تعدّ آلة "المجوز" من الآلات الحربية التي استخدمت في بثّ روح الحماسة عبر معزوفتها "الجردة" الملازمة لحاملي البيارق، وهي متعددة المقامات والأغراض.

حول معزوفة "البيارق"، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 21 آب 2018، التقت عازف المجوز "معضاد أبو خير"، وبيّن قائلاً: «تحتل آلة "المجوز" في التراث الشعبي مكانة مهمةً في تاريخ وحياة "جبل العرب"، حيث تستخدم لبثِّ روح الحماسة والوطنية، إذ كان عازف هذه الآلة يحادي حامل البيرق، وعليه فإن آلة "المجوز" لها تاريخُها في مجتمعنا العربي عامةً، وفي مجتمعنا خاصةً. أما متى وكيف يتمُّ استخدام آلة "المجوز" الموسيقية في المعارك؟ فيتقدمُ عازفو آلة "المجوز" الثائرين الذاهبين إلى المعركة ويعزفون لهم معزوفةً أطلق عليها اسم "الجردة"، أو اصطلاحاً معزوفة "البيارق أو الحربجية"، وهذه المعزوفة لها خصوصيةٌ؛ فهي إضافةً إلى أنها تحرّك المشاعر، تحمل إشارات وعبارات ودلالات كثيرة، منها عندما يبدأ الثوار التلاحم فيما بينهم لشنّ الغارة، يقوم عازفو "المجوز" بعزف "استهلالية" تلك المقطوعة التي سُميتْ "النفير" بأنغام معروفة لدى الثوار، وهي على مقامات شرقية كـ"البياتِ والراست" وفق العلامة الموسيقية والطبقة التي يبدأ منها العازف، وهي "النفير"، تعزف ليتجمّع الأبطال تحت راية القائد، ثم يعزفون لهم المعزوفة "الحربجية"، وهي لخوض المعركة، عندها ينطلقون نحو الأعداء، وأصواتهم تتعالى بالنخوات وهتاف:

تحتل آلة "المجوز" في التراث الشعبي مكانة مهمةً في تاريخ وحياة "جبل العرب"، حيث تستخدم لبثِّ روح الحماسة والوطنية، إذ كان عازف هذه الآلة يحادي حامل البيرق، وعليه فإن آلة "المجوز" لها تاريخُها في مجتمعنا العربي عامةً، وفي مجتمعنا خاصةً. أما متى وكيف يتمُّ استخدام آلة "المجوز" الموسيقية في المعارك؟ فيتقدمُ عازفو آلة "المجوز" الثائرين الذاهبين إلى المعركة ويعزفون لهم معزوفةً أطلق عليها اسم "الجردة"، أو اصطلاحاً معزوفة "البيارق أو الحربجية"، وهذه المعزوفة لها خصوصيةٌ؛ فهي إضافةً إلى أنها تحرّك المشاعر، تحمل إشارات وعبارات ودلالات كثيرة، منها عندما يبدأ الثوار التلاحم فيما بينهم لشنّ الغارة، يقوم عازفو "المجوز" بعزف "استهلالية" تلك المقطوعة التي سُميتْ "النفير" بأنغام معروفة لدى الثوار، وهي على مقامات شرقية كـ"البياتِ والراست" وفق العلامة الموسيقية والطبقة التي يبدأ منها العازف، وهي "النفير"، تعزف ليتجمّع الأبطال تحت راية القائد، ثم يعزفون لهم المعزوفة "الحربجية"، وهي لخوض المعركة، عندها ينطلقون نحو الأعداء، وأصواتهم تتعالى بالنخوات وهتاف: "بالروح نفدي وطنا... ولو صاح صوت المنادي... بالروح نفدي وطنا"

"بالروح نفدي وطنا... ولو صاح صوت المنادي... بالروح نفدي وطنا"».

