لم تكن هواية الطفولة، لكنها رياضته المفضلة ورفيقة شبابه في "السويداء"، جمع من خلالها عدد كبير من الكؤوس والجوائز، واكتسب الخبرة التي مازال يسعى إلى تطويرها وهو يقلب أعوام عقده السادس.

ففي الكلية الحربية تلاقى مع اللعبة، مرتقياً في تجربته ومستفيداً من خبرة من سبقه ليؤسس لخبرة عالية يؤكدها جمهور واسع من المهتمين، ومن اختبر اللعب معه، لكونه يجتاز بطولاته بلا خسارة أغلب الأحيان، كما تحدث من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 آب 2018، وقال: «كانت رغبة الوالد الانتماء إلى السلك العسكري، وامتثلت لرغبته، ومثلت مرحلة مهمة من حياتي، وكان الشطرنج إحدى المهارات التي اكتسبتها خلال مرحلة الدراسة في الكلية الحربية التي تعلمها كرياضة إلى جانب السباحة وركوب الخيل. ووجدت فيها ما ينير الفكر ويريح النفس، هنا لا مكان إلا لإعمال العقل لأكتشف في كل مرحلة ميزة جديدة لهذه اللعبة التي انسجمت مع طبيعتي الهادئة، وأضافت الكثير إلى شخصيتي، لأتخذ خطواتي الأولى بالانتساب إليها بمشاركات محدودة أخذت تتطور بجهد واهتمام كبير.

كل ما عايشته من بطولات وذاكرته واختبرته من افتتاحيات أعدّه مرجعاً غنياً لن أحتكره لنفسي، وقد باشرت توثيقه بطريقة علمية رياضية، أسعى إلى جمعه في كتاب يحتاج إليه المدرب والإداري واللاعب، وقد أنجزت منه ما يقارب 30 بالمئة ليشمل افتتاحيات ودفاعات الشطرنج التي تقدم معرفة لكل مهتم ولاعب من حصيلة تجربتي مع اللعبة التي بلغت اليوم عامها الثالث والأربعين مع إصرار دائم على الاستمرار

فقد انتسبت إلى النادي "العربي"، وبعدها انتقلت إلى نادي "الرحى" في قريتي، وباشرت المشاركة في البطولات المحلية، وللحظ الجيد كان لي لقاء مع طبيب العظمية الدكتور "عصام زركلي"، وهو لاعب قديم، وفي لعبتي الأولى معه عبر لي عن التميز، لكنه نصحني نصيحة أثمنها وأقدرها لكونها أثرت في اختيار الطريق السليم لتعلم الشطرنج وفق الأصول العلمية للعبة، ومن وجهة نظره كانت من خلال مرجع أحتفظ لغاية هذا التاريخ به، وهو كتاب "الكامل بالشطرنج" للمؤلف "محمد ماجد دحدوح"، في تلك المرحلة ومع الشغف باكتساب أي خبرة ومعرفة ذاكرة الكتاب بنهم، واستعنت بالتطبيق والتدريب لأؤسس معرفة لا بد للاعب الشطرنج من اكتسابها».

من مشاركته في مهرجان الشطرنج بالسويداء

لم يثنِه تقدم العمر عن متابعة بطولات المحافظة، ليجمع رصيداً تجاوز مئة كأس، وقال: «أكثر من مئة كأس نلتها، وهي رصيدي الجميل الذي نلته بحكم اهتمامي بالمشاركة الدائمة بالبطولات المحلية والخارجية، وتحملت وزملاء لي مسؤولية العمل لترك بصمة محلية على مستوى هذه اللعبة التي أخذت تنتشر وتتطور تبعاً لقناعتي بها وفائدتها للشباب، فلاعب الشطرنج الذي يحتاج إلى نصف ساعة ليقرر حركة معينة، قد تقلب الرقعة ويحقق الفوز، تعود عليه هذه اللعبة بجلاء التفكير وتمنحه الهدوء والسلوك الرزين القائم على تفكير عميق.

