تعلّق بالقراءة منذ الصغر، وعمل على شراء الكتب من مصروفه الشخصي ليؤسس مكتبته الخاصة التي أصبحت تضم أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة كتاب ومجلد؛ وضعها بين أيدي أهل مدينته "صلخد " مجاناً.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 نيسان 2019، التقت "أسد الجوهري" في مكتبته بمدينة "صلخد"، ليتحدث عن بداية تعلقه بالكتاب، فقال: «ولدت في مدينة "صلخد"، ودرست في مدارسها حتى المرحلة الثانوية، ثم التحقت بوظيفة مساعد عدلي، وتم تعييني في محافظة "الرقة" عام 1963، وكان تعلقي بالقراءة يزداد يوماً بعد يوم، حيث كنت أرتاد المركز الثقافي بـ"الرقة" يومياً، لكنه لم يكن يلبي شغفي في المطالعة؛ وهو ما اضطرني إلى شراء الكتب التي لم أجدها في المركز، وأذكر أن أول كتاب اقتنيته كان بعنوان: "عباس محمود العقاد ناقداً"، وهكذا كانت بداية تكوين مكتبتي الصغيرة من راتبي البسيط، حيث خصصت جزءاً ثابتاً منه لهذه الغاية».

وجدت فيها أغلب الكتب التي تلبي رغبتي في قراءة الشعر وآدابه، وأصبحت من المتابعين الدائمين لنشاط هذا المكان الأدبي الراقي؛ كما الكثيرين من أصدقائي المهتمين بالثقافة والعلوم، فهي مكتبة شاملة وغنية بالمعرفة، وصاحبها رجل مثقف يضفي على المكان روحاً خاصة

وتابع "الجوهري" قائلاً: «بعد مدة بسيطة انتقلت إلى مدينة "دمشق"، حيث تحسن مدخولي المادي بعد أن أصبحت أعمل بالتجارة إضافة إلى وظيفتي، وعندها أصبح من الممكن أن أنشئ المكتبة التي حلمت بها، وهذا ما تحقق لي من خلال شرائي لمجموعات كبيرة من الكتب التي حرصت أن تكون كاملة وشاملة لجميع النواحي الثقافية والأدبية والسياسية، وأصبحت أبحث عن كل كتاب مفقود في المراكز الثقافية والمكتبات، وأحرص على اقتنائه ضمن مجموعتي التي أصبحت كبيرة نوعاً ما».

أمام مكتبته وأقسامها

وعن تفرغه للاهتمام بمكتبته أوضح بالقول: «عدت إلى "صلخد"، وقررت أن أضع هذه المكتبة في خدمة أهل بلدي، بعد أن أصبحت تزيد على ثلاثة آلاف وخمسمئة مجلد وكتاب، حيث قرأت معظمها واطلعت على كامل محتوياتها، فأنا أفتح أبواب المكتبة يومياً أمام رواد العلم والثقافة، وأقوم بإعارة الكتب بطريقة منظمة ومجاناً لكل من يرغب بالقراءة والمطالعة؛ انطلاقاً من قناعتي بأن قيمة الكتاب بين أيدي القارئ، وليست على رفوف المكتبات، وهناك تعاون كامل بيني وبين المركز الثقافي لتغطية كافة الجوانب الثقافية والمعرفية والتاريخية والفلسفية، وعندي لغاية الآن أكثر من أربعمئة مشترك وقارئ يرتادون المكتبة باستمرار، حيث أستقبلهم بكل محبة وسعادة لقناعتي بأهمية تكوين الشخصية الثقافية القادرة على النهوض من خلال القراءة والاطلاع على ثقافة الآخرين، ومعرفة العلوم الزمانية والمكانية للحضارات، وربط السلوك المعرفي مع الاجتماعي».

وعن انعكاس قيمة مكتبة "الجوهري" على الواقع الاجتماعي، بيّن المؤرخ "نزيه حمزة" أحد رواد المكتبة من "صلخد" بالقول: «فتح المثقف "أسد الجوهري" قناة ثقافية مهمة، ربط من خلالها الثقافة بالمجتمع، وتميز بحبه لنشر العلم والمعرفة، وأنا بدوري أتردد يومياً إلى هذا المكان، وألتقي طلاب العلم والمعرفة وكتّاب المقالات والشعر، وأتبادل معهم أحاديث العلم والأدب، والأهم من هذا كله جلسات الحوار التي تغني عقولنا بما ينقصها من معلومات نجدها عند رواد المكتبة الذين يتميزون بمستويات علمية وثقافية عالية لا نجدها إلا في هذا المكان.

الباحث نزيه حمزة

لم تقتصر سمعة المكتبة على مدينة "صلخد" فقط، بل امتدت لتشمل باقي القرى المحيطة، لتصبح بذلك مقصداً لكل عشاق العلم والثقافة وطلاب الدراسات العليا الذين يبحثون عن مصادر مميزة ومجانية لأبحاثهم».

"أيهم الجرمقاني" طالب في كلية طب الأسنان، وأحد رواد المكتبة، قال: «وجدت فيها أغلب الكتب التي تلبي رغبتي في قراءة الشعر وآدابه، وأصبحت من المتابعين الدائمين لنشاط هذا المكان الأدبي الراقي؛ كما الكثيرين من أصدقائي المهتمين بالثقافة والعلوم، فهي مكتبة شاملة وغنية بالمعرفة، وصاحبها رجل مثقف يضفي على المكان روحاً خاصة».