لم يكن طريق المعهد العالي للفنون المسرحية معبداً، فخطت إلى المسرح مع فرق "الشبيبة" واتحاد "الطلبة" وفرق مسرحية. حققت حلم "رانيا الخطيب" بالظهور على خشبة المسرح والسير في قافلة (أبو الفنون) والتميز.

في مسيرة قصيرة نسبياً كُرّمت في عدة مهرجانات وأدّت أدواراً مسرحية أظهرت موهبتها وجهودها لتتقن استقطاب أضواء المسرح، كما حدثتنا من خلال مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 27 شباط 2019، وقالت: «حلمت بالانتساب إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، وكنت من الذين اختبروا المسرح أثناء مرحلة الدراسة، لكن رؤية الأهل أخذتني إلى مجال آخر، إذ يبدو أن الفنون بعيدة عن ذائقة أهلنا، وكانت النتيجة خسارة الحلم.

كان لي بالإخراج تجربتان للأطفال مع "أطفال أحلام" تأليف "عمر أبو سعد"، وقدمت من إخراجي أيضاً وتمثيل مجموعة أطفال عرضاً بمهرجان "ربيع الطفل" لمصلحة المسرح القومي، وعرض مسارح "شهبا" و"صلخد" إلى جانب عمل "الشاهدان" من إخراجي، وعرض خلال مهرجان "السويداء" الأول

بعدها انتسبت إلى المعهد الزراعي لأدرس في تخصص بعيد عن رغبتي، وتابعت عن طريق الهيئات الطلابية على خشبة المسرح التابع لاتحاد الطلبة، عندما استوعبوا مواهب مسرحية شابة ليتحقق ما أعدّه حلماً كبيراً. فرصتي الأولى كانت عندما تعرّفت إلى معلمي وأستاذي الأول في المسرح "رفعت الهادي"، وكان أول عمل لي مع اتحاد الطلبة بعنوان: "الأبتر"، وتابعت مع فرقته "حكايا السويداء"، هنا شعرت بأن المسرح اختارني، لأنهل من هذا الفن وأنتسب إليه برغبة في تقديم الأجمل والأكثر ملامسة لرؤى متذوقيه؛ وهم كثر في هذه المدينة.

الفنانة رانيا الخطيب في كوميديا الجنون

من بعدها كانت لي تجارب عمل في التلفزيون والإذاعة مع الفنان "رامي حنا" بمسلسل "عنترة"، و"أحمد دعيبس" في "القدس أولى القبلتين". ومع كل خطوة كنت أتلمس عظمة هذا الفن، فخشبة المسرح أصعب الفنون، لأتعمق في الدراسة والبحث، وأقطف في كل عمل ومع كل تجربة مع باقة جميلة وراقية من المخرجين خبرة جديدة، ومعرفة أكبر تضعني على طريق بات محور المستقبل وخطوتي الأقرب إلى المتعة والعطاء».

عن الجوائز والمشاركات حدثتنا بالقول: «عدة أعمال شاركت بها وقادتني إلى مهرجانات، منها "مهرجان المونودراما الأول" في "اللاذقية" ومهرجان "المزرعة" في "السويداء"، وحصلت على جائرة أفضل ممثلة بمهرجان "حلب" عن دور "فرايدة" بعمل "العنقاء"، وحصد عرض "الاستيقاظ" والعمل مونودراما من نصوص "داريوفوو جوايز" أفضل ممثلة وأفضل سينوغراف وأفضل عرض بمهرجان العمال، وعن دور "امرأة وحيدة" حصلت على جائزة مهرجان "المزرعة"، وهو عرض مونودراما.

من أعمالها

كانت لي فرصة بمهرجانات "مصياف"، وحصلت على جائزة أفضل ممثلة عن عرض "العنقاء"، وفي مهرجان "الرقة" بعرض "الاستيقاظ"، واستضافوني بمهرجان "دمشق الدولي" خلال عرض هذا العمل أيضاً. وخلال عمل "الأيقونة السورية" لنقابة الفنانين بعنوان: "حارة الورد" مراحل لا تنسى صقلت موهبتي.

ولأن عشقاً لخشبة المسرح أخذ يتسلل إلى القلب ويستهلك وقتي ويشغل التفكير، كنت جديرة بالظهور واكتساب ما لم تسعفني الحياة بتعلّمه أكاديمياً. هنا سعيت إلى تعلمه بإشراف معلّمي ومخرجين أفنوا العمر بصياغة وتقديم أعمال مسرحية تنبض بالحياة، وأشارك بأعمال حصدت جوائز على مستوى القطر، ومع المسرح القومي كنت في أعمال للأطفال، منها: "السمكة الذهبية"، و"القطة التي تنزهت على هواها"».

