عشق "فادي الخطيب" الصيد وجال في أماكن كانت الأجدر بتطوير هوايته، لكنه انتقل إلى الرماية ليشارك في بطولات وتجارب جعلته يختبر كل أنواع الرماية ويشارك في المحافل الخارجية.

في الحياة تجارب كثيرة تجعل من الصياد باحثاً عن التفاصيل متمتعاً بما تجود به الطبيعة من مشاهد ورؤى، يتنقل ليبحث عن زوايا جديدة للرؤية، مشاهد تغني حضوره وتعزز رغبته في الحياة، كذلك الرماية التي يحدثنا عنها "فادي الخطيب" بعشق يصفه لمدونة وطن "eSyria" التي التقته بتاريخ 14 كانون الأول 2018، وقال: «عشقت الصيد ممن هم أكبر مني سنّاً؛ تجولت معهم وعرفت أن الصيد له أسس وقيم، فالصياد ليس القاتل الذي يبحث عن طريدة أو فريسة، بل يهوى اختبار التجربة، والبحث عن الأجمل؛ طيور كائنات مختلفة يتابع مسيرتها، يتعرّف إليها ويعرف مناطق وجودها، يبحث في الجغرافية والطقس ويستجمع معارفه من رفاق الرحلة وهواة الصيد. كل هذه الحياة كانت قبل الحرب، وكانت رحلات الصيد ميسرة ومتواصلة وأماكنها آمنة وجميلة.

رياضة الرماية رياضة الملوك لأنها مكلفة جداً من الناحية المالية، وتحتاج إلى تركيز وعناية بسبب ما يتعرض له الرامي من مخاطر كبيرة، إلى جانب الحاجة إلى المكان المناسب من صالات تدريب وأجهزة متطورة، هذه الرياضة لتتطور كما هو مطلوب ويعود إلى النادي ألقه، لا بدّ من دعم أكبر من قبل الاتحاد الرياضي؛ فنحن بحاجة كبيرة إلى حقول رماية حديثة ومدربين متخصصين، مع العلم أن حقل رماية "السويداء" أول حقل رماية في "سورية" والمكنات قديمة جداً، لكن بجهود الشباب الفردية وجهود إدارة النادي بقيت على قيد العمل

بعدها تغيرت الأحوال وبات الخروج إلى الطبيعة مرهوناً بعدة قضايا، وفيه خطر دفعني للتحول إلى الرماية مع صديقي نزور نادي الرماية، نتدرب نشغل الوقت الذي كان مخصصاً للصيد والرحلات، نحاول التفاعل مع السلاح المناسب للبطولات المختلفة، ونتدرب على ما نجده مسلياً وفيه متعة.

الرامي فادي الخطيب

بعد مدة طورنا التجربة وأضفنا أوقاتاً جديدة للتدريب، لقد لمست أهمية هذه الرياضة وما يمكن أن تقدم من فرص للتطور، خاصة لمن كانت لديه الخبرة في التعامل مع السلاح وأنواع الصيد وأسلحة الرماية، مع فارق كبير من حيث المعلومات التي تتعلق بكل نوع من أنواع الرماية، كل هذه التفاصيل حاولت الاستفادة منها لتأخذني الرماية إلى عالمها الجميل، الذي بات يظهر لي بصوره المشرقة من خلال رماة كبار أعطوا لهذا النادي زهرة شبابهم وخاضوا معه بطولات عريقة وجميلة أيام العصر الجميل، ونعرف جميعنا أن لدينا نخبة مميزة من الرماة على مستوى القطر».

عن المشاركات واختبارات المشاركة على مستوى "سورية" يقول: «لم تقم بطولات للجمهورية على مستوى اللعبة منذ ثماني سنوات حتى العام الفائت، لكن البطولات المحلية كانت مستمرة وشاركت بها وحصلت على مراكز متقدمة في عدة مراحل، وانتقلنا إلى عدة محافظة ضمن بطولات محلية كانت جديرة بالمتابعة وكرمنا فيها، وكان الهدف إحياء الرماية على مستوى المحافظة والمشاركة لتعزيز التفاعل والتواصل مع اللعبة التي ابتعد عنها الكثيرون وبقي انتشارها محدوداً، لكن اليوم بدأ الكثيرون من الشباب العودة إلى النادي وممارسة رياضتهم المفضلة.