عازف المجوز معضاد أبو خير

وتابع عازف المجوز "معضاد أبو خير" بالقول: «وخلال المعركة يكون عازف المجوز ملازماً للثوار، فهو لا يقلّ أهمية عن أيّ ثائر ومقاوم في قلب المعركة، ويقوم بعزف أنغام حماسية على مقام (البيات)، وبعد انتصارهم يعزف لهم معزوفة النصر التي يتخللها (الحداءُ)، ولكي نعيش تلك الأنغام بحالتها وصورتها الفنية بدلالاتها المباشرة في الأنغام، وبعد العودة من المعارك يتداول الناس في مجالسهم الاجتماعية في كلّ محافظات القطر باعتزاز وفخر ببطولات أهلهم وذويهم وانتصاراتهم، معبرين عن فرحهم بالأغاني والأشعار والقصائد المنظومة بالفصحى والعامية؛ أي الشعر الشعبيّ، لأنه واحد من الأشعار العربية التي يخاطب بها الشاعر جمهوره الشعبيّ ومحبيه، وعند الاستماعِ إلى هذا الشعر الشعبيّ بإيقاعه وجرسه وأنغامه يدخل الأفئدة من دون استئذان، ويداعب الأحاسيس والمشاعر بصورة جميلة ينقل بها المتلقي إلى بيادر القمح وكروم العنب ومعاناة الأهل والأجداد مع الطبيعة القاسية. والأهزوجة التي تنتمي كلماتها إلى الشعر الشعبي، وقد مزج بعضهم فيها بين الشعر الشعبي والنبطي، وهناك فرق بينهما؛ لأن كلّ شعر خلاف الشعر العربيّ الفصيح هو عاميّ شعبيّ. أمّا إذا كانت تسمية "الشعبي" تعني أنّه شعبيّ من واقع البيئة الشعبية، فهذا خطأ؛ لأنّ الشعر النبطيّ ليس شعراً شعبياً، وهنا يتم غناء (الحداء) بعد عزف معزوفة النصر، وهي من كلمات الشعر الشعبي، أو أثناء الانكسار، فيكون (حداء)، لكنه حزين، وأغلب الأحيان يكون على مقام "الصبا" أو ما يعرف بالندبة، ومنها مثلاً: "يا أم الوحيد وأبكي عليه... والموت ما يرحم حدا، لا بد ما تنعي عليه... إن كان اليوم ولا غدا"».

الباحث التراثي "زيد النجم" بيّن بالقول: «تعدّ آلة "المجوز" من الآلات التراثية في "جبل العرب"، وتستخدم في الحروب بمعزوفة "الجرة" أو "البيارق"، ولها معانٍ عديدة منذ بدأ الثوار التجمع لتكوين جبهتم حتى الهجوم وخوض المعركة والعودة بالانتصار أو عكس ذلك، وأغلب الأحيان يكون النصر حليفهم، لأن طبيعة هذه المعزوفة تجعل من الفارس أو المقاتل بعشرة رجال، وهناك أهازيج ترافق عازف "المجوز" أو معزوفة "البيارق" تدخل في وجدان وتاريخ وتراث المنطقة، خاصة أثناء الحرب، وهناك مثال أثناء معركة "الكفر"، حيث كان الثوار في حالة المشورة فيما بينهم حتى وصل بيرق قرية "ملح" وحامله الشهيد البطل "شهاب غزالي" و"المجوز" يعزف، فقال يومئذٍ المرحوم القائد العام للثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش" كلمته المشهورة: "النصر بوجه بيرق ملح"، وبالفعل كان النصر للثوار، واستشهد حامل البيرق "شهاب غزالي" وشقيق "سلطان الأطرش" في تلك المعركة، وعاد الثوار مع عازف "المجوز"، وعلى الرغم من الانتصار يحدون "يا أم الوحيد وأبكي عليه والموت ما يرحم حدا" حزناً على الأبطال، لذلك لمعزوفة "البيارق" مكانة في قلب وتاريخ وتراث أهالي "جبل العرب"، فهي في الحرب والسلم، ولتكوين الشخصية الوطنية والثورية معاً».

الباحث زيد النجم
من عازفي آلة المجوز