من يزور قرية "سالة"، لا بدّ أن يزور موقع عين "سالة" القديمة قدم التاريخ، والعائدة إلى عصور تعود إلى مئات السنين.

حول علاقة المجتمع بعين "سالة"، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 6 تشرين الأول 2017، التقت الباحث التاريخي "حسين زين الدين"، وبيّن قائلاً: «يعدّ نبع ماء "سالة" مركزاً حيوياً وتاريخياً، حيث كوّن هذا النبع حالة ترابط بين المجتمع؛ إذ كان الناس يجتمعون حوله لاستقبال خيرات السماء من الأمطار؛ وذلك للاستفادة منها ومزجها بعطاءات الأرض؛ لأن الطبيعة البيئية التي تتميز بها قرية "سالة" تحمل في مضامينها حكايات وأحاديث متنوعة، فقد كان الزوار والعديد من الأهالي يستذكرون الوقائع والأحداث العائدة إلى تاريخ غابر مستمدين القيمة التاريخية والمعرفة التراثية من ذلك النبع، والتميز التاريخي في النبع أنه قلّما يأتي زائر إلى قرية "سالة" سائحاً كان أم باحثاً أم مستشرقاً، إلا وكتب عن علاقته بعين "سالة"، إن خصوصية المكان تدفع الإنسان إلى حفظ مواقف وأحداثاً أثرت في سلوكه الاجتماعي؛ فقد زاره المستشرقون ووجدوا بالقرب منه كتابة يونانية مؤرخة من عام 359 للميلاد، وهي تذكر التقدمة لأحد الأبنية العامة، والأرجح هنا هو لبناء حوض العين، معبد حوريات الماء، وقد كانت التقدمة من قبل المواطنين جد "بن تيم وعطاس" "عطست"، حيث وجدا الكتابة عند "فيتزشتاين" الذي زار المنطقة عام 1858، وكذلك عند "وادينغتون" الذي زار المنطقة عام 1862. وحسب ما يذكر "فيتزشتاين"، فإن هذا النقش يعود إلى بناء العين الذي كانت بعض أجزائه قائمة وما زالت. ومن أهم ميزات هذا النبع أنه دائم العطاء صيفاً وشتاء، ويتأثر بعوامل الجفاف وقوة الأمطار، وخاصة عندما يكون عام خير غزير بالأمطار والثلوج على جبل "الشيخ"، فتزداد نسبة غزارته، وما يميز ماء النبع؛ أنه بارد في فصل الصيف، ودافئ في فصل الشتاء».

في عام 1924، قامت بعثة فرنسية مائية بزيارة النبع يرافقها مهندس يوناني شاهدهم المرحوم "سليمان بك نصار" شيخ القرية، جاء إليهم وطلب منهم الحفاظ على النبع، فأجابه أحدهم: (هذا شغلنا دعونا نعمل)، لكن "سليمان نصار" -رحمه الله- أكد عراقة النبع، وقال: (أتمنى أن تأخذوا برأينا)، وبعد الكشف على النبع تبين صدق أقوال الشيخ "سليمان"، فقررت البعثة زيارة مضافة الشيخ، وكان عنده ضيوف من المنطقة، وأكدت البعثة عراقة النبع وقدمه، وتناولوا طعام الغداء مع الضيوف. كذلك يروى الأهالي المتقدمون بالعمر أن عام 1947 في السابع من نيسان، كان أهل الجبل يستعدون لإحياء عيد الاستقلال والجو بارد جداً، فشاهد المرحوم "سعيد نصار" قاضي الدم وعارف بالقضايا الاجتماعية رجالاً من خارج القرية، فدعاهم إلى مضافته وسألهم عن حاجتهم، فأجابوه بأنهم من "آل البربور" من قرية "الهويا"، وقد أنزلوا أغنامهم ومواشيهم بالجبل، فقال لهم أخبروا كبار العائلة أن يحلّوا ضيوفاً في القرى المجاورة؛ لأن الليلة ستكون مثلجة، والسبب أن نبع الماء هذا إذا بدت منه أبخرة ينذر بالثلج، فمنهم من وافق ونزل في القرى المجاورة، فكان آمناً ولم يصبه أذى، ومن لم يقبل ماتت كافة مواشيه وتضرر، وسمي العام "قطيعة البرابرة" نسبة لـ"آل البربور"، وذهبت مثلاً إلى يومنا الحالي، وكان النبع سبب التنبؤ في ذلك

وعن قيمة النبع تاريخياً واجتماعياً في التاريخ المعاصر عند أهالي "سالة"، أوضح ابن القرية المدرس "بشار نصار" قائلاً: «في عام 1924، قامت بعثة فرنسية مائية بزيارة النبع يرافقها مهندس يوناني شاهدهم المرحوم "سليمان بك نصار" شيخ القرية، جاء إليهم وطلب منهم الحفاظ على النبع، فأجابه أحدهم: (هذا شغلنا دعونا نعمل)، لكن "سليمان نصار" -رحمه الله- أكد عراقة النبع، وقال: (أتمنى أن تأخذوا برأينا)، وبعد الكشف على النبع تبين صدق أقوال الشيخ "سليمان"، فقررت البعثة زيارة مضافة الشيخ، وكان عنده ضيوف من المنطقة، وأكدت البعثة عراقة النبع وقدمه، وتناولوا طعام الغداء مع الضيوف. كذلك يروى الأهالي المتقدمون بالعمر أن عام 1947 في السابع من نيسان، كان أهل الجبل يستعدون لإحياء عيد الاستقلال والجو بارد جداً، فشاهد المرحوم "سعيد نصار" قاضي الدم وعارف بالقضايا الاجتماعية رجالاً من خارج القرية، فدعاهم إلى مضافته وسألهم عن حاجتهم، فأجابوه بأنهم من "آل البربور" من قرية "الهويا"، وقد أنزلوا أغنامهم ومواشيهم بالجبل، فقال لهم أخبروا كبار العائلة أن يحلّوا ضيوفاً في القرى المجاورة؛ لأن الليلة ستكون مثلجة، والسبب أن نبع الماء هذا إذا بدت منه أبخرة ينذر بالثلج، فمنهم من وافق ونزل في القرى المجاورة، فكان آمناً ولم يصبه أذى، ومن لم يقبل ماتت كافة مواشيه وتضرر، وسمي العام "قطيعة البرابرة" نسبة لـ"آل البربور"، وذهبت مثلاً إلى يومنا الحالي، وكان النبع سبب التنبؤ في ذلك».

الباحث التاريخي حسين زين الدين
صورة قبل قرنين للنبع
الأستاذ بشار نصار