يحمل "مروان أبو راس" عدة مشاريع رائدة لمحافظة "السويداء" وصديقة للبيئة، بدأ تنفيذها من منزله؛ بآليات مختلفة تقلّل من استنزاف الموارد الكهربائية، فأصبح في هذا المجال مرجعية استشارية لأهالي "الرحى".

مدونة وطن "eSyria" حاورت "مروان فاضل أبو راس" بتاريخ 28 تشرين الأول 2016، في محاولة لتسليط الضوء على الإنجازات التي حقّقها، وكانت البداية من منزله، متحدثاً عن هيكلية بنائه الفريدة بالقول: «يعدّ المنزل أول بناء ينفذ بقواعد مستمرة وجدران مسلحة بشبكتي تسليح مقاومة للزلازل. رسمت المخطط بنفسي مستخدماً برنامج "الأتوكاد" عام 2000، على شكل بناء حديث وتصاميم دمشقية مستوحاة من طفولتي التي قضيتها فيها.

اعتمد "مروان" طريقة العزل الداخلي الكامل، عزل بألواح "جيبسم بورد"، وحقق نجاحاً؛ وهذا انعكس بالتوفير المادي نتيجة توفير الطاقة وانخفاض الاستهلاك بنسبة 60%. تجربته رائدة واقتصادية وليتها تعمّم، لكن لدى أصحاب الدخل المحدود تقف التكلفة المادية للحصول على هذه التجهيزات عائقاً في وجه التنفيذ، ولعل أغلب الناس لا يدركون أن هذا العمل تظهر آثاره على مرّ السنوات، لكننا نعاني ضعفاً في ثقافة العمل بالطاقات البديلة، ونحتاج إلى ندوات وتوعية كاملة

المنزل صديق للبيئة ويحتوي قبّة زجاجية، الزجاج طبقتان لحفظ التدفئة والتكييف، طبقة من الزجاج المقسّى، وطبقة "مجلتنة" بمساحة 74 متراً مربعاً، جدران المنزل وسقفه تسمح بدخول أشعة الشمس وتساعد على التدفئة في فصلي الربيع والخريف، وتم تركيب التدفئة الحديثة الهوائية "فان كويل"، وتركيب حرّاق حراري وطاقة شمسية مائية، وتركيب مبادل حراري لتخفيض تكلفة الوقود اللازم للتدفئة من خلال استخدام الطاقة الشمسية في تدفئة المياه كمساعد لتوفير طاقة الديزل؛ وهو ما خفّض تكلفة تدفئة المنزل من 35 برميلاً إلى 15 برميلاً سنوياً، يشمل بذلك تدفئة الحمامات بواسطة المشعات الحرارية، حيث يتم استخدام المياه الساخنة على مدار الساعة خلال أيام السنة؛ كما في الفنادق.

منزل "أبو راس" من الداخل

وقمت بالعزل الحراري للجدران والسقف والأرضيات والنوافذ؛ وهو ما يساعد في الحفاظ على الحرارة الداخلية للمنزل وعزله عن الوسط الخارجي، وتنفيذ العزل الحراري على الجدران الملساء الناعمة من الداخل والخشنة من الخارج بتركيب طبقة من البلاستيك و"قدد" خشبية، تحتضن فيما بينها ألواح "ستريو بور" للعزل الحراري بثخانة 2سم، تعلوها طبقة ثالثة من ألواح "جيبسم بورد" بثخانة 1.5سم، التي لا تحتاج إلى معجون دهان وبثخانات كبيرة، ومن السهل طلاؤها بأي لون ويصبح شكلها أفضل من الطينة.

وعن نسب التوفير، أضاف: «عمدت أن تكون منظومة المنزل متكاملة تشمل الحركات الفنية والتوصيلات من هواتف وأجهزة التدفئة والتكييف وبوابات التحكم بدرجة الحرارة، تم التصميم على أن يكون العمل عينة على الطبيعة ونموذج توفير 30% بكل شيء؛ بمواد البناء حديد 18 طناً، وإسمنت 20 طناً، هذا إضافة إلى الألواح الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية، ومنذ عامين أستخدم الطاقة الشمسية الكهروضوئية».

