كان بطلاً رياضياً قبل أن يتحول إلى مدرّب لأقوى الألعاب، ويطلق عليه "الرجل الحديدي" من دون أن يتبع دورة واحدة، وأثبت كفاءة عالية منذ أن تسلّم اللجنة الفرعية للعبة "الترياثون"، التي أصبحت لعبة مهمة في المحافظة بزمن قياسي، وحققت انتصارات مميزة محلياً وآسيوياً.

مدونة وطن "eSyria" التقت المدرب "سماح الشومري" بتاريخ 2 نيسان 2018، ليتحدث عن بداياته مع الرياضة، فقال: «بدأت الدخول في أجواء الرياضة بداية عام 1991، وكانت في لعبة الملاكمة وألعاب القوى، وفي عام 1993، دخلت الدراجات، وحققت بطولة الجمهورية بالملاكمة والدراجات، والمركز الثالث في الكرة الحديدية. كنت مغرماً بكافة الألعاب، وشعرت في ذلك الوقت بأن لدي قدرة على المنافسة بأكثر من لعبة؛ وهذا يعود إلى تشجيع أهلي المستمر ودعمهم لي في كل خطوة؛ وهو ما أفعله الآن مع ابني الذي أرى فيه بطلاً قادماً بقوة في لعبة "الترياثون"».

المدرّب "سماح" هو السبب فيما وصلت إليه، وغيّر لي حياتي برمتها، عدا أنه المدرّب؛ يعدّ الأب، والأخ الكبير الذي يقف معنا بكل شيء، ويساعدني وينصحني بكل خطواتي. هو يؤدي أكثر من واجبه كمدرب لجميع اللاعبين، ويقدم الدعم المعنوي والمادي بوجه دائم، ولا يهمه سوى راحة اللاعب وصحته، كان الأهم بالنسبة له التمرين، ولا مرة اعتذر أو غاب، أو تأخر على موعد التمرين، والأهم من كل ذلك، أن كل اللاعبين عنده سواسية

انقطع فترة ليست بالقليلة عن الرياضة بسبب العمل، وعاد من بوابة أخرى حاملاً آمالاً عريضة يحاول منذ سنوات قطف ثمارها، حيث يقول: «كان سبب رجوعي الأوحد للرياضة ابني "سيزر" من مواليد عام 2004، كنت أرغب بأن يكون البطل الجديد الذي أفخر به، ودعمه بكل الطرائق والإمكانيات كما كان أهلي يدعمونني، حيث بدأت معه بتحسين اللياقة، وتدريبه على السباحة والجمباز.

فريق المحافظة في الترياثون

وعام 2016، عرض علي الكابتن "سامر واكد" رئيس مكتب الألعاب الفردية في ذلك الوقت تسلّم لجنة "الترياثلون"، وتكوين فريقاً خاصاً بهذه اللعبة؛ لأن لدي خبرة في هذه اللعبة التي من أساسياتها القوة البدنية العالية التي تترافق مع السباحة والجري والدراجات، ولها قواعد كثيرة، ومنها يخرج ما يطلق عليه "الرجل الحديدي". وكانت انطلاقة اللعبة من خلال البحث عن الموهوبين لتكوين قاعدة لها في المحافظة، وكان من أول اللاعبين المستقدمين "كريم أبو سمرا"، و"سيزر الشومري"، حيث بدأت معهما التأسيس بجهود ذاتية. وبعد مدة بسيطة كوّنا فريقاً كبيراً مؤلفاً من ثلاثين لاعباً ولاعبة ولكافة الفئات، وهذه القاعدة ليست ثابتة، فهناك أكثر من عشرين لاعباً لم يصمدوا معنا، وهناك لاعبون تم تحويلهم إلى ألعاب أخرى لتميزهم بنوع معين، لكن الذي اكتشفناه من خلال البحث وجود عدد كبير من الأبطال الذين بدؤوا الآن حصد نتائج التعب. كنا نركز في بحثنا على المواهب الصغيرة الموجودة في المدارس لكي نستطيع تدريبها بسلاسة، خاصة أن "الترياثون" يعتمد على ألعاب تحتاج إلى التركيز والقوة والصبر».

وعن أهم البطولات التي خاضها مع فريقه، أضاف: «في البداية كنت أعمل وحيداً ومن دون مساعدة أحد، وخضنا بطولة "طرطوس" في الشهر السابع من عام 2016، وحصل فيها "كريم أبو سمرا" على أفضل موهبة مشاركة، و"سيزر الشومري" على شهادة تقدير. بعد ذلك بأربعين يوماً كانت بطولة الجمهورية في "السويداء"، وحصلنا على ذهبية وفضية وبرونزيتين، وفي بطولة "اللاذقية" في نيسان 2017، حصلنا على فضيتين بواسطة البطلة "سما الصفدي". وتوالت البطولات والميداليات؛ ففي "حلب"، وضمن بطولة "حلب تنتصر" اشتركنا بسبعة لاعبين، وحصلنا على ثماني ميداليات. وفي "الأولمبياد الوطني" الذي جرى في "دير عطية" حصلنا على 3 ميداليات بمشاركة أربعة لاعبين، منهم البطلتان: "سما الصفدي"، و"لمى أبو صعب". وختمها البطل "كريم أبو سمرا" منذ أيام بفوزه ببطولة "آسيا" في "تايلند" كأول حصاد عالمي لهذه اللعبة الحديثة في المحافظة.

أثناء تتويج كريم أبو سمرا وسيزر الشومري

وخلال ذلك كبر كادرنا التدريبي المساعد؛ لأنني لا أستطيع العمل مع الفريق الكبير الذي يحتاج إلى رعاية دائمة ومتابعة، فهذه اللعبة المتشعبة تحتاج إلى الكثير من العمل والاهتمام، ومعدات خاصة بالسباحة والجري والدراجات، وكذلك تحتاج إلى الغذاء».

"سماح الشومري" الذي يشتغل في التجارة الحرة، ويدعم اللعبة التي يحب بما يستطيع، وكان له اليد في إقامة دورة تدريبية للعبة "الترياثون" في "السويداء" من أجل زيادة الاهتمام بها، وخلق كوادر جديدة قادرة على تلبية احتياجات القاعدة التي كبرت كثيراً، حيث يقول عنه اللاعب "كريم أبو سمرا"، بطل "آسيا" للفئات العمرية: «المدرّب "سماح" هو السبب فيما وصلت إليه، وغيّر لي حياتي برمتها، عدا أنه المدرّب؛ يعدّ الأب، والأخ الكبير الذي يقف معنا بكل شيء، ويساعدني وينصحني بكل خطواتي. هو يؤدي أكثر من واجبه كمدرب لجميع اللاعبين، ويقدم الدعم المعنوي والمادي بوجه دائم، ولا يهمه سوى راحة اللاعب وصحته، كان الأهم بالنسبة له التمرين، ولا مرة اعتذر أو غاب، أو تأخر على موعد التمرين، والأهم من كل ذلك، أن كل اللاعبين عنده سواسية».

يذكر أن المدرّب "سماح الشومري" من مواليد "السويداء"، عام 1977.