بدوافع إنسانية، ومساهمة في خلق فرص عمل تكافلية، وتلبية احتياجات السوق المحلي، وإيجاد منح للطلاب؛ قامت "مها جانبيه" مع مجموعة نسوة بمبادرة أهلية لصناعة مشتقات الحليب، وتطوير العمل الخيري إلى تقديم مساعدات عديدة.

حول المبادرة وفكرتها، مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 18 نيسان 2018، التقت إحدى مؤسسات المبادرة "مها جانبيه"، التي بينت قائلة: «ولدت المبادرة كنتيجة واقعية لواقع يحمل الحاجة الملحة والفقر بنسب عالية، وما تشهده بلادنا خلال الفترة الماضية، التي طالت جميع الفئات المجتمعية على مختلف درجاتها من الفقير إلى الأقل فقراً. ومن خلال احتكاكنا بهذه الشريحة انطلقت فكرة البرنامج، حيث بدأنا بقوام تسع سيدات، أردن أن يكون العمل تطوعياً وهادفاً وله تأثير مجتمعي للمساهمة في رفد السوق المحلي ومساعدة المحتاجين وخلق فرص عمل، وفي حال نجح المشروع، وحقق العوائد الاقتصادية المناسبة يصار إلى تطويره وتبني مبادرات تنبثق منه. منذ ثلاث سنوات ونحن نعمل، اعتمدنا في عملنا محورين أساسيين؛ الأول التعليم، والثاني تشغيل الأيدي العاملة لتأمين فرص عمل للنساء غير القادرات على إيجاد فرص عمل مناسبة، من خلال ورشات عمل للمؤونة الموسمية، وترسيخ فكرة العمل مقابل المال، ومن هنا وبسبب حاجة الناس المتفاقمة نتيجة الأوضاع، وجب علينا أن نعمل على توسيع ورشات العمل معتمدين الخبرات والكفاءات المحلية لزيادة دخل البرنامج من خلال الأيادي المستفيدة، حيث تم استثمار مليوني ليرة سورية لتوسيع خط إنتاج الألبان والأجبان، وهناك عدد من شبابنا المندفعين العاملين تحملوا المسؤولية على عاتقهم ليكونوا شركاء في العمل لزيادة الدخل والإنتاج من خلال تصنيع الألبان بمختلف أنواعها، وأيضاً الأجبان بشتى الأشكال والأنواع، والزبدة والسمن العربي، وغيرها من مشتقات الحليب، حيث يُصنع يومياً ما يزيد على طُن من الحليب الطازج، ويستفيد عدد من العاملين يراوح عددهم ما بين ستة إلى ثمانية أشخاص، إضافة الى ورشات المؤونة الموسمية التي بدأت بتشغيل ما يتجاوز العشر سيدات».

تعدّ هذه المبادرة الاجتماعية والإنسانية فريدة من نوعها؛ لأنها قائمة على أسس إنسانية أولاً، ولديها هدف سامٍ محدد ينحصر في سدّ الاحتياجات للسوق المحلية ومساعدة الفقراء وخاصة الطلاب، وكذلك الاستفادة من كميات الحليب المنتجة في المحافظة، ومساعدة الأيدي الخيرة من النسوة القائم العمل لديهن على الصناعة التقليدية، وبدورنا ساهمنا لتكون أكثر عائداً بأقل تكاليف وبأدوات أكثر حداثة، فأنتجت هذه المبادرة علاقة تكافلية اجتماعية بين فئات المجتمع، وساهمت بمساعدة الطلاب وطالبي العمل، وساهمت بتلبية حاجة السوق المحلي بالمنتوجات الغذائية الصحية بأساليب غذائية صحية مميزة

