تحمل من ذكريات طفولتها حديث والدتها عن موهبتها التي ظهرت بعمر صغير جداً، فكان لطموحها وشغفها بالتعلم الدور الأبرز في صقل هذه الموهبة وبلورتها.

"رينال ركاب" فنانة أثبتت جدارة بالمثابرة والتصميم على التميز، منطلقة من موهبة صقلتها الدراسة وحب الاطلاع، حيث قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 أيار 2018، عن البوادر المبكرة في مرحلة الطفولة لهذه الموهبة: «ظهرت بوادر حبي للفن في عمر صغير جداً، وهذا الشيء تتذكره أمي أكثر مما أذكره، كنت أرسم على القماش رسومات بسيطة حتى أطرزها بألوان نارية فاتحة، وكنت أرسم الزهور والطبيعة وأحتفظ بها لنفسي. في المرحلة الإعدادية كانت فرصتي أكبر حتى أبرع بالرسم، وأظهر قدراتي، بدعم من مدرّس المادة الذي كان يدعوني الفنانة، برعت في الزخرفة الفنية وكنت أخاف من رسم البورتريه، فأرسمه وحدي في البيت، وأتعلم بعض الأشياء من أخي الذي يكبرني، فقد كان بارعاً بالخط العربي والرسم.

فنانة تشكيلية واعدة، تبحث بجدّ عن ذاتها وتفردها من خلال اللون الصريح والتقنية في تنفيذ أعمالها، تتميز بإحساس مرهف؛ وهذا يجعلها تتعاطف مع الحالات الإنسانية؛ لذا نجد هذه الحالات في أغلب لوحاتها، أظنّ أنها واحدة من الفنانات التشكيليات المميزات، وترسم لها خطاً تشكيلياً خاصاً ومميزاً

لم أحصل على مجموع عالٍ في الصف التاسع يؤهلني لدخول الثانوية العامة؛ لذا أكملت الثانوية في الفنون النسوية، وفي تلك المرحلة كنت الطالبة المجدة التي تلقى المديح دائماً بسبب اهتمامي بموادي وخاصة العملية، سواء بالتفصيل أو التطريز أو الرسم، حيث كانت قطعي الفنية نماذج للتدريس معظم الوقت، وكان اهتمامي منصباً على رسومات التطريز والرسومات التي أنفذها بالصنارة، والرسم على الزجاج، والرسم بالألوان».

الفنانة "رينال ركاب"

وأضافت: «انتقلت إلى معهد الفنون في "السويداء" بمعدل جيد جداً، وبعد التخرج عملت مع بعثة وطنية للآثار في موقع قريب من قريتي "مردك"، كانت تجربة مميزة أحببت التنقيب والعمل في تصنيف الفخار، حيث عملت مع مجموعة من خريجي كلية الآثار بإشراف الدكتور الراحل "علي أبو عساف" مدير الآثار في "سورية" سابقاً، وكنت أطمح إلى العمل في الرسم الهندسي، تحقق هذا الطموح بعد عام عندما تقدمت للثانوية العامة الفرع الأدبي، ودخلت كلية الفنون الجميلة في "السويداء"، وفي صيف السنة الأولى عملت مع ذات البعثة في مجال الرفع الهندسي».

مرحلة الدراسة في الكلية لم تكن عادية، تخللها النجاح والتميّز، حيث قالت عنها: «في الكلية أحببت كامل مواد الكلية العملية والنظرية، وخاصة التاريخ، واخترت اختصاص الرسم والتصوير لأنه كان المفضل بالنسبة لي، مع العلم أن معدل السنة الأولى كان يؤهلني لدخول أي اختصاص، حيث حصلت على جائزة "الباسل" لسنتين متتاليتين عامي 2009-2010 بترتيب الثاني على القسم.

"رينال ركاب" و "ناصر عبيد"

شاركت بمعرض واحد قبل تخرّجي عام 2012 في المركز الثقافي في "السويداء"، وتخرّجت بمعدل جيد جداً، وكان مشروع تخرجي عن حالات إنسانية تعبيرية».

وتابعت: «بعد التخرج انتقلت لدراسة الماجستير في "دمشق"، عمقت علاقتي مع تاريخ الفن والفلسفة، وأول ما فكرت به هو زيارة دار "الأوبرا" والمعهد العالي للموسيقا، فبعد انتهاء محاضرات الماجستير في الكلية، كنت أحضر أمسيات موسيقية، أو أشاهد دروس الرقص والموسيقا والمسرح في المعهد العالي، وكان لهذا تأثير بدراستي في الماجستير، فقد بدأت عمل دراسات للمادة العملية في المعهد العالي قسم الرقص، ثم دعيت من قبل إدارة قسم الرقص لعمل معرض باللوحات نفسها في "يوم الرقص العالمي" في بهو المسرح الإيطالي عام 2014. أيضاً شاركت بورشة عمل في دار "الأوبرا" أمام الزوار لرسم فناني الشاشة السورية، وقد أقيم معرض على خلفية هذه الورشة، حيث شاركت بثلاثة أعمال بتقنيات مختلفة؛ الأولى لوحة للفنان "بسام كوسا" بالألوان الزيتية، والثانية لوحة للمخرج "باسل الخطيب" بألوان حوارية، والأخيرة لوحة للفنانة "رنا أبيض" بتقنية الكولاج، وهذا في عام 2014، وشاركت بمعرض عام 2015 ضمن ورشة عمل في كلية الفنون الجميلة».

أحد أعمالها الفنية

في حياة "رينال" العملية عدة محطات لم تخلُ من شغف واضح وحب للعمل، تقول عن ذلك: «درست مدة في معهد "أدهم إسماعيل" بالرسم على الجص، انتقلت بعدها إلى "السويداء" للعمل بالديكور الداخلي والجداريات، وعملت في الجداريات الإعلانية أيضاً، إضافة إلى التدريس كمحاضرة في كلية الفنون في "دمشق". تقدمت بمبادرة للمفوضية السامية للاجئين، وقدمت مبادرة الرسم على الحاويات، وكان الهدف منها نشر الفن في الأماكن البعيدة عنه، بدأت العمل مع فريق من اختياري من طلاب كلية الفنون في "السويداء"، وتكللت المبادرة بالنجاح».

الفنان "ناصر عبيد" تحدث عن أعمال "رينال" بالقول: «فنانة تشكيلية واعدة، تبحث بجدّ عن ذاتها وتفردها من خلال اللون الصريح والتقنية في تنفيذ أعمالها، تتميز بإحساس مرهف؛ وهذا يجعلها تتعاطف مع الحالات الإنسانية؛ لذا نجد هذه الحالات في أغلب لوحاتها، أظنّ أنها واحدة من الفنانات التشكيليات المميزات، وترسم لها خطاً تشكيلياً خاصاً ومميزاً».

يذكر أن الفنانة "رينال ركاب" من مواليد قرية "مردك" عام 1984، لديها العديد من المشاركات في المعارض في المركز الثقافي بـ"أبو رمانة" عام 2014، ومعرض اللوحة الصغيرة في "اللاذقية"، ومعرض الربيع في "دمشق" عام 2015، ومعرضين متتاليين في غاليري "الآرت فورم" في "السويداء" عامي 2016-2017، ومعرض حواء الثاني والثالث أيضاً في "الآرت فورم" عامي 2016-2017، ومعرض حواء في صالة "الشعب" عام 2016، وفي معرضي "شموع السلام" الأول والثاني عام 2016 في "دار الأوبرا" في "دمشق"، والمركز الثقافي بـ"السويداء".