يعمل المهندس "وسام حمد قطيني" على نشر علمه وخبرته في خدمة كل محتاج، حيث استطاع أن يوفر ملايين الليرات في عمله ضمن مبادرات ذاتية، خدمة للمريض في قطاع الصحة.

حول حياته وسيرته، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 25 آذار 2018، التقت المهندس "وسام حمد قطيني"، الذي بيّن قائلاً: «ولدت في قرية "ريمة حازم" الهادئة الساكنة التي تتمتع بطبيعة اجتماعية منسجمة مع أهلها، حيث يعملون في الأعمال الحرة والزراعة. وكانت أول صرخة لي بالحياة في شهر أيار عام 1979 ضمن أسرة متواضعة مكافحة كلفة بالمعرفة، مثابرة على التحصيل العلمي يقيناً منها بأن العلم هو السبيل الوحيد للعيش الكريم، واضعة هدفاً لها تربية وتنشئة أولادها على العلم ومكارم الأخلاق، فتخرج منها المهندس والطبيب البيطري والممرض والدكتور في الجيولوجيا. درست في مدارس القرية، ونلت الشهادة الثانوية في عام 1997، لأدخل بعدها كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، وقد شدني فرع الهندسة الطبية لكونه يجمع بين الطب والهندسة، وعلى الرغم من صعوبة دخول هذا الاختصاص لكونه يتطلب معدلاً عالياً، إلا أن الطموح والاجتهاد قد أثمرا ودخلت هذا الفرع بعد تحصيلي شهادة الشهيد "باسل الأسد" للتفوق الدراسي في السنة الأولى من الكلية، وتخرجت بمعدل مميز، وكنت من الخمسة الأوائل في دفعتي؛ وذلك عام 2002.

أرى أن اكتساب المبادرة بالعمل تأتي من التربية المنزلية والمجتمعية، وأداء الواجب الوظيفي والإنساني، لكن الأهم أن طبيعة المبادرة ناجمة عن التأثر بتوجيهات الوالد، الذي كان يؤكد على تلبية حاجة الناس والالتزام بالأرض لأنها الملاذ، ولهذا أيام الأسبوع أعمل مهندساً للصيانة، ومحاولة إشباع رغبتي بمساعدة الناس، وفي العطل أعمل في زراعة الأرض

كان والدي شغوفاً بنشر ثقافة العلاقة التشاركية وخدمة المجتمع، محرضاً إيانا على قضاء حاجة الناس، مهما بلغت، وذلك لسببين الأول: شعور السعادة عند الآخرين، الذي يضفي عليك سعادة العمل وقيمته، وهذا ينمي الشخصية. وثانياً: رسم الفرح على محيا المحتاج يعني أنك فرجت عنه هماً من همومه، وهذا أيضاً ينعكس في توليد الطاقة الإيجابية في الأداء؛ الأمر الذي يحقق لك الإبداع، وبالفعل كان ذلك».

المهندس طلال جربوع

وعن مراحل العمل وخوضه تجربة الحياة، تابع بالقول: «لعل الطموح الجامح بعد التخرج رغبة في المعرفة جعلني أدخل معترك العمل في وزارة الصحة ضمن مديرية الصيانة في "دمشق"، ونتيجة شغفي بالإصلاح بغية تقديم الخدمة للمريض الذي كان يدخل المستشفى ويلمس تعطل الأجهزة الطبية؛ عملت بمبادرات ذاتية في وضع علمي بخدمة المجتمع، وأقوم بإصلاح الأجهزة الطبية ذاتياً بدافع خدمي للمحتاجين؛ الأمر الذي دفعني في الوقت نفسه إلى إكمال دراستي العليا، فنلت شهادة الدبلوم في الدراسات العلية للهندسة الطبية، وأتممت الخدمة الإلزامية معاوداً نشاطي للعمل في وزارة الصحة. وكنت بحاجة إلى التأهيل ومعرفة الأجهزة الطبية الحديثة، فالتحقت بدورات تدريبية عديدة، منها خارجية في "هولندا"، ومنها الداخلية في مركز الدراسات والبحوث العلمية. ثم انتقلت إلى مديرية صحة "السويداء" أواخر عام 2006 إلى قسم الصيانة، وبادرت عملياً بإصلاح العديد من الأجهزة الطبية التي تقدم خدمات للمرضى، حيث تم التوفير على المريض والدولة ملايين الليرات السورية، خاصة في الظروف الراهنة، بعد أن قدم المستشفى الوطني خدمات مضاعفة لأعداد مضاعفة عن طاقته، وكان لا بد لي من مضاعفة العمل لتوفير الخدمات الطبية بالأجهزة لمصلحة المرضى، لهذا بادرت متطوعاً لإصلاح الأجهزة المعطلة نتيجة ساعات العمل المضاعفة لها، خاصة عندما يأتي مراجعاً محتاجاً، فإن حس المسؤولية والشعور الإنساني يحمل كل منا الواجب لتقديم الخدمة الصحية اللازمة».

وعن علاقته بالعمل، أضاف: «أرى أن اكتساب المبادرة بالعمل تأتي من التربية المنزلية والمجتمعية، وأداء الواجب الوظيفي والإنساني، لكن الأهم أن طبيعة المبادرة ناجمة عن التأثر بتوجيهات الوالد، الذي كان يؤكد على تلبية حاجة الناس والالتزام بالأرض لأنها الملاذ، ولهذا أيام الأسبوع أعمل مهندساً للصيانة، ومحاولة إشباع رغبتي بمساعدة الناس، وفي العطل أعمل في زراعة الأرض».

المهندس وسام قطيني

وعن علاقته الاجتماعية والعملية، بيّن المهندس "طلال جربوع" قائلاً: «ربما كانت سبب معرفتي بالمهندس "وسام قطيني" حين كنت أقوم بإعداد مخططات هندسية، وتطلبت طبيعة العمل التواصل مع مهندس صيانة، فأعجبت بطبيعة عمله الإنساني ومبادرته الأخلاقية النابعة من حسه بالمسؤولية الحقيقية في حفظ وصيانة الأجهزة الطبية، وطريقة تعامله مع المراجعين، وسعيه الدؤوب لمساعدة الناس في المستشفى؛ الأمر الذي دفعني إلى التعرف إليه، وحين طلبت منه المساعدة، لم يتردد لحظة واحدة، وجميع الزملاء يؤكدون أنه واحد من القلائل الذين يسعون دائماً لتلبية حاجة الناس، والأهم أنه يضع ما تعلم وخبرته في خدمة المصلحة العامة، وإصلاح جميع الأجهزة المعطلة بمبادرة ذاتية، وتوفير عشرات الملايين على مديرية الصحة في "السويداء"، عدا تقديم الخدمة للمريض، فهو بحق من جيل الشباب المحب والمبادر بعلمه لمساعدة المحتاج».