من مضمار الصيد إلى الرماية والمشاركة بالبطولات، في بحث عن امتلاك مهارة جديدة؛ يصفها الرامي "وسام جعفر" بأنها نوع من فنون الحياة التي تحتاج إلى التركيز والمبادرة، والأهم وضوح الهدف.

هواية تشغل وقت الشاب الذي تعامل مع الطبيعة وأسلحة الصيد، فكانت بداية لممارسة هواية الرماية بين رماة المدينة المخضرمين وشبابها، فتطور أداؤهم بلعبة لا داعم لها إلا الرامي نفسه، كما تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 نيسان 2019، وقال: «الصيد رياضة فيها الكثير من الحيوية والتدريب غير الاعتيادي، حيث التفاعل مع الطبيعة، عندما تكون جزءاً من دورة الطبيعة التي تعطي لكل فصل ميزة وأجواء تحفز هاوي الصيد على البحث والتعرف إلى المناطق الوعرة والسهلية، مستفيداً من طرقاتها في المشي، وقضاء ساعات من المتعة والتنفس السليم.

شارك "وسام جعفر" في بطولة عام 2015، عندها تعرفت إليه كلاعب، أدى بأسلوب مميز، وحصلنا على المركز الأول معاً، وهو من اللاعبين الذين دخلوا اللعبة منذ سنوات قليلة، لكنه أثبت حضوراً، وظهر في البطولات بمستوى متميز، فقد تكررت اللقاءات، وتلمست مدى إصراره على إتقان مهارة الرماية، خاصة التراب. وشأن "وسام" شأننا جميعاً من حيث المثابرة والاهتمام بالتدريب، وتحمل الأعباء، فإمكانات النوادي شحيحة وتحتاج إلى دعم كبير، وكلنا لم نتأخر في تمثيل بلادنا في محافل وبطولات كبيرة؛ لذا فهذه الرياضة تحتاج إلى دعم كبير واهتمام

التجربة التي باشرت فيها مع بداية سنوات الشباب، جعلت يوم العطلة وأوقات الفراغ مهيأة لهذه الهواية، ومن خلال مرافقة الرماة تعرفت إلى واقع التدريبات في نادي "الرماية"، ورماة مميزين قدموا للرماية أجمل سنوات العمر، وتركوا بصمات مميزة حفزتني على المشاركة واتباع هذه الرياضة المميزة بأثرها في شخصية الرامي؛ التي لمست مفعولها الواضح كرياضة تهذب الروح، وتعلم الصبر والتروي والتوازن بين الحالة البصرية والجسدية بالضغط على الزناد في لحظة مناسبة لإصابة الهدف واكتساب النقاط».

وسام جعفر من بطولة عام 2018

ويتابع: «هي رياضة فيها الكثير من الدقة والتركيز والرقي والمنافسة، ومنذ البدايات حصلت على الكثير من الدعم المعنوي من الزملاء الرماة والأصدقاء، وتطورت قدراتي سريعاً من خلال التدريب في نادي "الرماية"، وكانت بداية جديدة بالنسبة لي؛ أخرجتني من فروض الحياة العملية والعمل اليومي وضغوطه إلى عالم أكثر سعة والقيام بمهام جديدة، لكنها غير ملزمة أو ضاغطة لكون اتمامها مرتبطاً برغبتي والحرص على التطور، وهي بالنسبة لي أحد فنون إتقان الحياة للبحث عن السعادة وتحقيق الأفضل لي أولاً، وقبل الحصول على نتائج أو شهادات لتبقى هوايتي المفضلة.

لكن المشاركات قدمت لي حافزاً جميلاً للمتابعة، فقد حصلت في أول مشاركة لي على مستوى المحافظة على المركز الثالث، ثم المركز الأول على مستوى الجمهورية في بطولة "الشهيد"، كما سميت في "السويداء" بمشاركة رماة "سورية" جميعهم تقريباً سنة 2015. وبعدها عدة بطولات حصلت فيها على مراكز متقدمة، وحالياً نستعد لبطولة في نادي "شبعا" على أمل تحقيق نتائج متقدمة».