أثناء بطولات محلية

ومن المشاركات المفضلة بالنسبة لي مشاركتي في "لبنان" بالبطولة الأولى للأطباق المروحية، وحصلت على المركز الرابع مع العلم أن لعبة الأطباق المروحية كانت في ظهورها الأول في "سورية" و"لبنان"، وهي حديثة العهد في المنطقة العربية بوجه عام، لكنها كلعبة مميزة وتختلف عن الألعاب السابقة التي مارستها بالمجمل وتدربت عليها خاصة "السكيت" و"التراب"، شاركت بها في كل البطولات التي تقام برماية الأطباق الطائرة.

بداياتي في الرماية كانت بلعبة "التراب"، بعدها اتجهت إلى لعبة "السكيت" أو الأطباق الطائرة السريعة، والفارق بينها تفاصيل فنية يجب على كل رامٍ إتقانها والتعامل معها، لكن الأطباق المروحية لعبتي التي أرغب بالتخصص فيها لكونها حديثة وحيوية أكثر، ولتكون رفيقة مشواري القادم الذي منحتني فيه الرماية نوعاً جميلاً وخاصاً من الحياة، فالرماية إحدى تجارب الفوز بالحياة؛ حياة رياضية تتكامل مع عملي والنشاط اليومي المطلوب مني للمتابعة».

مع رئيس النادي شكيب رضوان وكوادر النادي في تكريمه بالبطولة الأخيرة

هموم الرماية في "السويداء" متنوعة يعايشها الرماة والهواة باحثين عن حلول، كما أضاف بالقول: «رياضة الرماية رياضة الملوك لأنها مكلفة جداً من الناحية المالية، وتحتاج إلى تركيز وعناية بسبب ما يتعرض له الرامي من مخاطر كبيرة، إلى جانب الحاجة إلى المكان المناسب من صالات تدريب وأجهزة متطورة، هذه الرياضة لتتطور كما هو مطلوب ويعود إلى النادي ألقه، لا بدّ من دعم أكبر من قبل الاتحاد الرياضي؛ فنحن بحاجة كبيرة إلى حقول رماية حديثة ومدربين متخصصين، مع العلم أن حقل رماية "السويداء" أول حقل رماية في "سورية" والمكنات قديمة جداً، لكن بجهود الشباب الفردية وجهود إدارة النادي بقيت على قيد العمل».

يتحدث "شكيب رضوان" رئيس نادي الرماية في "السويداء" عن "فادي الخطيب" من خلال معرفته به، ويقول: «إذا تكلمنا عن أي عمل نذكر النتيجة إن كانت إيجابية أو سلبية، لكننا هنا أمام تجربة شابة اجتهد صاحبها بحثاً عن النجاح والتميز فصار صورة مشرقة في مجال رياضة الرماية، والأخ والصديق "فادي الخطيب" المميز في كل عمل يقوم به.

في الرماية برز وتميز بالكثير، من صفاته أنه طموح خلوق عبر عن الروح الرياضية والتصميم للوصول إلى الهدف، بدأ مع هواية الصيد، وعندما دخل مجال الرماية تميز وبرزت إمكانيته وموهبته الممتازة، وكان على قدر المسؤولية بإحرازه مراكز متقدمة في كثير من البطولات، محبّ لرفاقه، وهو محبوب من جميع رفاقه الرماة والإداريين في النادي، وبصفتي رئيس النادي وباسم زملائي نعتز به ورفاقه أعضاء النادي، وشرف كبير للمحافظة وجود خامة مميزة من الرماة، كذلك مثلنا "فادي" في عدة لقاءات خارجية وكان خير ممثل؛ خاصة في مجال الأطباق المروحية، هذه الرياضة الجديدة في المنطقة».

ما يجدر ذكره، أن "فادي الخطيب" من مواليد "السويداء" عام 1977، هو الرامي الذي يمثّل اليوم أول اللاعبين في مجال الأطباق المروحية، لديه رصيد كبير من الميداليات، ويحلم بتطوير قريب لنادي الرماية.