قام مجموعة من شبان قرية "امتان" بمبادرة اجتماعية إنسانية أطلقوا عليها اسم: "قلم الرصاص"، حيث شملت الفئات العمرية التعليمية من الابتدائي حتى الثانوي، ووصل نشاطها إلى القرى المجاورة.

حول المبادرة ودوافعها الإنسانية، مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 30 آذار 2018، التقت المحامي "عثمان العيسمي" من قرية "امتان" الذي بين قائلاً: «جاءت هذه المبادرة من الدوافع الحسية الاجتماعية والواجب الإنساني لدعم الحركة التعليمية في قريتنا يقيناً منا بأن العلم يؤدي إلى رقي المجتمع ويرفع أعمدة الوعي والبناء. فقد بدأت الفكرة بمبادرة طيبة من مجموعة شبان لتوزيع أدوات مدرسية من قرطاسية ومستلزمات من ضمنها أقلام الرصاص على الأطفال المحتاجين، وذلك عام 2015، لكن الأيادي البيضاء والشعور الخيري لم يتوقف لدى المتبرعين عند حد معين، بل شمل المرحلة الابتدائية بالأكمل، وكان لتأسيس المبادرة شأن في الضمائر الحية، حيث تكون من صندوق تمويل اجتماعي اختياري نابع من الرغبة في دعم احتياجات الحركة التعليمية في القرية المنفردة بالنهضة التعليمية وتصدير العقول. مبادرة "قلم رصاص" وبعد ما يزيد على العام خدمت خلاله حلقة اجتماعية غايةً في الأهمية من حيث حماية الإنسان من الانجراف إلى هاوية الأميّة والجهل، فالفكرة تحولت إلى سلوك وعمل ينطويان على هدفٍ نبيل ونوايا أخلاقية خالصة، ومنذ انطلاق الفكرة وإلى الآن كان نجاحها الواقعي في سد الاحتياجات الأساسية؛ وهو ما سهّل سلاسة سير الطلاب إلى التعليم، وما هي إلا البداية».

قدسية العلم، وإيمان أهلها بالقيمة، والقدرة على تغيير الأقدار، جعل التعليم أولوية وغاية يجب بلوغ أقصاها، مهما كان الثمن والوقت والجهد والصبر، وتحت أي ظرف وفي أي زمان ومكان، وقد أنجز أهلنا وأبناؤهم الكثير، من استثمار هذا المسلك الراقي في التفكير عبر التضحيات جيلاً وراء جيل، واللافت أن كل جيل يتابع الطريق عينه عفوياً ومن دون تردد، من أجل تحقيق واستمرار هذا النهج في التفكير الحضاري، هذه المبادرة تبعث فينا أن نتطلع إلى رفع عبء التعليم عبر قناة الدعم الاجتماعي، معاً يداً بيد نحو العلم والمعرفة

وتابع "العيسمي" حديثه عن المبادرة قائلاً: «إنّ المبادرة كفكرة وسلوك أصبحت حاضرة في إدراك ووعي المجتمع، وجاءت بالمردود المعنوي والمادي أكثر من المتوقع، في بيئة يضع أهلها العلمَ في مقدمة الأولويات، والمكانة الرفيعة. وقد تجاوزت المبادرة الكثير من العراقيل، وأصبحت عملاً اجتماعياً أصيلاً، ينطوي على هدف حضاري من منطلق أخلاقي، وهي اليوم نموذج عمل جماعي بدأَ تأثيره في كل ما حوله، فالكثيرون يتواصلون لاستشراف المبادرة وآلية عملها، وهو إن دلَّ على شيء، فإنّما يدل على صحتها، وأثرها الإيجابي البالغ في تمكين وتحصين العلم من شوائب استغلال الحاجة للأساسيات، فإقصاؤه بعيداً ثم استبدالهِ بمرجعيات هزيلة لا تزيدُ المجتمعَ إلا بؤساً. ولأنها انطلقت بدافعٍ من الواجب ورغبة صادقة لدى كل من تحمّسَ وقدّم وعمل وسأَل وتابع سيرها؛ حققت النتائج الباهرة واللافتة».

المحامي عثمان العيسمي

وعن انعكاسها الاجتماعي بيّن المهندس "نجم بحصاص" الرئيس الأسبق لبلدية قرية "امتان" بالقول: «مبادرة "قلم رصاص" من حيث المكانة المجتمعية لها مكانها المهم؛ إذ تأتي لتكون موازيةً لكل المبادرات والفعاليات المجتمعية الفاعلة، وهي مكمّل يسير بالتوازي والاتساق مع كل الأفكار والأعمال التي من شأنها الارتقاء بالمجتمع، وصناعة إنسان المستقبل، صاحب التاريخ والإنجازات على هذه الجغرافية. وهي اليوم أكثر واقعية، ونتائجها لم تعد تخفى على أحد، ولا نظن أن هناك من لم يلمس أثرها الإيجابي الحقيقي من حيث الفكرة والتطبيق؛ يقيناً بأنَّ تكلفة العلم أقل ومردوده حافل، وتكلفة الجهل أكبر ومردوده كارثي، لهذا توسعت رقعة المبادرة لتشمل قرى مجاورة لقرية "امتان" بعد أن تم دعمها من المغتربين والمحسنين أصحاب الأيادي البيضاء، خاصة أن المغتربين لمسوا أن المبادرة بحاجة إلى التطوير المستمر؛ لأنّ الهدف الجوهري يحتاج إلى الوقت؛ لهذا تحتاج المبادرة إلى الديمومة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تم خلال مدة زمنية قصيرة توزيع القرطاسية للمراحل الثلاث في القرية لكامل الطلاب، بما فيهم طلاب القرى المجاورة بمقدار 630 حصة مدرسية، بقيمة مليون وخمسمئة وخمسة وثلاثون ألف وخمسمئة ليرة سورية، وذلك بمساعدة الكادر التدريسي والتعليمي».

وعن آثار المبادرة الاجتماعية والنفسية بيّن "أسامة البني" أحد المغتربين بالقول: «قدسية العلم، وإيمان أهلها بالقيمة، والقدرة على تغيير الأقدار، جعل التعليم أولوية وغاية يجب بلوغ أقصاها، مهما كان الثمن والوقت والجهد والصبر، وتحت أي ظرف وفي أي زمان ومكان، وقد أنجز أهلنا وأبناؤهم الكثير، من استثمار هذا المسلك الراقي في التفكير عبر التضحيات جيلاً وراء جيل، واللافت أن كل جيل يتابع الطريق عينه عفوياً ومن دون تردد، من أجل تحقيق واستمرار هذا النهج في التفكير الحضاري، هذه المبادرة تبعث فينا أن نتطلع إلى رفع عبء التعليم عبر قناة الدعم الاجتماعي، معاً يداً بيد نحو العلم والمعرفة».

من أدوات المبادرة
المهندس نجم بحصاص