تشتت الشباب وضياعهم وعدم استثمار طاقاتهم الاستثمار الأمثل نتيجة الحرب السلبية، كان محور اهتمام الطالب "عمر الراشد" في مشروع تخرجه، فصمّم مركزاً لتأهيل الشباب، وتفعيل القدرات الذاتية، أو "العين الثالثة"، الذي نال علامات عالية خولت صاحبه لاحتلال الصدارة في قسم العمارة الداخلية بكلية الفنون الجميلة الثانية.

يستهدف هذا المركز الشباب ما بين 15-25 عاماً، الذين ما زالت رؤيتهم لأنفسهم ضبابية، بحسب حديث الطالب "عمر الراشد" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 تشرين الثاني 2017، وأضاف عن الفكرة: «مركز "العين الثالثة" يمثل بصر الشباب وبصيرتهم بكوادر خبيرة من علماء النفس والطاقة والتنمية البشرية، في مكان مجهز بأحدث الأجهزة الذكية والواقع الافتراضي، مع ترسيخ فكرة التنمية المستدامة، لإيجاد طاقات بديلة والحفاظ على ثرواتنا وبيئتنا للأجيال القادمة.

لأن هدف المشروع قائم على مبدأ المحبة والإنسانية والمساواة بين جميع الشباب لتفعيل كامل قدراتهم الذاتية، فقد صممت كرسياً ذكياً وقدمته لذوي الاحتياجات الخاصة، ويعتمد على نظام التنمية المستدامة من خلال عمله على الطاقة الشمسية والكهربائية، ومزود أيضاً بشاشة إلكترونيّة تفاعليّة، حيث يمكّن الكرسي مستخدمه من الاعتماد على نفسه في التحرك بحرية

ففكرة المشروع الأساسية أن نأخذ بيد الشباب لتحرير أنفسهم من الفوضى، وتقليل الالتزام نحو الأشياء التي لا قيمة لها، والرجوع خطوات قليلة نحو الوراء للتركيز على الأشياء المهمة في حياتهم، ليخرجوا بمعادلة بسيطة تمكنهم من عيش الحياة بطريقة صحيحة وتحقيق ذواتهم وأهدافهم».

مع اللجنة أثناء المناقشة

ويضيف عن هدف آخر للمشروع بالقول: «لأن هدف المشروع قائم على مبدأ المحبة والإنسانية والمساواة بين جميع الشباب لتفعيل كامل قدراتهم الذاتية، فقد صممت كرسياً ذكياً وقدمته لذوي الاحتياجات الخاصة، ويعتمد على نظام التنمية المستدامة من خلال عمله على الطاقة الشمسية والكهربائية، ومزود أيضاً بشاشة إلكترونيّة تفاعليّة، حيث يمكّن الكرسي مستخدمه من الاعتماد على نفسه في التحرك بحرية».

ويضيف: «استوحيت فلسفة المشروع والفكرة العامة من لوحة الفنان العالمي "مايكل أنجلو" في كنيسة "السيستين" التي حملت عنوان: "خلق آدم"، حيث يظهر الإله وهو يمنح المعرفة لآدم المستلقي على الأرض غير مدرك ما حوله، وعند تحليل العلماء لهذه اللوحة وجدوا أن الهالة من الملائكة التي تحيط بالإله في هذه اللوحة تمثل مقطعاً عرضياً دقيقاً في المخ، وعند تحليلي الشخصي لهذا المقطع، وجدت أن يد الإله تلتف حول مركز "العين الثالثة" في المخ، التي تمثل بصيرة الإنسان والإدراك الفعلي للذات، وهي "الشاكرة" السادسة من شاكرات الإنسان التي تمثل الحاسة السادسة، والشاكرات هي مراكز الطاقة الإيجابية عند الإنسان».

جانب من المشروع

وحول إمكانية تطبيق المشروع على أرض الواقع، أضاف: «قمت بتنفيذ هذا المشروع وظيفياً وجمالياً وفلسفياً في العمارة بوجه عام في الإنشائية والواجهة الخارجية والتغطيات الشمسية الخارجية، وفي العمارة الداخلية بوجه خاص في اللون والإضاءة والتصميم، والتصميم الصناعي واختيار الخامات المناسبة بدقة وبطريقة مدروسة بالاستعانة بمهندسي الاختصاص والمعماريين، حيث تتوافر جميع مواد البناء، ويكون هذا المبنى من الداخل والخارج مؤهلاً للظروف المناخيّة والبيئيّة في بلادنا».

الدكتور "غسان أبو ترابة" عميد كلية الفنون الثانية، تحدث عن المشروع بالقول: «اتفقت اللجنة على أهمية المشروع بنشر المحبة والطاقة الإيجابية ومساعدة الشباب على معرفة قدراتهم الذاتية والمضي قدماً نحو النجاح، فقد تم منح الطالب "عمر الراشد" درجة 90 كأعلى علامة، وكان هذا تتويجاً لطموحه ونجاحه في اختصاص العمارة الداخلية الديكور في كلية الفنون الجميلة الثانية في جامعة "دمشق"، وهو الأول على دفعته على مدى أربع سنوات متتالية، وتم تكريمه بجائزة "الباسل" للمتفوقين.

نحن بحاجة إلى تأهيل الإنسان بعد سنوات من الأزمة السورية، فقبل أن نعمر الحجر، يجب أن نعمر الإنسان، و"الراشد" يقدم مشروعاً جديداً في إعادة التنمية البشرية العقلية والنفسية والروحية، ويقدم هذا المشروع محاولاً قدر الإمكان أن يلم بجميع خطوط هذا الموضوع دراسة وبحثاً وعلاقات بصرية».

وقد تألفت لجنة الحكم من رئيس جامعات "السويداء" الدكتور "منصور حديفي"، والدكتور "جورج محفوظ"، والدكتور "حسام دبس وزيت"، والدكتور "غسان عبود".

يذكر أن الطالب "عمر الراشد" من مواليد مدينة "شهبا"، عام 1994.