المخرج موفق مسعود

وتضيف: «كان لي بالإخراج تجربتان للأطفال مع "أطفال أحلام" تأليف "عمر أبو سعد"، وقدمت من إخراجي أيضاً وتمثيل مجموعة أطفال عرضاً بمهرجان "ربيع الطفل" لمصلحة المسرح القومي، وعرض مسارح "شهبا" و"صلخد" إلى جانب عمل "الشاهدان" من إخراجي، وعرض خلال مهرجان "السويداء" الأول».

تعدّ نفسها هاوية وأمامها كثير من العمل في مجال أحبته، وقالت: «طريق المسرح سهل ويسير على من امتلك التجربة، لكن أعتذر عن صراحتي؛ فإن القائمين على تفعيل هذا النشاط أشخاص غير مناسبين في المواقع التي من شأنها تفعيل المسرح ورسم خطط تدعم الفنان الذي يمتلك الموهبة والحضور.

ويبقى المسرح عشقي وشغفي وعشق أي فنان يرغب بأن يكون له أثر في هذه الحياة، ويستطيع أن يقدم رسائل تسهم في تطوير وتنمية ذواتنا وذوات جمهور المسرح، وبالنسبة لي أهتم بشريحة الأطفال وتقديم مسرح متخصص للطفل لنستطيع تربية جيل واعٍ مدرك أهميته وأهمية وجوده في هذه الحياة، بعيداً عن قسوة الحرب والقتل والدمار الذي نعيشه هذه الأيام. آخر أعمالي مع المخرج "موفق مسعود" "كوميديا الجنون"، وهو إحدى التجارب التي انتمت إلى هذا الزمن، وحققت نجاحاً أسعدنا بعد جهد كبير.

هدفي دائماً تطوير أدواتي كممثلة مع الممارسة وكثرة "البروفات"، والأعمال والخبرة التي اكتسبتها من أعمال الآخرين التي شاهدتها في المحافظة وخارجها، وما زلت إلى اليوم أبحث عن أدوات أكثر تطوراً وأعمالاً تزيد من خبرتي في مجال الفن، وأعدّ نفسي هاويةً، وسأبقى، وعندي شغف لأمتلك المزيد وأقدم المزيد».

الفنان المسرحي "معن دويعر" رئيس فرع نقابة الفنانين في المنطقة الجنوبية، تحدث عن خبرة ومهارة "رانيا" المسرحية، وقال: «فنانة متميزة اجتهدت لتترك بصمة في المسرح السوري، انطلقت بداية الشباب بحماسة لتقديم الأفضل من خلال عدة أعمال مع المسرح القومي، ومهرجانات العمال ومهرجانات محلية.

هي عضوة في نقابة الفنانين، وحصلت على تقدير وثناء لتصنف من الفنانات المتميزات في أداء أدوار المونودراما، وجهدت في بحث دائم، وإحساس عالٍ بالمسؤولية لتطور نفسها في طلب النجاح بمغامرة عنوانها العريض المسرح.

وعلى الرغم من التميز والتكريم، لكنني أعرف أن "رانيا الخطيب" كفنانة مسرحية لم تنل حظها من الشهرة التي تستحقها والفرص المناسبة، أتمنى أن تأخذ حظها في أعمال كبيرة لتطرق باب الشهرة من خلال التلفزيون والدراما، ونعلم جميعاً أنه البوابة الأوسع لذلك، وهي تمتلك المهارة والقدرة على النجاح، ومن تابعها في عمل "امرأة وحيدة" وعدد من الأعمال يعرف أنها جديرة بالنجاح والتألق؛ وقد حققته».

المخرج "موفق مسعود" تحدث عن دورها الرئيس في عمله الأخير "كوميديا الجنون"، وقال: «لعبت "رانيا الخطيب" دور "دلال" في عملي الأخير للمسرح القومي "كوميديا الجنون.. فصل في الخراب"، الذي عرض نهاية العام الفائت على مسرح المركز الثقافي بـ"السويداء"، وأستطيع القول إن هذا الدور كان مركزياً في العمل، إنه دور مركب وشديد الحساسية، إضافة إلى أن الممثلة لا تغادر الخشبة منذ بداية العمل وحتى نهايته، بخلاف شخصية "محال" و"جلال" أبطال العمل أيضاً، لقد تعاملت "رانيا" مع الشخصية باحترام فني عالٍ، وتجاوبت مع النمط الصعب للأسلوب الذي اعتمدته في كتابة وإخراج العمل.

"رانيا" ممثلة مخلصة ودؤوبة في تقصي الشخصية وروح العمل، وهي بذلك ما زالت تحتفظ بالشغف الحقيقي للفنان في موضوعه الفني، وخاصة في المسرح».

ما يجدر ذكره، أن "رانيا الخطيب" من مواليد "السويداء" عام 1981، درست معهد زراعي، وعضو نقابة الفنانين منذ عام 2006.