قبل أن تدخل "غزل الجوهري" أسوار كلية العمارة، كانت تحرس أمنياتها مع الرياضة، وتتغلب على كل معوقاتها في البروز برياضة الرجال الأولى، لتصنع مع رفيقاتها مجداً كروياً نسائياً للمحافظة لم يتحقق من قبل، فكانت اختياراتها في الحياة والموهبة موضع إعجاب وفخر.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16 آذار 2019، الطالبة ولاعبة النادي "العربي" في كرة القدم "غزل مزيد الجوهري"، لتتحدث عن بداياتها مع الرياضة، فقالت: «كنت صغيرة جداً عندما بدأت الرحلة مع الرياضة، تعلمت "الكاراتيه" بعمر الخامسة عندما كان أشقائي يتدربون على اللعبة، فأحببت ما يصنعون ولحقتهم، لأتمرن على يد المدرّب "جفال عامر". بعد ذلك انقطعت عن التدريب زمناً طويلاً، لأعود إلى ذات الرياضة في الصف التاسع على يد المدرّب "حسام غيث"، فشاركت ببطولات عدة، وحصلت على المركز الثالث ببطولة المحافظة (كاتا جماعي)، والمركز الثاني (كاتا فردي)، والمركز الأول قتال. وعندما تم الانتقاء للمنتخب بالتصفيات الأولى تأهلت، لكن لم يحالفني الحظ في التصفيات النهائية. في المدرسة كان كل مدرّسي الرياضة يلاحظون لياقتي العالية وحبي للرياضة، وفي الصف السادس شاركت ببطولة المدارس، وحصلت على المركز الأول على منطقة "شهبا"، والمركز الثاني على المحافظة بالجري».

كرة القدم واحدة؛ سواء مع الرجال أو النساء، ولا يوجد اختلاف، الاختلاف بنظرة الناس واستغرابهم حتى اللحظة من وجود أنثى تلعب الكرة كالرجل، مع ملاحظة عدم الدعم الكافي لكرة القدم النسائية أسوة بالرجال، فلو تم ذلك لكانت النتائج باهرة، فـ"سورية" ملأى بالمواهب، ونحن بحاجة إلى معسكرات دائمة وانتقاء منتخب بعيداً عن الواسطة، ولجنة تكتشف المواهب وتتبناها وتعمل على تطويرها، وحتماً النتائج سوف تتحسن تدريجياً، وعليه يمكن للجمهور أن يستمتع ويعتاد وجود الإناث داخل المستطيل الأخضر، وينظر بعين الفخر

وعن رحلتها مع الكرة، تابعت: «مشواري مع كرة القدم بدأ منذ الصغر، وفي المدرسة في كل حصة رياضة أو وقت فراغ ألعب كرة القدم، ولم يكن من الإناث غيري في هذه اللعبة، وكل طموحي أن أستمر فيها، لكنني لم أسمع أن هناك نادياً يهتم بكرة القدم النسائية في المحافظة، وعندما اكتشفت ذلك انتقلت عائلتي إلى مدينة "السويداء" لكي أكون مع النادي "العربي"، وأتابع هوايتي باحتراف، وهكذا كان حيث بدأت التدريب بإشراف المدرّب القدير "مفيد زهر الدين"، ومساعدي المدرّب "رفعت خداج"، و"فراس الحمد"، ومدرّب الحراس "نسيم معروف"، وهم من خيرة المدربين الذين يعملون بصدق وتفانٍ لخدمة الكرة في المحافظة. شاركت مع النادي عام 2016 ببطولة الجمهورية صالات، وحصلنا على المركز الثاني. في لعبة كرة القدم وجدت نفسي، وزاد شغفي وعشقي لها، خاصة عندما اكتشفت حبي وتعلقي بأسرتي الثانية، حيث التفاهم والانسجام باللعب مع كل زميلاتي في الفريق، وأطمح أن أمثّل المنتخب في يوم ما، وأواصل حلمي بالاحتراف الخارجي».

مع الطاقم الفني والإداري واللاعبات

وعن الفروقات بين كرة القدم مع الجنسين، تقول: «كرة القدم واحدة؛ سواء مع الرجال أو النساء، ولا يوجد اختلاف، الاختلاف بنظرة الناس واستغرابهم حتى اللحظة من وجود أنثى تلعب الكرة كالرجل، مع ملاحظة عدم الدعم الكافي لكرة القدم النسائية أسوة بالرجال، فلو تم ذلك لكانت النتائج باهرة، فـ"سورية" ملأى بالمواهب، ونحن بحاجة إلى معسكرات دائمة وانتقاء منتخب بعيداً عن الواسطة، ولجنة تكتشف المواهب وتتبناها وتعمل على تطويرها، وحتماً النتائج سوف تتحسن تدريجياً، وعليه يمكن للجمهور أن يستمتع ويعتاد وجود الإناث داخل المستطيل الأخضر، وينظر بعين الفخر».

المدرّب الشهير "مفيد زهر الدين" الذي حمل لواء تدريب الفئات العمرية في النادي "العربي" لكرة القدم النسائية، قال عن "غزل": «هي لاعبة فريق سيدات النادي "العربي" بكرة القدم، وبعد انتقال مكان إقامتها مع أهلها في قرية "بارك" لتستقر في مدينة "السويداء"، وجدت ضالتها في النادي "العربي" حين عرفت أن فيه فريقاً لكرة القدم الأنثوية، وكان ذلك قبل خمس سنوات، حيث كانت تمارس رياضة "الكاراتيه" في نادي "شقا"، فانضمت إلى الفريق لتلفت أنظار الكادر التدريبي بعشقها لهذه اللعبة، إضافة إلى موهبتها الواضحة والقوة البدنية التي تميّزها أيضاً عن باقي زميلاتها في الفريق.

المدرب القدير مفيد زهر الدين

تميل "غزل" إلى اللعب على الملاعب العشبية أكثر من اللعب في الصالات المغلقة، وتتألق في مركز الجناح الأيمن نظراً إلى سرعتها وخطواتها الطويلة. وهي صاحبة إحساس مرهف، ومواهب متعددة، فصوتها عذب جميل، وفنانة تجعلك تحترم هذه الموهبة، ولديها أنامل رائعة في الرسم؛ وخاصة في رسم الوجوه والشخصيات، والأهم من ذلك تحصيلها الدراسي العالي الذي جعلها تدخل كلية هندسة العمارة التي تعشق وتحب. هي من العناصر الفعالة في الفريق، تجمعها بزميلاتها اللاعبات علاقة من المحبة والودّ والاحترام».

اكتسبت "غزل" المولودة عام 1998 في قرية "بارك" بالريف الشرقي لمحافظة "السويداء"، خبرات كثيرة في زمن قياسي، فهي الآن تحاول تجاوز السنة الثانية في هندسة العمارة بجامعة "دمشق" بتفوق، ولديها عائلتها التي تعشقها، إضافة إلى عائلتها الكبيرة في الرياضة التي تعطيها كل يوم ذكريات وأحلاماً جديدة.

مع إحدى ميدالياتها الكثيرة