يعالج الدكتور "غسان جزان" يومياً أكثر من سبعين طفلاً؛ وهو الذي اكتسب من براءتهم وآلامهم رؤية في التشخيص، مستمداً منهم المبادرة في تقديم العلاج المجاني، ومساعدة المكلومين على تجاوز المصاعب والانتصار على الوجع.

حول طبيعة العلاقة مع الأطفال ومسيرته المهنية، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 تشرين الأول 2018، التقت الدكتور "غسان جزان"، الذي أوضح قائلاً: «كانت ولادتي في بلدة "قنوات" المعروفة بمدينة التاريخ والحضارة والآثار؛ وذلك عام 1975، ضمن أسرة كلفة بالسعي للتحصيل العلمي، حيث درست المراحل الإلزامية الابتدائية والإعدادية والثانوية فيها، ثم التحقت بكلية الطب بجامعة "حلب"، فمنذ صغري ووالدي الذي يخدم في أعمال متعددة وخاصة بالاغتراب أكد مراراً لي أن العمل الإنساني قيمة للإنسان ويبني الشخصية الفاعلة، والأهم تخفيف آلام الطفل الملاك المقرب من السماء، وبالفعل توجيهات والدي ولدت لدي عامل المتابعة في كلية الطب، وبعد تخرجي درست اختصاص الأطفال، وأشعر بأن براءة الأطفال تكسبني رؤية في التشخيص، وأعمل في إقامة العلاقة التبادلية بيني وبينهم، وتلك الدوافع الغريزية لدراسة طب الأطفال لم تكن عبثية، بل جاءت من عشقي في السنة الرابعة لدراستي مادة الأطفال الشاملة جميع الاختصاصات، وخاصة لحديثي الولادة، حيث تشعر بأنك قدمت للحياة نموذجاً حياً لحياة متجددة، ولهذا أشعر حين أعالج الأطفال بأنني أرتقي بنفسي نحو فضاء صامت لا يتكلم إلا بالحركة والبكاء الخافت، وأنا أميل نحو البحث في مكنونات عالم الطفل لما أجده من جمال ومتعة؛ فكل طفل حكاية جميلة في مشروعي الطبي».

كثيراً ما أتردد إلى عيادة الدكتور "غسان جزان" مصطحباً ولدي لعلاجه، وألاحظ تعامله الأخلاقي والإنساني وتقديمه العلاج المجاني لكثير من فئات المجتمع، وأهمهم الفقراء وأسر الشهداء والوافدين والمحتاجين، عدا مبادراته الإنسانية في توفير الدواء للمحتاجين، ومعالجته عشرات الحالات عبر الهاتف، كما أنه يستقبل مراجعيه ولو في ساعة متأخرة من الليل لتقديم العلاج المناسب، وهو واحد من القلائل الذين يعملون خمس عشرة ساعة يومياً، ويعالجون عشرات الحالات من دون كلل أو ملل، ورغبة الناس به لصدقه وأمانته

وتابع الدكتور "غسان جزان": «أحاول تنفيذ وصية والدي الذي ما بخل عليّ بالعلم والوصايا لخدمة المجتمع، لهذا اتخذت منهجاً أن أقدم العلاج المجاني للأطفال اليتامى وأسر الشهداء، ومن حالته فقيرة، ومعيار التقييم حالته وطريقته وأشياء أخرى، والأهم الحدس الداخلي لدي عندما أشعر بأن والد الطفل من الذين يستحقون المساعدة، لكن فرحتي تكبر بعد تقديمي العلاج المجاني من الأدوية وتكاليف العلاج وتحقيق الشفاء، وأسعى إلى تخفيف العبء على الناس؛ إذ قسم كبير يتم تقديم العلاج لهم عبر التواصل الهاتفي، ولأنني المشرف العلمي في قسم الأطفال بالمستشفى الوطني، وساعات العمل لدي طويلة تستغرق نحو 14 ساعة، وأعالج يومياً ما بين 70-90 مريضاً، أصبت بالتهاب مفاصل إلى درجة أنني حملت عكازين، لكن محبة الناس التي غمرتني، أكسبتني مسؤولية متابعة الحالات المرضية، وأذكر أنني في يوم فرحي قمت بإسعاف طفل تطلبت حالته نقله إلى المستشفى لاتخاذ إجراءات طبية، وحين مررت من جانب المستشفى استوقفت الموكب وطلبت دقائق لأطمئن على الطفل المريض، ربما كان ذلك مبالغاً فيه، لكن هذا الفعل تم بحالة الإحساس بالمسؤولية تجاه الأطفال الذين منحوني المحبة والدوافع الإرادية في خلق السعادة الداخلية لدي».

أدهم البربور مع د.غسان

أحد المراجعين لعيادته "أدهم البربور" أوضح قائلاً: «كثيراً ما أتردد إلى عيادة الدكتور "غسان جزان" مصطحباً ولدي لعلاجه، وألاحظ تعامله الأخلاقي والإنساني وتقديمه العلاج المجاني لكثير من فئات المجتمع، وأهمهم الفقراء وأسر الشهداء والوافدين والمحتاجين، عدا مبادراته الإنسانية في توفير الدواء للمحتاجين، ومعالجته عشرات الحالات عبر الهاتف، كما أنه يستقبل مراجعيه ولو في ساعة متأخرة من الليل لتقديم العلاج المناسب، وهو واحد من القلائل الذين يعملون خمس عشرة ساعة يومياً، ويعالجون عشرات الحالات من دون كلل أو ملل، ورغبة الناس به لصدقه وأمانته».

د.غسان جزان