مع اللاعب ريمون درعاوي

يؤكد "جعفر" أن الرماية جهد ذاتي يحتاج إلى اهتمام ومتابعة، ويضيف: «دائماً كانت الرماية إحدى الرياضات التي تعتمد على اهتمام الرياضي وقدرته المعنوية أولاً، والمادية ثانياً لكون التدريبات مكلفة، وهي دائماً على نفقة اللاعب، لأكون معنوياً مستعداً للتجربة وإعطاء التدريب ما يحتاجه من الوقت والجهد، فمن اختبر تجربة الرمي ضمن الحقول وساعات التركيز والتدريب؛ لا يمكن له الابتعاد كثيراً عن التجربة، بل على العكس؛ ففي كل مرة عليه التجربة وتصحيح تجربة سابقة، إلى جانب اختبار الرماية مع لاعبين وخبرات مميزة ليبقى للاعب فرصة اكتساب المعرفة والمهارة، خاصة أن مجموعة الرماة دائماً متفاعلة تقدم نصائح ومعلومات دقيقة تدعم خبرة اللاعب المتفاعل حديثاً مع الرياضة، وقد يكون هذا أحد العوامل، إلى جانب وصف الرماية كرياضة حيوية، ولها أرضية واسعة على ساحة المحافظة للاستمرار والمحافظة على مستويات متقدمة على الرغم من انقطاع البطولات لعدة سنوات».

وعن مشاركات كرست علاقته مع لعبة "التراب" يضيف: «لاحقاً شاركت بجميع الفعاليات المقامة حتى عام 2018، حيث حصلت على مراكز متقدمة، وكنت دائماً حاضراً ومنافساً، لأن المباريات اختبار جيد، وفيها كثير من التحدي، ومحاولة لتطبيق نتائج التدريبات التي تتم في النادي ضمن ظروف متوسطة ومن دون مدرب يا للأسف، لكن حالة التعاون بين اللاعبين تقدم فائدة لكل المشاركين.

وبالنسبة لي، فلعبتي بالرماية تحددت برماية أطباق الحفرة "تراب"، حيث تأثرت بها منذ البداية، مع العلم أن فيها صعوبة وخدعة، وتحتاج إلى الكثير من المهارة والدقة، فتخصصت بها واستمتعت بممارستها، ولدي أمل كبير بتحقيق طموحاتي، وهي منسجمة مع طموح جميع رماة "سورية" الناهضة من الحرب، وتمثيلها بجميع المحافل العربية والعالمية، ورفع علمنا وإحراز المراتب الأولى، ففي بلادنا رماة كبار، وتميز يستحق الظهور بالمحافل الدولية، وهذا ما نعمل ونسعى إلى تحقيقه».

يصف اللاعب "ريمون درعاوي" الذي تقاسم المركز الأول مع "وسام" عام 2015 في أولى مشاركاته، وقال: «شارك "وسام جعفر" في بطولة عام 2015، عندها تعرفت إليه كلاعب، أدى بأسلوب مميز، وحصلنا على المركز الأول معاً، وهو من اللاعبين الذين دخلوا اللعبة منذ سنوات قليلة، لكنه أثبت حضوراً، وظهر في البطولات بمستوى متميز، فقد تكررت اللقاءات، وتلمست مدى إصراره على إتقان مهارة الرماية، خاصة التراب.

وشأن "وسام" شأننا جميعاً من حيث المثابرة والاهتمام بالتدريب، وتحمل الأعباء، فإمكانات النوادي شحيحة وتحتاج إلى دعم كبير، وكلنا لم نتأخر في تمثيل بلادنا في محافل وبطولات كبيرة؛ لذا فهذه الرياضة تحتاج إلى دعم كبير واهتمام».

ما يجدر ذكره، أن "وسام جمال جعفر" من مواليد 1976. ومن البطولات التي حصل عليها: المركز الثاني عام 2016، أقيمت في "السويداء"، المركز الأول عام 2018، والمركز الثالث في بطولة مقامة في "دمشق" العام الفائت.