تفاعلتا مع وسائل التواصل الاجتماعي؛ بفكرة حيوية، عمادها الذكاء في تقديم الدعم المجتمعي بطريقة تسويقية راقية، ليكون العمل المجتمعي والإعلان مشروعهما الشاب والمؤهل للتطور.

"هند التقي" طالبة هندسة معلوماتية، و"سلام التقي" طالبة تربية إرشاد نفسي؛ أختان عملتا على امتلاك التقنية والعلم، لتصمما فرصة عمل حققت النجاح والتميز في أولى خطواتها، عن تجربة تفاعلت اليوم على مساحة تجاوزت سبعة وعشرين ألف متابعة لصفحة أسستا لها على شبكات التواصل الاجتماعي، خصصت لشريحة من النساء على مستوى محلي، وحظيت بتفاعل كبير، حيث تمكنتا من استثماره بداية بمشروع توعوي ليتطور لدعم المشاريع النسائية ومنها إلى مجال أوسع، تعرفه "هند" بتجربة اجتماعية تهدف أولاً إلى دعم السيدات المبدعات العاملات وصاحبات المشاريع المنتجة، كما تحدثت من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 شباط 2018، وقالت: «هدفنا بداية الخروج من حالة إسفاف أخذت تتطور على شبكات التواصل الاجتماعي، واستثمار التكنولوجيا بما هو مفيد، فالوقت الذي نمضيه قاتل في حال استثمر بالطريقة الخطأ، وما حاولت وأختي "سلام" القيام به كان تكوين مجموعة اختصت بنساء "السويداء" والعمل لتقديم الصورة الراقية التي نتمنى أن نكون عليها.

اليوم لدينا شريحة من السيدات المنتجات، اللواتي يعملن في المنزل وحققن انتشاراً عبر صفحتنا، وهن اليوم في طور تحقيق خطوات أوسع للعمل، وهنّ هدفنا، وفي كل يوم نبحث عن منتجات جدد وطاقات نسائية، ونعرض عليهن المساعدة في حال كان عملهن ناجحاً ويستحق

وقد وضعنا خطوطاً عريضة للعمل تبدأ من قرار أن يكون كل ما ينشر على هذه الصفحة هادفاً وبنّاء ومتخصصاً، بما تحتاج إليه النساء من معلومات وأخبار ومعارف، ولنقدم الصورة الأصح والأرقى عن السيدات والصبايا المحبات للخير والمساعدة والعطاء.

سلام التقي وهند التقي وليليان أبو عسلي

كانت خطوة البداية قبل عامين، وبما أن دراستي تعتمد على الحاسوب، بحثت ولم أجد مجموعة لهذه الشريحة، ودخلنا فكرة بسيطة من خلال "ليديز السويداء"، وحددت الدائرة الجغرافية في محافظتنا أولاً، وكانت المفاجأة، حيث أضيفت بنات وسيدات من كل الدول خلال يومين، ووصل العدد إلى سبعة آلاف سيدة وفتاة منهن المسافرات خارج الوطن، وتوسع الانتشار ليشمل من سيدات المحافظة والسوريات المقيمات في "قطر" و"الإمارات" و"السويد"، وكانت الخطوة الأولى من فكرة التعارف والتسلية لتمضية وقت جميل بالاعتماد على فقرات الثقافة والأزياء، ونشر فكرة أن تكون السيدة جميلة ومثقفة ومتعلمة وعاملة في ذات الوقت، وأخذت الفكرة تنتشر».

كيف انتقل العمل من شبكة الإنترنت ليتفاعل على الأرض من خلال الحفلات الخيرية ودعم المشاريع النسائية، تضيف "سلام" بالقول: «أول "إيفنت" حاولنا التنظيم له لغاية التعارف الشخصي بين السيدات خصص لعمل خيري، استضفنا فيه شابة موهوبة بالرسم، وفرقة حديثة الظهور لشباب موهوبين، وبالفعل كانت حفلة ناجحة حضرتها 350 سيدة، وقدم الدعم مباشرة لجمعية محددة نتعاون معها، وكانت هذه خطوة العبور لمشاريع جديدة، ولنحقق البعد الاجتماعي الذي اتسع، لتكون لدينا فقرات مباشرة مع طبيب نسائية، وطبيبة جلدية، ومحامية، واختصاصية تجميل، وفتح حوار مباشر عبر الصفحة، والحصول على استشارة من المتخصص مباشرة؛ هذا من ناحية.

من مبادرة لمرضى قسم الأطفال

وعلى مستوى دعم العمل الخيري والمشاريع النسائية من خلال الصفحة صارت نساء كثر صاحبات مبادرات اقتصادية ومشاريع، مثل: الحلويات، والخياطة، والرسم، والإكسسوار، والتجميل، وكل واحدة تقدم عملها لندرسه وندخلها في الحفلات لتعرض، وتعرف بعملها، لكن بناء على عمل ودراسة شاملة كي لا يتم الترويج لمشروع غير متكامل.

