عملت بالأسلاك المعدنية والخشب، وقدمت ذخيرة عملها الفني في مشروع تلاقت به أحلامها مع أحلام منتجات لأعمال فنية يدوية؛ أسّسن من خلالها "الغصن العتيق" المعرض الدائم لتسويق الأعمال اليدوية.

"منال صعب" التي اختبرت العمل الفني اليدوي، وسارت وفق جمالياته لغاية تقديمه للمجتمع، وإعطاء هذا العمل ما يستحق من اهتمام ورعاية، تبدأ من التسويق إلى رعاية أفكار المنتجات كما تحدثت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 شباط 2019، وقالت: «تخرّجت في معهد الفنون الجميلة، وحرصت على تطبيق أفكاري في مجال العمل اليدوي. أنتجت أعمالاً مختلفة منها من الخشبيات التي صمّمتها بأشكال مختلفة؛ مستثمرة مهارتي بالرسم وتشكيلات الأسلاك، التي يمكن أن نتعامل معها بعدة طرائق، لأستمر في عمل يدوي منزلي تمكنت من تسويقه، لكن بقي ضمن حدود معينة، وكان الطموح أكبر من ذلك.

دخلت بالمصادفة للاطلاع؛ فالاسم لافت، وقد استفسرت من السيدات عن المكان، الذي يظهر غنى حقيقياً بأنواع مختلفة ومميزة من الأعمال اليدوية والجميلة. أتصور أننا في هذه المنطقة بحاجة إلى مثل هذه التجارب، ففي أغلب الأحيان نحصل على الأعمال اليدوية من المصنعات من خلال منازلهن، لكن رحلة الحصول عليها تعتمد المعرفة والسؤال، لكن توافر كل هذه المشغولات في مكان واحد جعل المهمة أسهل. في زيارتي الأولى حصلت على بعض القطع مثل المفارش والعجمي، ومن المفيد أنني حاورت النساء لأتعرف إلى طريقة العمل وأنواع الأقمشة، وكثير من التفاصيل أعجبتني وحفزتني لتكرار الزيارة عدة مرات

وبعد المشاركة بعدة معارض، والتعرف إلى آراء المتابعين للأعمال اليدوية وجودتها، حاولت بمساعدة زوجي وابني الذي يملك مكاناً صمّم ليكون "كافيتريا" تستوعب عدة أنشطة، وبالاتفاق مع عدد من النساء المنتجات للعمل اليدوي بحرف مختلفة، التأسيس لمشروع سوق دائم للأعمال اليدوية، ليكون لهذه الأعمال عنوان دائم يقصده كل من رغب بالحصول على قطع فريدة صمّمت بحب، وصنعت بيدين متعطشتين للعمل ونشر الجمال في كل مكان.

منال صعب في الغصن العتيق

فكرة التأسيس لم تكن سهلة، لكننا حاولنا اتخاذ خطوة البدء، بخلق تعاون بين عدد جيد من النساء ممن صنعن وشكلن الشموع، وأخريات تخصصن بتدوير الأقمشة وصناعة المفارش، ونساء قمن بحياكة الصوف وأبدعن، وأيدٍ تعاملت مع المرايا، وأخرى تعاملت باللون والنحت؛ تلك النسوة عملن باحتراف ولم يحصلن على الوظيفة، ورغبتهن بالعمل تفوقت على الكسل لنلتقي معاً بمشروع "الغصن العتيق"، حيث قسم إلى عدة أركان لكل زاوية حكاية، ولكل حرفة موضوع تعرضه منتجات النساء.

المعرض الدائم افتتح بدعوة واسعة لكل المنتجات وكل من رغب المشاركة ولديه عمل مميز، وكانت البداية مع سبع سيدات، اشتركنا على تكاليف إقلاع المشروع ومتطلباته اليومية، للتعريف بما لدينا وخلق ظروف مؤهلة للتسويق والمبيع من المنتج إلى المستهلك، فقد وضعنا دراسة اقتصادية للمحافظة على ريع يكفل استمرار المشروع وتطوير هذه النواة».

المشاركات في المشروع

تشاركية نسائية ختمت بدعوة لكل امرأة بعدم التخلي عن حلمها، وتضيف: «ما نقوم به لتحقيق الذات وترك البصمة التي تحلم بها كل من اختبرت العمل اليدوي، والصبر لإنتاج مشغولات جميلة في مجال تحبه، ويجمعها مع نساء لديهن ذات الهدف والطموح، ومنها نوجه بالوقت ذاته رسالة إلى كل امرأة لديها موهبة أو قدرة على الإنتاج والعطاء، بعدم التخلي عن حلمها مهما كانت الظروف. أتصور أننا بحالة الجمع هذه أحيينا العمل اليدوي لكل منا، ويبقى الاجتماع على تكوين هذه النواة عاملاً محفزاً لنا جميعاً، وأمامنا فرصة لاستضافة معارض فنية أولها معرض للفنانة "يارا مروان زينية" في مجال "الماندالا".

