يمثّل الطبيب "عاصم أبو سعد" في قريته "قنوات" ظاهرة مجتمعية لمبادرته الإنسانية ضمن مهنة الطب في نشر الفضيلة والتعاون بين الناس؛ من خلال تخفيف معاناة المرضى ووجعهم بتجسيد لوصايا والديه وروح مهنته الإنسانية.

حول سيرته وعمله، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 17 آذار 2018، التقت الطبيب "عاصم أبو سعد" الاختصاصي بالأمراض القلبية والباطنية، وبيّن قائلاً: «ولدت في بلدة "قنوات" التي لها علاقة مع الأوابد والحضارة والسياحة، وذات المناخ البيئي المتميز، وتكثر فيها الأراضي الزراعية الخصبة، إضافة إلى طابعها الاجتماعي والإنساني والخيري، وذلك في أشهر الخريف يوم الحادي عشر من تشرين الثاني من عام 1969، ضمن أسرة فلاحية تحب العلم والمعرفة والعمل مع ثلاثة أشقاء وشقيقتين، حيث درست فيها المرحلة الابتدائية والإعدادية، وانتقلت لإتمام المرحلة الثانوية في "السويداء" في ثانوية "شكيب أرسلان"، لأحصل على الشهادة الثانوية عام 1987 بتقدير وتفوق، وأتوجه إلى "دمشق الفيحاء" لتحصيل ما أرغب به من دراسة جامعية وفق ما كان يحلم الوالد بهدف وغاية سامية، وأنال إجازة في الطب البشري من جامعة "دمشق" عام 1993. تابعت دراسة اختصاص الأمراض الباطنية من وزارة الصحة بتاريخ 1998، بعد أن تدربت في مستشفى الشهيد "زيد الشريطي"، ومستشفى "دمشق". كما حصلت على شهادة اختصاص في الأمراض القلبية عام 2001 من "مركز الباسل للأمراض" التابع لوزارة الصحة».

من خلال الطبيعة الاجتماعية ونظمها وتوجهاتها الإنسانية، حاولت أن أبادر بأسلوب خفي متخذاً مهنة الطب خيطاً نورانياً يجعل لي الرابط بيني وبين أفراد المجتمع، من حَكم عليهم القدر وأفقدهم آباءهم وأزواجهم وأولادهم ضمن علاقة تفاعلية، لأن ما أصابهم نتيجة لإرادة كلية فرضت عليهم الإعاقة وقلة القدرة على كسب العيش؛ لهذا حاولت تقديم مبادرة ذاتية من دون معرفة أحد، وتقديم ما أستطيع من العلاج والتشخيص مجاناً لكل محتاج، بعيداً عن أي ضوء أو معرفة من أحد؛ لأن مهنة الطب هي المهنة الأقرب إلى الإنسان؛ ليس فقط عضوياً وبنيوياً، بل إنسانياً وأخلاقياً، وأنا واحد من مجموعة أطباء يعملون كل في قريته وبيئته وعيادته على نشر هذه الثقافة، لأن الحياة تفرض على المرء أن يعمل للآخرة كما يعمل للدنيا، وذلك ليزرع في أبنائه ما زرعه الآباء والأجداد فينا من قيم وأخلاق ومسؤولية وعادات إنسانية

وعن علاقته بالعمل والبناء والتفوق، تابع بالقول: «منذ طفولتي عملت مع والدي في الأعمال الزراعية، وتكونت بيني وبين الأرض علاقة انسجام، حيث غرس الوالد في تركيبتي الشخصية حب المبادرة للسعي نحو الإنتاج ورسم ابتسامة الفرح على وجه كل محتاج، إضافة إلى أعمال البناء، التي تعلمت منها أن كل مدماك يبنى يرتقي به الإنسان بقيمة العمل ليجسد إنسانيته، وليس فقط لتأمين الحاجات والعيش. ولأنني في قرية ذات صبغة تاريخية وأثرية ودينية؛ آثرت أن تكون لها مبادرات في مساعدة الناس وقضاء حوائجهم بأكثر من عمل، ولأن مناخها يكسب المرء طاقة حيوية، ورغبة الوالدين بين العمل والعلم وتحقيق التفوق الذي يعكس الاعتزاز بالنفس، من منطلق (أن خدمة أهلك ووطنك هو النجاح والتفوق)، وبفضل هذه الرؤية كان في منزلنا عدة شهادات جامعية. إن ثقافة العمل التطوعي وقضاء حاجة أفراد المجتمع تكسب الطبيب طاقة إيجابية يبحث فيه المرء عن الارتقاء بعلمه وروحه، ويطبق قدراته المعرفية في الحياة المجتمعية الإنسانية، وتحمل العبء الأكبر في نشر التكافل الاجتماعي، وعليه: ليس الفقير فقيراً بإرادته، لكن على المجتمع أن يخفف أعباء فقره بالتكافل».