لذلك أنا وأختي نتابع عملها وندرسه، ونتعرّف إلى مستوى العمل ومدى سلامته ونقيّمه، ثم نقدم الدعم بالإعلان والنشر، وفي حال لم يكن مكتملاً ننصحها بما يحتاج مشروعها ليتطور، وبعدها نقدم ما يمكن من مساعدة من دون مقابل أو أي تكلفة، لأن دعم العاملات هدفنا الأول، لنصنع بصمة اجتماعية نسائية نحتاج إليها في هذه المرحلة».

من مبادرة مع جمعية خيرية

كيف انتقل العمل إلى الإعلان وأفكار التطور لحالة منتجة مدروسة، تضيف "سلام" قائلة: «الإعلان جاء بفعل تطور الصفحة، لكوننا وصلنا اليوم إلى سبع وعشرين ألف سيدة متابعة ومتفاعلة، وأخذت تُقدّم لنا عروض للإعلان للفعاليات التجارية النسائية وغيرها، وكانت الفكرة أن يكون لنا دخل مادي لندعم عملنا الاجتماعي، بذات الطريقة، وقد استفدنا من العلم ودرسنا مناهج التسويق، والتحقنا بدورات تدريب لاكتساب خبرة، ليكون الإعلان مدروساً من الناحية الاجتماعية؛ أي ندرس المنتج ونتعرف إلى كل تفاصيله، لنقدم فرصة التعريف من خلال صفحتنا، وفي حال لم تكتمل الشروط نقدم نصائح التسويق، اليوم تأتينا أسبوعياً عروض تتجاوز الخمسة عشر عرضاً، وقد لا يتوافق مع الصفحة عرض أو اثنان؛ لأننا اليوم عندما نخاطب هذا العدد، لا بد من المصداقية وزرع الثقة؛ لنحافظ أولاً على عملنا الخيري والتطوع الاجتماعي، وبعدها نتقدم خطوات لتطوير الصفحة، لتبقى الثقافة والمعرفة ودعم عدد من النساء العاملات غايتنا الأولى».

وتضيف "هند" عن السيدات المنتجات بالقول: «اليوم لدينا شريحة من السيدات المنتجات، اللواتي يعملن في المنزل وحققن انتشاراً عبر صفحتنا، وهن اليوم في طور تحقيق خطوات أوسع للعمل، وهنّ هدفنا، وفي كل يوم نبحث عن منتجات جدد وطاقات نسائية، ونعرض عليهن المساعدة في حال كان عملهن ناجحاً ويستحق».

عن دعم أوصل صوتها وعرف بها تتحدث "ليليان أبو عسلي"، التي انتشر عملها من خلال صفحة "هند" و"سلام" وداخل هذه المجموعة، وقالت: «كنت مغتربة وعدت لأؤسس عملي الخاص في مجال التجميل، وكانت البداية عندما تعرفت إلى هذه الصفحة، واطلعت على أسلوبها الجميل، حيث لم يذكر اسمي على الصفحة قبل أن تنجز "هند" و"سلام" دراسة كاملة عن العمل، وكانت لهما تجربة للعمل، وتم التقييم.

وفي إحدى حفلات المجموعة، دعيت وتم اختبار المنتجات مباشرة، ومن خلال هذه التجربة كسر حاجز كبير؛ وهو كيف أتواصل مع المجتمع؟

بعدها تطور العمل كثيراً، وبذات الوقت تحملت مسؤولية كبيرة لكون عملي لاقى الدعم المجاني، ولا بد من أن أكون قادرة على المشاركة، في دعم العمل الاجتماعي التابع لهذه الصفحة، وهذه فكرة كانت بعيدة عني وتفهمتها وباتت إحدى أهدافي؛ لكون العمل الاجتماعي بهذه الطريقة منظماً، وعرفت كيف يصل الدعم إلى الجمعية أو المبادرة الاجتماعية مباشرة».

وفي الختام، تضيف "سلام" بالقول: «الإعلان هدف إضافي؛ لأن الفائدة تطورت لنقدم عروض العمل في القطاعين العام والخاص، ونعرف الشابات الراغبات في العمل بالفرص الممكنة، ونحن اليوم وبعد الزيادة الكبيرة في عدد المتابعات نسعى إلى التطور، لنتحول إلى موقع إلكتروني بعد عامين من العمل المتواصل».

ما يجدر ذكره، أن "سلام التقي" مواليد عام 1994، و"هند التقي" مواليد عام 1996، تتابعان العمل على مدار الأربع والعشرين ساعة، وحققتا حضوراً تجاوز 27 ألف سيدة، إلى جانب فعاليات على الأرض لدعم عدد كبير من المبادرات الاجتماعية؛ آخرها كان حفل لأطفال "براعم الطفولة"، إلى جانب حفل لمرضى قسم الأطفال في مستشفى الشهيد "زيد الشريطي".