على منصة الفن والصيدلة تألقت "ميرنا نصر" ابنة "السويداء" لتنجز مشروعها الأكاديمي مكللاً بجوائز ثمنت إبداعها ورؤيتها للفن القادر على نشر الوعي والمعرفة العلمية.

ففي دولة "الإمارات العربية المتحدة" أتمت مشروعها الأكاديمي في دراسة علوم الصيدلة التي لم تشغلها عن الفن الذي رافقها منذ الطفولة، وكان وسيلتها للمشاركة بعمل توعوي إرشادي عالي الجودة ودراسة فنون ومهارات عصرية، عن هذه التجربة تحدثت "ميرنا أيمن نصر" من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 كانون الأول 2017، وقالت: «نشأت في كنف عائلة محبة للعلم والثقافة، كان الفن والرسم لا يقل أهمية عن الدراسة، وقد حرصت والدتي على منحنا الوقت والاهتمام لممارسة مواهبنا، والتعبير من خلال الرسم في أوقات الفراغ، حيث اكتشفت والدتي حبي الشديد للرسم، لتبذل كل ما بوسعها لدعمي معنوياً ومادياً، وتشجعني على المشاركة في ورشات الرسم وعدم تفويت أي فرصة تساعدني في تطوير هذه الموهبة، وتوفير الأدوات اللازمة.

نشأت في كنف عائلة محبة للعلم والثقافة، كان الفن والرسم لا يقل أهمية عن الدراسة، وقد حرصت والدتي على منحنا الوقت والاهتمام لممارسة مواهبنا، والتعبير من خلال الرسم في أوقات الفراغ، حيث اكتشفت والدتي حبي الشديد للرسم، لتبذل كل ما بوسعها لدعمي معنوياً ومادياً، وتشجعني على المشاركة في ورشات الرسم وعدم تفويت أي فرصة تساعدني في تطوير هذه الموهبة، وتوفير الأدوات اللازمة. وكان لوجودي في "الإمارات العربية المتحدة" أثر كبير في متابعة الدورات والورشات الفنية المتخصصة لدعم موهبتي وتطويرها، لأرسم البورتريه وأتقن فنون الرسم اليدوي ومهارات حرصت على اكتسابها

وكان لوجودي في "الإمارات العربية المتحدة" أثر كبير في متابعة الدورات والورشات الفنية المتخصصة لدعم موهبتي وتطويرها، لأرسم البورتريه وأتقن فنون الرسم اليدوي ومهارات حرصت على اكتسابها».

ميرنا نصر في التكريم بالجائزة الأولى

وأضافت: «برأيي الإنسان دائماً في مرحلة تعلم حتى خلال الإنجازات التي يحصدها، فلم أكن لأفوت فرصة المشاركة في مسابقات وفعاليات لإيصال الإحساس الذي يتملكني حين أرسم، أو أمارس الفن بكل أنواعه.

فقد شاركت بداية بمسابقة للرسم بمناسبة اليوم الوطني لشركة قطارات كبيرة معروفة في "الإمارات" والخليج العربي، وفزت بالمركز الأول على مستوى الدولة من قبل لجنة تحكيم متخصصة، بعدها حصلت على جائزة المركز الأول أيضاً لأفضل ملصق إعلاني من خلال مشاركتي في "مؤتمر الربو الدولي" في جامعة "عجمان"، الذي ضم العديد من الملصقات الإعلانية الطبية التي تتناول مرض الربو، ولجنة تحكيم ضمت نخبة من البروفسورات من "أميركا" و"فرنسا". وفي هذا الملصق عملت على إدخال العامل الفني من خلال عرضه بطريقة مختلفة عما نراه عادة؛ وذلك من خلال إدخال مجسمات بطريقة ثلاثية الأبعاد، وإضافة ديكور وأجواء خاصة بالموضوع.

مع البروفسور محمد شمسين

ومنذ ذلك الحين انطلقت شرارة حب التميز والاختلاف في طرائق العرض والتقديم في مجال دراستي وعملي، فكانت الخطوة التالية مشاركتي في مؤتمر ومعرض "دبي الدولي للصيدلة والتكنولوجيا" لعام 2017 “DUPHAT”، الذي ضم كوكبة من العلماء من أكثر من 70 دولة حول العالم، فحصلنا أنا وفريقي المؤلف من صديقاتي في الجامعة على المركز الثالث من تقييم لجنة تحكيم ضمت نخبة من المحكمين الدوليين في مجال الصيدلة، والذي من خلاله تم تقديم الملصق الإعلاني ومحاضرة علمية (عرضاً تقديمياً) من أصل 600 ملصق إعلاني من مختلف دول العالم، و60 عرضاً تقديمياً، وكان بعنوان: "تنبؤ معادلة لاختبار وظائف الرئة في دولة الإمارات".

ومؤخراً شاركت بمسابقة للتصميم على "شمعدان" من الزجاج في اليوم الوطني، من تنسيق شركة عريقة شركة "تو اكس ال ‘2XL’ للمفروشات والديكور"، وقد حصلت على المركز الثالث على مستوى الدولة من أصل 200 مشاركة، وعلى ضوء فعاليات اليوم الوطني شاركت في ورشة فنية فكرتها رسم لوحتين لشيوخ "الإمارات" بحجم (مترين × مترين)، وتم استخدام 30 ألف دبوس ملون، وصنع مجسّم لقارب طوله 3 أمتار باستخدام الألوان الزيتية، وعرض في الجامعة».