المربي أيمن جزان

وأشار "أبو سعد" إلى علاقة المجتمع بالأعمال الخيرية، قائلاً: «من خلال الطبيعة الاجتماعية ونظمها وتوجهاتها الإنسانية، حاولت أن أبادر بأسلوب خفي متخذاً مهنة الطب خيطاً نورانياً يجعل لي الرابط بيني وبين أفراد المجتمع، من حَكم عليهم القدر وأفقدهم آباءهم وأزواجهم وأولادهم ضمن علاقة تفاعلية، لأن ما أصابهم نتيجة لإرادة كلية فرضت عليهم الإعاقة وقلة القدرة على كسب العيش؛ لهذا حاولت تقديم مبادرة ذاتية من دون معرفة أحد، وتقديم ما أستطيع من العلاج والتشخيص مجاناً لكل محتاج، بعيداً عن أي ضوء أو معرفة من أحد؛ لأن مهنة الطب هي المهنة الأقرب إلى الإنسان؛ ليس فقط عضوياً وبنيوياً، بل إنسانياً وأخلاقياً، وأنا واحد من مجموعة أطباء يعملون كل في قريته وبيئته وعيادته على نشر هذه الثقافة، لأن الحياة تفرض على المرء أن يعمل للآخرة كما يعمل للدنيا، وذلك ليزرع في أبنائه ما زرعه الآباء والأجداد فينا من قيم وأخلاق ومسؤولية وعادات إنسانية».

وعن علاقته مع أفراد المجتمع بيّن المربي "أيمن جزان" من أهالي قرية "قنوات"، قائلاً: «من المعروف في قريتنا أن الدكتور "عاصم حسن أبو سعد" طبيب إنساني لا يتكلف بتقديم الخدمة لمن يحتاج إليها، ولعله من أول المبادرين في نشر ثقافة التطوع الإنساني في الحياة الاجتماعية والإنسانية، متجرداً عن كواهل دراسته كطبيب، متيقناً أنه منتمٍ إلى الأرض الزراعية؛ لذا تراه في أيام العطل يعمل بالزراعة وجني المحصول، وفي وقت العمل في عيادته، إذ شجع أهالي القرية على نشر مبادرة مجتمعية قوامها أن الفقير والمحتاج في هذا المجتمع، والذي لا يستطيع العمل وكسب قوته اليومي هو مسؤولية المجتمع، فلا ذنب له، خاصة الأرامل والأيتام الذين يستحقون الدعم والمساندة المادية والمعنوية، من دون انعكاس ذلك على مشاعرهم وأحاسيسهم، ولم نعرف وندرك أنه يقدم العلاج المجاني والتشخيص كذلك منذ سنوات طويلة إلا بعد أن بدأنا العمل الاجتماعي الخيري، حيث أكد عدد من أفراد المجتمع أنه يقدم في مبادرة ذاتية منه المساعدة لعدد كبير من الأسر بالمعاينة والعلاج المجاني، وحين حاولنا سؤاله رفض الإجابة، وأكد أنه يعمل وفق وزارة الصحة، لكن في الحقيقة كان يعمل عملاً إنسانياً ووجدانياً مجسداً قيم مهنته كطبيب وواحد من أهالي قرية "قنوات" المحبين للخير، فهو بحق الطبيب الواثق من عمله، والصامت بمبادراته».

الدكتور عاصم أبو سعد