ومن اهتم بهذه اللعبة وعايشها بالتفاصيل شخص ناجح له تقييم جميل في المجتمع، فتجده منافساً شريفاً راقياً في التعامل، ومتقبلاً للخسارة، ومكافحاً لاكتساب المهارة والخبرة؛ لذا كان همي تعريف الشباب بالرقعة وأصول اللعب لأقدم خبرتي كمدرّب وحكم؛ فمن الجميل والمفيد أن يكون للشطرنج حصة في المدارس ودورات التدريب في الدوائر للعاملين، لأنها تتجاوز حدود الرياضة التي تشغل الوقت وترتقي إلى طبع بصمات على الشخصية التي نرتجيها لشباننا وأولادنا، الذين أتمنى لهم رحلة منتجة وممتعة مع الشطرنج تشبه رحلتي التي تكللت عام 2017 بالحصول على بطولة المحافظة بلا خسارة».

مئة كأس ذكريات من مسيرة أربعة عقود

ويضيف: «كل ما عايشته من بطولات وذاكرته واختبرته من افتتاحيات أعدّه مرجعاً غنياً لن أحتكره لنفسي، وقد باشرت توثيقه بطريقة علمية رياضية، أسعى إلى جمعه في كتاب يحتاج إليه المدرب والإداري واللاعب، وقد أنجزت منه ما يقارب 30 بالمئة ليشمل افتتاحيات ودفاعات الشطرنج التي تقدم معرفة لكل مهتم ولاعب من حصيلة تجربتي مع اللعبة التي بلغت اليوم عامها الثالث والأربعين مع إصرار دائم على الاستمرار».

تشاركا على فكرة تشجيع الإقبال على لعبة الشطرنج، ونفذا مشاريع مشتركة هدفها توسيع دائرة اللعبة ونشرها، كما بيّن "حسن جربوع" لاعب ورئيس سابق للجنة الفرعية، وقال: «يعدّ "إحسان كنعان" من الشخصيات الرياضية التي أثر حضورها في مجال تطوير اللعبة، كان وفياً للاعبيها وشاركهم بصدق وعقل منفتح كل ما تعلم، وبادر لجمع اللجان، دعاني إلى المؤتمر الأول للعبة، وشاركته فكرته، وطلب إدخال الشطرنج إلى المدارس والريف، وسعينا معاً لتكون قريبة إلى كل الدوائر، وأسسنا مع زملاء لنا مشاريع متميزة في نشر ونقل هذه اللعبة إلى الساحة الجماهيرية، وإحدى تجاربنا كانت "ملتقى الشطرنج".

صديقه حسن جربوع

لديه أفق واسع، ولم يلعب معه لاعب إلا وتفوق عليه بطيب أخلاقه وتفاعله الكامل مع لعبة الأذكياء، وأعدّه نموذجاً ومثلاً جميلاً للاعب الكريم بتقديم الخبرة واستيعاب كل الأعمار من اللاعبين بالتدريب والمساعدة. رصيده الغني نعدّه رصيداً لكل من أحبّ "الشطرنج"، هذه اللعبة التي انتشرت اليوم في المحافظة وضمن شرائح واسعة، نعتز بدعمه وكل ما قدمه عبر عقود أربعة من العمل والعطاء والتميز».

ما يجدر ذكره، أن "إحسان كنعان" من مواليد عام 1955 في "الرحى"، رصيده مئة كأس من مشاركات محلية وعربية وآسيوية، وأهمها: الثاني في بطولة "آسيا" عام 2014، والثاني في "دمشق" بدوري المخضرمين. مثّل "سورية" في عدة بطولات دولية، منها: "لبنان، والأردن، وأذربيجان"، وغيرها. حكم ومدرّب، ومن الأسماء الداعمة لنشر هذه الرياضة.