مثّلت الطبيعة بجميع مكوناتها المادة الخام لأعمالها، التي استخدمت فيها عناصر طبيعية غير مألوفة في الأعمال الفنية؛ فكان تميّزها وابتكارها.

"تغريد أبو محمود" خريجة معهد الفنون النسوية ومدرسة في المعهد التقاني للاقتصاد المنزلي في "السويداء"، تحدثت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 كانون الثاني 2018، عن أبرز ما أبدعته في مجال الفن اليدوي، وما تستخدمه من مواد في أعمالها، قائلة: «جميع ما ترفضه الطبيعة تطلبه لوحاتي؛ أوراق الشجر المتساقطة، والأغصان المكسورة، والزجاج المكسور، والأتربة، وبرادة الحديد، ونشارة الخشب، وبقايا الأقمشة، جميعها مواد صنعت لوحاتي، وحاولت الاستفادة منها بتوظيفها في شيء جمالي. علمت هذه التقنية لطلابي في معهد الاقتصاد المنزلي، وطلاب منظمة "اتحاد شبيبة الثورة" وذوي الاحتياجات الخاصة و"بيت اليتيم"، الذين قدمت لهم دورات تطوعية لتعليمهم الاستفادة من توالف البيئة بجميع أنواعها، وأقمنا العديد من المعارض لنتاج أعمالهم».

فنانة مميزة، محبة للعمل، مبدعة وأفكارها متجددة، فهي تبتكر دوماً ما يدهش من حولها، حتى في طريقة تدريسها في المعهد فهي مميزة، تصوغ المنهاج بطريقة سلسة، تجعل الطلاب يحبونه ويبدعون فيه، هذا الخيال الخصب لديها انعكس على طلابها؛ فقد تعلّم منها الكثيرون

ما يميز لوحات "أبو محمود" ألوانها الطبيعية المعتمدة على البهارات بأنواعها، وعن توظيفها لهذه المواد، قالت: «رغبت بأن تكون لوحاتي وأعمالي طبيعية بالمطلق، لم أعمد أبداً إلى استخدام الألوان المائية أو الزيتية، فقد كنت ألوّن بالبهارات الطبيعية، مثل: الكركم، والملح، والسكر، والقرفة، واستخدمت "الكشك" والقهوة، وقد تساءل الكثيرون عن مدى فعالية هذه المواد في اللوحات، وهل تتعرض للتلف على المدى البعيد؟

"تغريد أبو محمود"

هذا الأمر جائز في حال عدم العناية المثلى، أما عندما يتم عزل اللوحات عن عوامل الجو المحيط، فإنها لا تتأثر بالرطوبة أو الهواء، وتبقى على حالها».

معارض متعددة فردية وجماعية شاركت بها "تغريد أبو محمود"، تحدثت عنها بالقول: «بدأت التدريس عام 1994 في ثانوية "المزرعة"، وفي العام نفسه أقمتُ معرضاً بإشرافي وبرعاية منظمة "اتحاد شبيبة الثورة" في الثانوية من إنتاج الطلاب، لمعروضات مميزة من توالف البيئة، وكان متميزاً، وعرض للمرة الثانية في المركز الثقافي بـ"السويداء"، كما شاركت في معرض للتراث في "دمشق" القديمة، أقامته وزارة التعليم العالي، بعدها في معرض مقتنيات تراثية بالمركز الثقافي في "السويداء"، وقد شاركت في تصميم الأزياء لعرض مسرحي للأطفال لفنانين عراقيين، كما شاركت في مهرجان "تدمر" للفنون المتعددة، إضافة إلى عدد كبير من مهرجانات التسوق، ومهرجانات خارجية، والكثير من المعسكرات التطوعية. أما بالنسبة للمعارض الفردية، فقد وصل عددها إلى عشرة معارض، أحدها في "شارع البلاط" في مدينة "شهبا" والمركز الثقافي بـ"السويداء" و"المزرعة"».

لوحة من المكسرات

"رولا الخطيب" مديرة المعهد التقاني للاقتصاد المنزلي، تحدثت عن "تغريد أبو محمود" قائلة: «فنانة مميزة، محبة للعمل، مبدعة وأفكارها متجددة، فهي تبتكر دوماً ما يدهش من حولها، حتى في طريقة تدريسها في المعهد فهي مميزة، تصوغ المنهاج بطريقة سلسة، تجعل الطلاب يحبونه ويبدعون فيه، هذا الخيال الخصب لديها انعكس على طلابها؛ فقد تعلّم منها الكثيرون».

"عدنان أبو حلا" المدير الإداري في "بيت اليتيم" في "السويداء"، قال: «زارت "تغريد أبو محمود" "بيت اليتيم" متطوعة، وراغبة بتعليم الأطفال، وقد رافقت الأطفال إلى ورشة عمل مع أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة على مدى 15 يوماً، وعرض نتاجهم مباشرة أمام الجمهور في بهو بلدية "السويداء" بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، لديها إصرار دائم على استثمار وقت فراغها بشيء مفيد ومثمر، وقد اختارت التطوع مضماراً لها».

صورة في المركز الثقافي بـ"السويداء" مع السيدة الأولى

بقي أن نذكر، أن "تغريد أبو محمود" من مواليد عام 1968، عضو مجلس إدارة جمعية "أصدقاء التراث"، وعضو لجنة التراث في جمعية "العاديات" في "السويداء"، وقد كلفت من قبل وزارة التربية بمناقشة المناهج الفنية ضمن خطة تطوير المناهج.