج لتصنع من مواد محلية طبيعية أنواعاً كثيرة من المنتجات، وتوثق تجاربها وتعرضها بعد الاختبار الدقيق للمستهلك.

تعرفت إلى المنتج شخصياً، وحاولت اختبار أنواع مختلفة منه، ولأنني خبيرة غذائية وأحرص على استخدام المواد الطبيعية وجدت الفرق، ولاحظت الدقة في عملية الإنتاج والاعتناء بجودة المادة. وقد زرت منشأة "حنان" وتعاملت معها لأعرض وأسوق معظم منتجاتها من خلال مؤسستي المتخصصة بالمنتجات النباتية السليمة، وبفعل تكرار الطلب من قبل الزبائن عملت على زيادة عرض المستحضرات، وقد استفدت من الكريمات الجلدية التي أدخلتها بوصفات علاجية لمرضاي، وحققت نتائج متميزة، وهي في هذا الوقت بديل أعدّه كافياً بناء على التجربة؛ خاصة مع معرفتنا بعدم توافر الأدوية الأجنبية الخاصة ببعض الحالات الجلدية المعقدة، وجميل أن يكون هذا المنتج محلياً وبسعر مناسب ليلبي حاجة المجتمع

وقد تابعت هذه الشابة ودرّستها في الجامعة ومجموعة من الدورات المتطورة لصناعة "الشامبو"، ولمست رغبة الاستكشاف والبحث لديها لتكون بحق جديرة بالتكريم من قبل رئيس الجامعة خلال الدراسة، وحاملة لرسالة خدمة المجتمع عن طريق العلم، وتقدم باستمرار منتجات مدروسة تصلح لتكون البديل المناسب من حيث النوع والسعر لمنتجات أجنبية مختلفة المصدر، وتحمل صفة المنتج الوطني المتميز».

حنان رعد وأستاذها بلال الرفاعي

اختارت الكيمياء العلم القادر على إنتاج كل ما هو جديد من مزج مدروس النسب للعناصر، وكان مشروعها ثمرة هذا العلم وفق حديث "حنان رعد"، وقالت: «من خلال الدراسة تفتحت أمامي آفاق جديدة أظهرت إمكانية تطبيق العلوم الكيماوية التي نهلتها على أرض الواقع، وكنت في مراحل الدراسة متابعة لهذا العمل، ولأنني عضو بارز بالجمعية الكيميائية السورية، وبعد التخرج رشحتني الجمعية للمشاركة بمجموعة من الدورات المهمة التي كان الهدف منها ربط الجامعة بالمجتمع، وهي عبارة عن دورات مكثفة تشمل مختلف الصناعات التطبيقية، مثل: "صناعة كريمات التجميل، والمواد الدسمة، والصابون، والمنظفات، والمواد الفعالة سطحياً، والمطريات".

بعدها اشتغلت على فكرة تكوين نواة لمشروع أولي أطبق من خلاله ما تعلمت، وحصلت على عقار خاص للمشروع، بعد أن قدمت من خلال العمل بالمنزل مجموعة من هذه المستحضرات التي تجاوزت الاختبارات العلمية بنجاح».

المهندسة غادة أبو زيد

اعتماد المادة الطبيعية المحلية ميزة المشروع، كما أضافت بالقول: «كنت في مختلف التجارب أحاول إدخال العنصر الطبيعي الصافي الذي نحصل عليه من المصدر الأم مثل الزيوت "زيت الزيتون البكر"، و"زيت اللوز"، و"زيت الغار" بوصفها منتجات طبيعية نباتية صافية بحكم إنتاجها في المنطقة، ومجموعة كبيرة من المواد التي تعلمنا سبل الحصول عليها كالمعطرات من النباتات العطرية، وغيرها الكثير. وكانت البداية مع إنتاج "الشامبو" وفق المقاييس العالمية، وبعدها الواقي الشمسي، ومغذيات البشرة التي نعتمد في تكوينها ماء الورد والعسل، ومواد طبيعية تتوافر في مناطقنا.

ومن هنا تطورنا إلى نماذج من "الكريمات" المعالجة لبعض أمراض البشرة بناء على زيادة الطلب؛ وهذا ما حفزني على البحث وتقديم تجارب جديدة لمستحضرات أكثر تنوعاً لأؤسس خط إنتاج الصابون باعتماد الزيوت الطبيعية المعالجة لمعظم المشكلات والأمراض الجلدية، مثل: (الصدفية، والكلف، والأكزيما، وحب الشباب، وترهل البشرة)، وغيرها من الأنواع. وفي الوقت الحالي يتبع لمشروعي خمسة عمال، ولدينا مركز تسويق بـ"دمشق"، ومن خلال محال متخصصة أسوق داخل المحافظة بمستوى جيد».

من منتجات مشروع حنان رعد

المنتج مطلوب لمشروع يعد ّمن أوائل المشاريع المحلية المتخصصة بهذا المجال؛ كما حدثتنا المهندسة الزراعية "غادة أبوزيد" الخبيرة الغذائية وإحدى المستفيدات من باقة متنوعة من منتجاتها، وقالت: «تعرفت إلى المنتج شخصياً، وحاولت اختبار أنواع مختلفة منه، ولأنني خبيرة غذائية وأحرص على استخدام المواد الطبيعية وجدت الفرق، ولاحظت الدقة في عملية الإنتاج والاعتناء بجودة المادة.

وقد زرت منشأة "حنان" وتعاملت معها لأعرض وأسوق معظم منتجاتها من خلال مؤسستي المتخصصة بالمنتجات النباتية السليمة، وبفعل تكرار الطلب من قبل الزبائن عملت على زيادة عرض المستحضرات، وقد استفدت من الكريمات الجلدية التي أدخلتها بوصفات علاجية لمرضاي، وحققت نتائج متميزة، وهي في هذا الوقت بديل أعدّه كافياً بناء على التجربة؛ خاصة مع معرفتنا بعدم توافر الأدوية الأجنبية الخاصة ببعض الحالات الجلدية المعقدة، وجميل أن يكون هذا المنتج محلياً وبسعر مناسب ليلبي حاجة المجتمع».

الجدير بالذكر، أن "حنان رعد" خريجة جامعة "دمشق"، من مواليد "السويداء" 1989، أستاذة مادة الكيمياء للسنتين الثانية والثالثة في كلية العلوم، عضو في الجمعية الكيميائية السورية، تقدم خبرتها في مهارات صنع المنظفات ومستحضرات أخرى إلى جانب إدارة مشروعها الذي أسس بداية عام 2015.