تشكل لوحة الفسيفساء الأثرية التي اكتشفت ضمن كنوز دفينة حكاية ماضي جميل، حيث رافق حكايتها مآثر أعمدة وأجنحة في باب الكنيسة الكبرى تحمل غبار قرون عديدة لعصور غابرة.

حول اللوحة المكتشفة ضمن أجنحة الكنيسة، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 تشرين الثاني 2018، التقت رئيس البعثة الوطنية للآثار الدكتور "نشأت كيوان"، فبيّن قائلاً: «تعود الكنسية الكبرى "البازيليكا" بتاريخها إلى القرن الخامس، وقد صمّمت على شكل خمسة أجنحة داخلية تحيط بها أروقة خارجية وباحات، ومسبوقة بفناء واسع مبلط، وهذا يتناسب مع مكانة الكنيسة والمدينة ككل في الفترة المسيحية كمحج للمسيحيين، وتبلغ مساحتها 42 متراً مربعاً، ولها واجهة مرتفعة فيها أربعة أبواب بارتفاع يصل إلى خمسة أمتار، وقد وظّفت في عمارتها عناصر زخرفية معمارية تعود إلى فترات أقدم، كما كانت تجمع بين خصائص الكنيسة الحورانية والبيزنطية، وقد ألحق بها دير وأماكن لسكن القيمين عليها، وعثر فيها على لوحتي فسيفساء تذكر الكتابات اليونانية الموجودة على إحداهما القديس "سرجيوس".

بعد العمل والتنقيب في الكنيسة الكبرى مع فريق العمل الوطني الذي دأب لاكتشاف أهم المعالم الأثرية، تبيّن وجود أساس للوحة فسيفساء جديدة ضمن الجناح الأيمن من موقع الكنيسة، ظهر ذلك من خلال المخططات القديمة الدالة على وجود قسم بينها وبين ملحقاتها من الجهة الشمالية، حيث تمّ العثور خلال التنقيبات الأثرية عن أجزاء من أعمدة وتيجان "كنثرية" تحاكي الطراز الروماني؛ لأنه تمّ استخدام عناصر معمارية ضمن الكنيسة العائدة إلى العصر الروماني؛ وهذا شيء معروف وغير مستهجن أن يتمّ توظيف العناصر الأثرية القديمة مع مجموعة من اللقى والقطع الصغيرة الفخارية، والأهم أساس لوحة فيسفساء، وما تمّ التنقيب عنه عمل يحتاج إلى تدوين وتوثيق؛ فهو غارق بالقدم ويحمل معالم أثرية مهمة في تاريخ محافظة "السويداء" وأوابدها

بعد تلك الاكتشافات تابعت التنقيب والعمل بالبحث والتنقيب في الموقع، حيث قامت البعثة الوطنية وكادر دائرة الآثار في "السويداء" بالعمل ضمن أجنحة الكنيسة المؤلفة من خمسة أجنحة، حيث تمّ الكشف عن أساس لوحة فسيفساء جديدة ضمن الجناح الأيمن من الكنيسة، حيث ظهر ضمن المخططات القديمة وجود فراغ بينها وبين ملحقاتها من الجهة الشمالية، ولم تستطع البعثات السابقة تحديد ماهية هذا الفراغ أو وظيفته المعمارية، لكن البعثة الوطنية من خلال الكشف والإظهار تبينت وجود باب كبير بين كتلة الكنيسة وملحقاتها من الجهة الشمالية، وعلى الأرجح أن تكون هي جزءاً من هذه الملحقات واستكمالاً لها، حيث تمّ العثور خلال التنقيبات الأثرية عن أجزاء من أعمدة وتيجان "كنثرية" تحاكي الطراز الروماني؛ لأنه تمّ استخدام عناصر معمارية ضمن الكنيسة العائدة إلى العصر الروماني؛ وهذا شيء معروف وغير مستهجن أن يتمّ توظيف العناصر الأثرية القديمة مع الحروف».

وتابع الباحث الأثري الدكتور "نشأت" عن موقع الكنيسة واللوحة بالقول: «تقع الكنيسة في الجهة الشرقية من "السويداء" القديمة، لها امتدادها باتجاه الشارع المحوري وكتلة تشكل حيزاً من النسيج المعماري القديم للمدينة، حيث تعمل دائرة الآثار في "السويداء" على التنقيب لمتابعة العمل في الجزء الشمالي وملحقاته لبيان العناصر المعمارية التي تشكل الحرم والفراغات التي وظفت لخدمة الموقع نفسه، خاصة أنه تمّ العثور على بعض الكسر الفخارية، وهي أجزاء من أوانٍ كانت تستخدم ضمن الموقع، وتعدّ عاملاً مساعداً في تاريخ المكان والمراحل اللاحقة، وكان هناك استمرارية في السكن أو التوظيف بعد العصر البيزنطي المؤرخة في القرن الخامس ميلادي، حيث جاء اكتشاف أساس اللوحة إلى معالم جديدة يجري التنقيب عنها بالتوسع لاستكمال كامل لوحة الفسيفساء التي تعود إلى العصر نفسه، بعد أن تمّ الكشف عن الأعمدة والأجنحة في الكنيسة الكبرى».

وبيّن الباحث الأثري "خلدون الشمعة" ضمن البعثة الوطنية بالقول: «بعد العمل والتنقيب في الكنيسة الكبرى مع فريق العمل الوطني الذي دأب لاكتشاف أهم المعالم الأثرية، تبيّن وجود أساس للوحة فسيفساء جديدة ضمن الجناح الأيمن من موقع الكنيسة، ظهر ذلك من خلال المخططات القديمة الدالة على وجود قسم بينها وبين ملحقاتها من الجهة الشمالية، حيث تمّ العثور خلال التنقيبات الأثرية عن أجزاء من أعمدة وتيجان "كنثرية" تحاكي الطراز الروماني؛ لأنه تمّ استخدام عناصر معمارية ضمن الكنيسة العائدة إلى العصر الروماني؛ وهذا شيء معروف وغير مستهجن أن يتمّ توظيف العناصر الأثرية القديمة مع مجموعة من اللقى والقطع الصغيرة الفخارية، والأهم أساس لوحة فيسفساء، وما تمّ التنقيب عنه عمل يحتاج إلى تدوين وتوثيق؛ فهو غارق بالقدم ويحمل معالم أثرية مهمة في تاريخ محافظة "السويداء" وأوابدها».