يرى الشّاعر "بيان الصّفدي" الرّاحة في كتابة الشعر، ويجد في شعر الأطفال علاجاً لما في الحياة من ألم وهموم، فكان القامة الحاضرة في الساحات الأدبية على امتدادها في الوطن العربي بأكمله.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 21 تشرين الأول 2017، التقت الشّاعر "بيان الصفدي"، الذي كتب واستفاض في بحور الشعر والأدب، فكان محور البداية معه، حيث قال: «مدينتي "السّويداء"، ومسقط رأسي "الحسكة" عام 1956، وطفولتي ترافقت مع تنقلات العائلة بحكم عمل الوالد. في الثانوية العامة كانت لي منشوراتي في الصّحف السّورية من شعر ومقالات منوعة، وكذا كانت لي منشوراتي في مجلة "الآداب" اللبنانيّة، وقد صدرت لي وأنا طالب سنة الأولى في كلية الآداب المجموعة الأولى: "ويطرح النّخل دماً" عن اتحاد الكتاب العرب، وكانت مقدمتها بقلم "ممدوح عدوان"، وفي تلك الأثناء كانت فرصتي بمعرفة الشّاعر "سليمان العيسى"، حيث كان عضواً في لجنة الاتحاد لتكون بيننا الصّداقة الدّائمة، كما كانت لي منشوراتي في مجلة "أسامة" منذ عام 1975، ولما سافرت إلى "العراق" بهدف متابعة الدراسة، كانت لي فرصة العمل في "إدارة ثقافة الأطفال" والنّشر في مجلة "مجلتي والمزمار"، وأخذت أتلمس النّجاح لأعمالي، فكثرت وتنوعت، ولاقت صدى لدى النّقاد، مثل: "عبد الرّحمن منيف"، و"سعدي يوسف"، وغيرهما. وكان لدي عدة قصائد منها ما كان لبرنامج "افتح يا سمسم"، وأغانٍ كثيرة لحنها العديد من الملحنين، مثل: "حسين قدوري"، و"سهيل عرفة"، منها أغانٍ لأطفال الرّوضة من أشهرها "ألف باء تاء ثاء، هيا نقرأ يا هيفاء". وكتبت للطفل القصة، والقصة الشعريّة، وكتبت لمسرح الطفل "غضب الدب"، وعدت إلى التراث الشعبي وأخذت منه، واستهدفت الكثير من المواضيع وإن لم تكن مألوفة، وكان لمجمل الأعمال الانتشار الواسع على مستوى الوطن العربي، وترجم منها إلى اللغة الرّوسية والفرنسية، والآن الإسبانية، فأدب الأطفال من أكثر الآداب تشابهاً».

ويعدّ من أهم الأدباء الذين تابعوا مسيرة شعر الأطفال في اللغة العربية منذ بواكيرها الأولى، وأنتج مجموعة من الدراسات، وربما كان صاحب أهم دراسة في هذا المجال على مستوى الوطن العربي، حيث تتبع فيها مسيرة هذا الشعر منذ أيام "أحمد شوقي" إلى العصر الحالي. وظهر له خلال العام السّابق عمل شديد الأهمية، وهو: "ديوان الطفل العربي"، حيث تضمن مختارات من شعر الأطفال منذ العصر الجاهلي إلى اليوم، وهو العمل الموسوعي الأول، ويحمل أهمية توثيقية. وبعيداً عن هذا المجال، يمكن أن أضيف أنه وبحكم ثقافة شاعرنا العالية، وذوقه المرهف وإحساسه بجمال الكلمة وجمال التعبير والصورة، استطاع أن ينتج مجموعة من الدراسات النقدية المهمة، وما زال يتابع مسيره وعطاءه، وما زال يثري الحياة الثّقافية العربية سواء في مجال شعر الأطفال، أو الكبار

يتحدث الدّكتور "نزار بريك الهنيدي" عن صديقه الشّاعر "بيان الصّفدي"، ويقول: «تعود علاقتنا إلى فترة السبعينات، حيث ننتمي إلى الجيل الشّعري الثّاني من شعراء تجربة الحداثة في "سورية" بعد جيل السّيتينات، الذي يتسم بانزوائه نحو التجريد وشرح آفاق جديدة في الكتابة، ويعد من أهم الشّعراء في السّاحة الثّقافية السّوريّة. ظهر لديه الميل لكتابة القصيدة القصيرة الزّاخرة بمفردات الحياة الواقعيّة، التي تحاول أن (تشعرن) الحياة الواقعية وتحول قساوة ما نعيشه إلى نص شعري جميل. استمر في الكتابة على الرغم من سفره، وكان له التمييز بكتابة شعر الطفل، ليكون واحداً من أهم شعراء الأطفال على امتداد السّاحة الشعرية العربية.

من المنشورات الشعرية

ويمتاز هذا الشّعر عنده بمجموعة من الصّفات التي تؤهله فعلاً للقراءة من قبل الأجيال العربية الجديدة، وذلك من خلال فهمه العميق للذي يميز قصيدة الأطفال عن قصيدة الكبار، ومن خلال معرفته للمعجم اللغوي الواجب استخدامه والمشترك بينه وبين قارئه الطفل، ومعرفته للأسئلة التي يريد غرسها في أذهان قرائه من الأطفال؛ لذلك كانت قصيدته زاخرة بكل ما يرضي الطفل ويمتعه ويفتح له آفاقه المعرفية وآفاقه التي تنمي فيه حب الحياة والناس والوطن؛ لذلك يختلف عن عدد كبير من شعراء الطفل وأشهرهم».

ويتابع حديثه بالقول: «ويعدّ من أهم الأدباء الذين تابعوا مسيرة شعر الأطفال في اللغة العربية منذ بواكيرها الأولى، وأنتج مجموعة من الدراسات، وربما كان صاحب أهم دراسة في هذا المجال على مستوى الوطن العربي، حيث تتبع فيها مسيرة هذا الشعر منذ أيام "أحمد شوقي" إلى العصر الحالي. وظهر له خلال العام السّابق عمل شديد الأهمية، وهو: "ديوان الطفل العربي"، حيث تضمن مختارات من شعر الأطفال منذ العصر الجاهلي إلى اليوم، وهو العمل الموسوعي الأول، ويحمل أهمية توثيقية. وبعيداً عن هذا المجال، يمكن أن أضيف أنه وبحكم ثقافة شاعرنا العالية، وذوقه المرهف وإحساسه بجمال الكلمة وجمال التعبير والصورة، استطاع أن ينتج مجموعة من الدراسات النقدية المهمة، وما زال يتابع مسيره وعطاءه، وما زال يثري الحياة الثّقافية العربية سواء في مجال شعر الأطفال، أو الكبار».

من مسرحية غضب الدّب

تعددت الأعمال التي تولاها الشّاعر "بيان الصّفدي"؛ فقد تمّ تعيينه رئيساً للقسم الثقافي في صحيفة "الثوري" اليمنية منذ عام 1988 حتى 1997، كما عمل رئيساً لتحرير مجلة الأطفال "أسامة" ما بين عامي 2002–2006، وعمل خبيراً في الهيئة العامة السّورية للكتاب "وزارة الثقافة" منذ تموز 2006.

نزار بريك هنيدي