وتابعت "جانبيه" قائلة: «إيماناً منا بأن الأوطان لا تبنى إلا بالعلم والمعرفة، وأن الاستثمار الأهم في المجتمع يأتي بدعم الطلبة المحتاجين، وبعد نجاح المشروع وتحقيق عوائد اقتصادية مقبولة في الريعية، أصبح بالإمكان تطوير أهدافه وأعماله لنعمل على نشر العلم والتعليم، وهو الهدف الأسمى لدينا، لذا قمنا بمنح الطلبة المعوزين، وأصبح لدينا 165 طالباً؛ منهم 55 طالباً يدرسون في كلية الطب البشري والهندسات، وهذه المنح تقدم شهرياً بين خمسة إلى عشرين ألف ليرة سورية، حسب أوضاعهم ومكان الدراسة والإقامة، وخلال العام الجاري بلغت حصيلة ما قدمناه 92700000 ل.س، آملين أن يزداد دخلنا ليشمل أكبر عدد من المستحقين. ونحن نعتمد كلياً على التمويل الذاتي من تبرعات المحسنين والمشاريع الإنتاجية المتواضعة، وريع النشاطات التي نقوم بها».

مها جانبيه

ومن المؤسسات أيضاً للعمل والمبادرة المهندسة "سهاد بدر"، التي أوضحت تطور العمل قائلة: «بدأنا العمل بتواضع، حيث التزمنا بتعليم 30 طالباً في البداية، وحالياً تجاوز عددهم 165 طالباً، لكن جاء ذلك بدعم معنوي كبير بدأ في عام 2015، وكنا تسع ربات منازل والعاملات بحقل المعرفة والعلم والأنشطة المتنوعة، منهن: "مها جانبيه، سهاد بدر، سهى أبو الفضل، انتصار أبو لطيف، ميساء معروف، ميساء جربوع، رولا أبو عبيد، ديانا الفقيه، جمانة سراي الدين"، فخلال موسم المؤونة توجد عشر نساء، وتطور مفهوم العمل من مدة، حيث أقمنا ورشة حياكة على الصنارة استفادت منها أكثر من ثلاثين سيدة، لكن المشروع الأهم لدينا ورشة الألبان التي يعمل فيها أربعة شباب وثلاث سيدات، بكمية إنتاج تصل بين الطن والطن ونصف الطن الآن، لأنه موسم الربيع وحليب الأغنام. وكذلك عملنا بموسم "المكدوس" 1300كغ، والفول والبازيلاء والمربيات وورق العنب ودبس الرمان والذرة المثلجة. وربما سعادتنا تكمن بفرص عمل من العاملين الفقراء؛ مجسدين مبدأ العمل مقابل المال، والإنتاج نبيعه للناس المستهلكين من جميع طبقات المجتمع، يعني مجموع المستفيدين من أول عملنا الى الآن نحو خمسين شخصاً من الفقراء، أما العائلات المستفيدة التي قدمت لها مساعدات طبية أو مالية، فهي أكثر من 300 أسرة».

وعن انعكاس المبادرة بيّن "يوسف زغيب" أحد المساهمين ومدير معمل الألبان والأجبان، قائلاً: «تعدّ هذه المبادرة الاجتماعية والإنسانية فريدة من نوعها؛ لأنها قائمة على أسس إنسانية أولاً، ولديها هدف سامٍ محدد ينحصر في سدّ الاحتياجات للسوق المحلية ومساعدة الفقراء وخاصة الطلاب، وكذلك الاستفادة من كميات الحليب المنتجة في المحافظة، ومساعدة الأيدي الخيرة من النسوة القائم العمل لديهن على الصناعة التقليدية، وبدورنا ساهمنا لتكون أكثر عائداً بأقل تكاليف وبأدوات أكثر حداثة، فأنتجت هذه المبادرة علاقة تكافلية اجتماعية بين فئات المجتمع، وساهمت بمساعدة الطلاب وطالبي العمل، وساهمت بتلبية حاجة السوق المحلي بالمنتوجات الغذائية الصحية بأساليب غذائية صحية مميزة».

من الشباب العاملين
يوسف زغيب