مع الدكتورة منى الجبالي

وتابعت "ميرنا": «على الرغم من خبرتي المتواضعة في مجال الحاسوب، ومن خلال التجربة اكتشفت أن دمج هذه الخاصية إلى جانب الحس الفني سوف يعطي نتيجة مميزة، فخضت هذه التجربة.

بدايتي كانت بتصميم "لوغو" لمشروع بيئي لفريق في كلية الصيدلة، تبع ذلك مشاركاتي بالنشرات التعريفية الطبية التوعوية في فعاليات الجامعة المتعددة، إلى أن وصل بي المطاف إلى ابتكار آخر تصاميمي، وهو "اللوغو" الخاص بي بحساب الرسم خاصتي، ببساطة بإمكاني أن أقول إنني حاولت قدر استطاعتي توظيف قدراتي في الحاسوب بطريقة تخدم موهبتي.

الحلم المرافق لهذه التجربة بدأ في داخلي منذ أن وضعت اللمسات الأخيرة على "اللوغو" الخاص بي؛ فطموحي لا يقتصر على المشاركات العامة في مختلف الأنشطة، بل أطمح إلى إنشاء عمل فني متنوع المجالات، كمركز خاص بي للفنون مثلاً، وأن تصل تصاميمي وأعمالي إلى كبرى الشركات، فالطموح داخلي لا يقف عند العتبات الأولى للمشوار الفني، بل إن الإحساس الذي أملكه أعمق، وآمل أنني بإحساسي هذا سأصل إلى مراحل متقدمة في هذا المجال، وأحقق الاستقلالية التي أرغب بها».

البروفيسور "محمد شمسين" دكتور في العلوم الصيدلانية بجامعة "عجمان" وصفها بالموهوبة من خلال أعمالها المميزة، وقال: «"ميرنا" موهوبة جداً وذكية وصدوقة، لقد قدمت ملصقين إعلانيين رائعين، أحدهما كان في "يوم الربو العالمي" في جامعة "عجمان" عام 2016، وقد وضحت من خلاله كيف يضر التدخين بالرئة والمجاري الهوائية خصوصاً عند الصغار. والثاني قدمته في مؤتمر الصيادلة العالمي "دوفات" في "دبي" عام 2017، وقد وضحت من خلاله فائدة قياس قدرة الرئة على الوقاية من أمراض الرئة عند الكبار، وقد كان رائعاً، وفازت بجائزة المعرض.

ومن وجهة نظري، تستطيع "ميرنا" أن تساهم مساهمة كبيرة في المعرفة ونشر العلم في المجالات الفسيولوجية والصيدلانية، وغيرها من التخصصات ذات الصلة، ويمكنها بناء على ما تمتلك من قدرات وتميز أن تشارك في مختلف برامج التدخل المجتمعية والصحية على حد سواء عند الأطفال والبالغين، ويمكن أن تساعد وتساهم في برامج تعليم وتثقيف الكبار والصغار.

وأنا متأكد وواثق من أنها سوف تنجح بمجالات عديده في المستقبل، فهي تمتلك جميع المهارات والقدرات التي تساعدها على استخدام وممارسة مختلف أساليب التعليم والتعلّم على الصعيد المحلي والدولي».

مهارتها الفنية مكنتها من التميز في مجال التصميم لغاية علمية، وفق حديث الدكتورة "منى الجبالي" مسؤولة الفنون الجميلة بجامعة "عجمان"، وقالت: «تابعت عملها ولمست طريقتها في مجال إبداع فكرة التصميم لنصنفه تصميماً ناجحاً في توصيل الفكرة التي تم البناء عليها لإعداد تصميم لغاية علمية توعوية هادفة، إلى جانب إتقان أحدث التقنيات الفنية من ناحية اللون أو التكوين أو الفكرة أو المدرسة الفنية التي ينتمي إليها العمل الفني.

وعلى مستوى تقييم التصميم من خلال مدى الابتكار فيه، فإننا نجد حالة الابتكار والتميز واضحة لكونها عملت ليكون التصميم هادفاً، وله معنى وهدف وإضافة في المجتمع، وتوظيف الفن في المجالات المتخصصة فيه للنجاح وتوصيل أفكار ذات قيمة يمكن من خلالها مخاطبة المجتمع، وهي طالبة سخرت موهبتها للعلوم؛ وهذه ثنائية نتوقع لها نجاحات قادمة لها وزن، ملتزمة وجادة في كل شيء، مبتكرة ومبدعة وفنانة رائعة».

ما يجدر ذكره، أن "ميرنا أيمن نصر" ولدت في مدينة "دمشق" عام 1995، وتنحدر بالأصل من قرية "عرمان" في "السويداء"، انتقلت للعيش في دولة "الإمارات العربية المتحدة"، تخرجت حديثاً في كلية الصيدلة، إضافة إلى دراستها حالياً لتخصص التسويق في كلية إدارة الأعمال في جامعة "عجمان"، وقد شاركت في معرض إبداعات في جامعة "عجمان"، وورشة فن الرسم على الماء، التي استضافتها صحيفة "البيان"، وتتقن فن "الماندالا" أحد الفنون العصرية.