الألواح الشمسية لتوليد الطاقة الكهروضوئية

بناء المنزل جعل "أبو راس" محطّ أنظار ومرجعية استشارية للعديد من أهالي قرية "الرحى"، حيث تحدث عن سبب طلب الاستشارة الدائمة منه بالقول: «يعود السبب إلى منظومة المنزل المتكاملة التي أنشأتها، فقد نالت استحسان الجميع، وزارتني أثناء التنفيذ مجموعة من المكاتب الهندسية لمشاهدة العمل. وفي بلدتي "الرحى" عيّنت في لجنة استشارية، ومشرف على سقف موقف "الرحى"؛ وهو عبارة عن سقف معدني، تم تصميمه على شكل مسرح دائري بقطر 40م، بطابقين يتسع لـ2000 شخص،

وهو من تصميم المهندس "راتب الجباعي"، وشاركت بالحملة الإنشائية له، وحالياً كُلّفت من قبل لجنة الوقف وأهالي بلدة "الرحى" بالإشراف الكامل على المشروع الذي أنجز منه نحو 70% ويعدّ الأول من نوعه في "السويداء"».

منزله كما يبدو من الخارج

شجّع "أبو راس" أهالي "الرحى" على إنشاء وحدات خزن وتبريد لسبب مهمّ، حدثنا عنه بالقول: «كنت باللجنة التي ترخص للبرادات في جمعية الخزن والتبريد، ولعشرة أعوام خبيراً بالمالية على ضرائب الخزن والتبريد، وحالياً أمين سرّ جمعية الخزن والتبريد، شجعت خلالها أهالي البلدة على إنشاء وحدات الخزن والتبريد لأسباب موضوعية؛ وهي وقوع "الرحى" على خط التخزين الأول لمادة التفاح على مستوى الجبل؛ فقمت بتقسيم "الجبل" إلى أربعة خطوط تخزين، يتم ملؤها بطريقة تسلسلية منتظمة حسب نسبة الإنتاج، الخط الأول يتم ملؤه من أقل نسبة محصول ممكنة بالكامل لكافة البرادات، والثاني والثالث والرابع يعبّأ في حال وجود فائض، فأنا لدي أربع وحدات أنشأتها بإشرافي وإخوتي».

يحمل "مروان أبو راس" مشروعاً رائداً لمحافظة "السويداء" بدأ تنفيذه، ألا وهو إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية والطاقات البديلة، حيث قال: «بسبب أزمة الكهرباء تأثرنا وتأثر إنتاجنا، فقدمت مشروعاً لشركة كهرباء محافظة "السويداء" باستخدام كافة السطوح المشمسة في المحافظة لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية؛ الفكرة أن كل متر مربع يعطي 150 واط بالساعة؛ إنتاج يومي يعادل 150 ليرة سورية حسب قانون الاستثمار الصادر عن وزارة الكهرباء.

وبعد الموافقة على المشروع قدمنا العديد من الندوات التعريفية، وحصلنا من مكاتب استشارية ألمانية عالمية على دراسة لتزويد الكهرباء من الألواح الشمسية بدءاً من الآبار العميقة التي تصل إلى 700 متر، وصولاً إلى محطات الضخ الأفقية في الشبكات وبين الخزانات، وتم تقديم الدراسة إلى شركة المياه، وتقديم دراسة مماثلة لشركة كهرباء "السويداء"، لإنشاء محطات متعددة كل منها 5 ميغا واط بالألواح الشمسية، وهي شركة كهرباء قطاع خاص مساهمة تعنى بإنتاج وتصنيع وإشراف وتمثيل الشركات العالمية، مقرّها ومستودعاتها ومعاملها في "السويداء". وقمت بإعداد دراسة إحصائية نتيجة الاستنزاف الناتج عن انقطاعات الكهرباء المستمرة؛ ففي "السويداء" هناك هدر 16 مليار ليرة سورية خلال المدة الماضية».

المهندسة "سهاد بدر" اختصاص تكييف وتبريد، والمشرفة على منظومة العزل في منزل "أبو راس"، تحدثت عن عمله قائلة: «اعتمد "مروان" طريقة العزل الداخلي الكامل، عزل بألواح "جيبسم بورد"، وحقق نجاحاً؛ وهذا انعكس بالتوفير المادي نتيجة توفير الطاقة وانخفاض الاستهلاك بنسبة 60%. تجربته رائدة واقتصادية وليتها تعمّم، لكن لدى أصحاب الدخل المحدود تقف التكلفة المادية للحصول على هذه التجهيزات عائقاً في وجه التنفيذ، ولعل أغلب الناس لا يدركون أن هذا العمل تظهر آثاره على مرّ السنوات، لكننا نعاني ضعفاً في ثقافة العمل بالطاقات البديلة، ونحتاج إلى ندوات وتوعية كاملة».

بقي أن نذكر، أنّ "مروان أبو راس" من مواليد "السويداء، الرحى"، عام 1959، حاصل على شهادة مساعد مجاز بالهندسة المدنية، اختصاص أشغال عامة.