نسجْنَ من شرائط القماش أعمالاً فنية اختزنتها الذاكرة، وسعينَ إلى تطويرها، تحت مسمى "فجة خرق" أحد أنواع البسط التراثية في المنطقة، وعنواناً لمعرضهن الأول.

مدونة وطن "eSyria" تابعت بتاريخ 3 آذار 2018، افتتاح المعرض الذي احتوى إنتاج سيدات التقين على فكرة إحياء بسط "فجة الخرق"، متضمناً مجموعة من التصاميم العصرية التي استقت من التراث أفكاراً، وأضفن إليها أفكاراً وطرائق جديدة، وفق حديث "خلود هنيدي" المسؤولة عن أول مشغل تخصص بـ"فجة الخرق" على مستوى المحافظة، وقالت: «كان منزل أهلي مزيناً دائماً بمشغولات تصنعها أمي، تستخدم الإبرة والصنارة لتبدع مطرزات، وكنت أرى في كل قطعة تصنعها لوحة، ويبدو أن هذا ما خلق عندي شغفاً بالعمل اليدوي.

العنوان كفيل باستحضار ذكرياتنا عن هذه القطع التراثية، وما قدم من إنتاج نسائي يظهر مهارة وجهداً كبيراً بذل لإنجاز هذا العمل، الذي أعدّه إحياء للتراث من جهة، وتحفيزاً لتدوير الأقمشة واستثمارها من جهة أخرى، وهذه فكرة عصرية لها غايات يجب التعريف بها. المعرض ناجح، وأتصور أن الفكرة سارت على طريق النجاح

طبيعة حياتي ودراستي وعملي فيما بعد لم تتح لي أن أتبع هذا الشغف، لكن على ما يبدو أنه بقي حاضراً. وبالنسبة لبسط "فج الخرق" أتصور بأن ألوانها محفورة بذاكرة كل شخص من أبناء جيلي. وقد توافرت في بيوتنا جميعاً على ما أظن، لكنها بدأت تختفي كما اختفت أشياء أصيلة كثيرة مع موجات الحداثة وعصر السرعة.

خلود هنيدي

من هنا أتت الفكرة، وقد كنت سعيدة جداً لأنني وجدت سيدات يشاركنني الشغف والذكريات، ولم نكن نعرف آلية العمل بواسطة النول أو الصنارة، فطلبنا من إحدى صديقاتنا الخبيرات أن تعلمنا؛ وهذا ما حصل، حيث تعاونّا مع الفنانة "سوسن أبو فراج" والفنان "كرم الأطرش" لمدنا بتصاميم عصرية، حيث تعلمنا المبادئ الأساسية للعمل، وصنعنا أنوالاً صغيرة، وبدأنا نتعلم في كل يوم خبرة ليكون هذا المعرض باكورة أعمالنا».

لمسة فنية عصرية تتحدث عنها الفنانة التشكيلية "سوسن أبو فراج"، التي نقلت رؤيتها كمصممة فنية للمشغل، وقالت: «شعرت برغبة كبيرة في مشاركة السيدات هذه التجربة الغنية وفق طبيعة عمل فيها بعض الاقتباس من الماضي وطرائق تصنيع البسط القديمة، التي حاولنا تطويرها لتأخذ شكلها العصري، وننتقل من شكل الفجة القديمة إلى أشكال متعددة تتوفر فيها المواصفات الفنية باللون والتصميم، وما قدمناه اليوم من قطع صنعت من أنواع مختلفة من القماش، نفذت بمهارة، ونستثمر كافة الأنواع التي حصلنا عليها، لتغزل وتحاك بأيدي سيدات طبعن عليها روح الموروث الشعبي الجميل، وبالنسبة لي، هي تجربة استثنائية غنية وممتعة».

الفنانة سوسن أبو فراج والفنان كرم الأطرش

المعروضات المنفذة بمهارة أعادتها إلى زمن جميل، كما حدثتنا "ناديا رسلان" إحدى زائرات المعرض، وقالت: «العنوان كفيل باستحضار ذكرياتنا عن هذه القطع التراثية، وما قدم من إنتاج نسائي يظهر مهارة وجهداً كبيراً بذل لإنجاز هذا العمل، الذي أعدّه إحياء للتراث من جهة، وتحفيزاً لتدوير الأقمشة واستثمارها من جهة أخرى، وهذه فكرة عصرية لها غايات يجب التعريف بها. المعرض ناجح، وأتصور أن الفكرة سارت على طريق النجاح».

ما يجدر ذكره، أن المعرض تضمن 45 عملاً فنياً من خامات متنوعة من القماش المدور، وانطلق بتاريخ 3 آذار 2018 ويستمر لمدة أسبوع في غاليري "أنتيكا وأنا".

ناديا رسلان وسيدات زرن المعرض