وقد خصصنا ركناً للجلسات النسائية والمطالعة، وأمام الزائرة فرصة الحصول على كافة احتياجات الحفلات وأعياد الميلاد والأفراح، وهي بالمجمل أعمال يدوية من إنتاج السيدات».

هبة سراي الدين

"هبة سراي الدين" احتلت أعمالها ركناً في السوق، تحدثت عن الفكرة بالقول: «الفكرة التي اقترحتها "منال صعب" لاقت القبول وتابعنا التشاور مدة طويلة لنضع صيغة مناسبة للعمل لينسجم مع طبيعة العمل اليدوي، ومحفزات الحصول عليه على ساحة المجتمع، وحجم المنافسة لهذا العمل بالنسبة لي، وعملي في مجال تصميم الشموع، فإن التشاركية خطوة لا بد منها لنجد مكاناً واحداً لعرض الأعمال، فالحالة الفردية قد تجد تسويقاً، لكن وجود معرض دائم يحقق فرص انتشار أوسع؛ وهذا ما لمسناه مع بداية المشروع والتسويق للمنتجات.

ومنذ البداية لاحظت أن عرض شموعي الملونة والمتفاعلة مع المناسبات الاجتماعية والحالة الفنية التي اشتغلت عليها كان عملية ناجحة؛ لنجد خطوات جيدة على مستوى التسويق، خاصة في معرض الافتتاح وبعده، مع أننا ندرك جيداً حجم الصعوبات، لكننا سنواصل العمل كفريق لإنجاح التجربة التي استمرت عدة أشهر، وأصبح المكان معروفاً بالنسبة لشرائح المجتمع، وأتوقع أنها خطوة مبشرة لنجاح قادم نطمح إلى تحقيقه».

وتضيف "نجوان غزالة" إلى المعرض مشغولات العجمي بلمسة فنية واضحة، وقالت: «لا يقدم الواقع فرصة تسويق مرضية للعمل اليدوي، إلا من خلال المعارض الدائمة والمعارض المؤقتة. "الغصن العتيق" فرصة للتعريف بالمنتجات، خاصة للسيدات اللواتي لا يمتلكن القدرة المالية للعرض في متاجر خاصة، وتحمل تكاليف الأجور، وما يترتب على ذلك من نفقات، ففكرة تقاسم النفقات فتحت الباب أمام مجموعة جيدة من السيدات للعرض، والتعريف بخامات صنعت يدوياً لخدمة متذوقي الفن والجمال.

مشغولاتي عبارة عن قطع العجمي اليدوي و"الدريم كاتشر" بتصاميم مختلفة، وجدتها منسجمة مع باقة المعروضات، وفكرة مشتركة تمحورت على نوع من العمل اليدوي الكامل الذي غاب لسنوات طويلة وعاد ليظهر. ما نحاول اليوم تأكيد حضوره وأنه يستحق الثمن الجيد الذي يخدم اليد المصنعة، وفي حال نجحنا في استمرار السوق وبقي التسويق جيداً، فإننا نتوقع تطورات قادمة للسوق ليخدم أكبر قدر من العارضات والعارضين».

"حنان حسن" ربة منزل تعرفت إلى السوق في زيارة بالمصادفة، قالت: «دخلت بالمصادفة للاطلاع؛ فالاسم لافت، وقد استفسرت من السيدات عن المكان، الذي يظهر غنى حقيقياً بأنواع مختلفة ومميزة من الأعمال اليدوية والجميلة.

أتصور أننا في هذه المنطقة بحاجة إلى مثل هذه التجارب، ففي أغلب الأحيان نحصل على الأعمال اليدوية من المصنعات من خلال منازلهن، لكن رحلة الحصول عليها تعتمد المعرفة والسؤال، لكن توافر كل هذه المشغولات في مكان واحد جعل المهمة أسهل. في زيارتي الأولى حصلت على بعض القطع مثل المفارش والعجمي، ومن المفيد أنني حاورت النساء لأتعرف إلى طريقة العمل وأنواع الأقمشة، وكثير من التفاصيل أعجبتني وحفزتني لتكرار الزيارة عدة مرات».

الجدير بالذكر، أن "منال صعب" من مواليد "رساس" عام 1980، تتابع المشروع مع السيدات المشاركات معها، وهن "هبة سراي الدين"، و"كارمليندا رسلان"، و"جنان كمال الدين"، و"نجوان غزالة"، و"غصينة العقباني"، و"وردة الصباغ".