مع الجري والدرّاجة الهوائية ورياضات مختلفة، نمت علاقة "رغد أبو عمار" لاعبة المنتخب السوري في رياضة "الركبي"، وأثبتت حضورها إلى جانب كرة السلة التي ترسم معها مستقبلاً وتألقاً يلاقي الطموح.

تجربة رياضية شابة تعيش حلمها الرياضي على نبض تدريب كثيف وتنظيم دقيق للوقت، لتكون مع لعبتيها ودراستها الجامعية بمسير رافقه النجاح؛ كما تحدثت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 أيار 2019، وقالت: «كان لوالدي رغبة كبيرة في جعل الرياضة من اهتماماتي وإخوتي منذ الصغر، وكانت لنا مشاركات في أنواع مختلفة من الرياضة؛ منها الجري لمسافات طويلة وأنواع مختلفة من الرياضة كان الأجمل والأقرب منها إلى روحي رياضة كرة السلة، التي أصبحت لعبتي الأساسية والمفضلة، وتابعت فيها تدريبات طويلة جعلتني أبدأ معها مشواراً جميلاً أسعى إلى تطويره، وأنضم إلى فريق المحافظة، ولدي طموح كبير على هذا المستوى.

لا يمكن لعاشق الرياضة أن يبتعد كثيراً عن الملعب على الرغم من التعب والعناء، وتقاطع أوقات التدريب مع الدراسة، لكن قناعتي بأن كثافة المهام سبيل لإنجازها بنجاح أكبر. وعندما تكون صحتي جيدة ومستواي عالياً ويتطور، فهي أفضل الأوضاع التي أوصلتني إلى لاعبة في فريق السلة الذي يمثل محافظتي، حيث خضنا بطولات عدة وحصلنا على تكريمات

واحتلت كرتي السلة و"الركبي" مكانهما من دون تنافس بينهما، فعلاقتي مع الرياضة القوية والوطيدة تتطور على الرغم من أنَّ كرة السلة لعبتي الأساسية والمفضلة، إلّا أنَّ كرة "الركبي" احتلت مكاناً كبيراً ومهماً في قلبي وحياتي وطموحاتي لتتقاسم مع كرة السلة الوقت والجهد».

رغد أبو عمار وكأس التكريم

لقاء "الركبي" كان عارضاً، لكنه قادها إلى اللعب مع المنتخب الوحيد لـ"الركبي" في "سورية" كما قالت، وأضافت: «كنت متابعة جيدة لمعظم مباريات كرة القدم الأميركية، وأتأمل طرائق اللعب فيها، وقوانينها، وخشونة اللاعبين، واللياقة المطلوبة ليتمكن اللاعب من تحقيق النجاح والتميز، وتمنيت خوض التجربة. ومن خلال منشور على شبكة التواصل الاجتماعي اطلعت على إعلان يفيد أن من لديه الرغبة بالمشاركة واختبار لعبة "الركبي" لديه فرصة لذلك، وبالفعل تقدمت والتقيت المدرّب "باسل الحلبي"، وكانت بداية تكوين الفريق على ساحة المحافظة، وكنت ضمنه.

هذه اللعبة الجديدة التي كنت على استعداد لاتباعها بالاعتماد على ما لدي من قوة بدنية، وصفاتها التي تتسم بنوع من الخشونة، وتأكدت أن لدي طاقة جيدة لممارستها، ورغبت بالمشاركة، وكان لي ذلك، لأكون لاعبة ضمن فريق "الركبي" في "السويداء"، وهو الفريق الوحيد على مستوى "سورية"، وممثلها في البطولات الدولية، ففريق المنتخب مؤلف من عشر لاعبات من "السويداء"، ولاعبة من "دمشق"، وكنت قائدة الفريق؛ فهذه اللعبة تعني لي الكثير.

مع الفريق في لبنان

اللعبة على الرغم من أنها تختلف عن كرة القدم الأميركية التي تابعتها، إلا أنها ممتعة تدربني على سرعة مهارات المناورة، وتنظيم التحركات ضمن الملعب مع الازدحام وطبيعة المناورة وتحقيق الأهداف، كل هذه التفاصيل جعلتها لعبتي التي وصلت إلى مرحلة التوازي مع كرة السلة من حيث الاهتمام إلى جانب الدراسة والمتعة في إنجاز المهام».

مشاركات دولية وتحضيرات دائمة، قالت عنها: «لعبت مع المنتخب السوري الأنثوي لكرة "الركبي"، وكانت تجربة رائعة جداً، لأننا استطعنا رفع علمنا الغالي، وأثبتنا أن "سورية" بخير، ولديها خامات رائعة، فقد حصلنا على المركز الثالث بجدارة في بطولة غرب "آسيا" التي أقيمت السنة الفائتة في "بيروت"، ونلنا إعجاب وتشجيع وتصفيق الجمهور والفرق والحكام.

المدرب زيد الشوفي

لكن طموحنا كفريق يبقى أكبر، وهذا ما حاولنا إثباته في بطولات مختلفة لأننا نمارس رياضة جديدة في "سورية"، وما زلنا بحاجة إلى عدة تحضيرات لنمارسها كما تستحق؛ خاصة أنها لعبة منتشرة عالمياً، ولدينا فرص كبيرة للنجاح، ويبقى سعي المشرفين على الفريق للحصول على مواعيد مناسبة للتدريب وملعب في أوقات مناسبة حلماً، إلى جانب الحاجة إلى راعٍ يدعم تنقلات الفريق والمشاركات في بطولات من شأنها التعريف باسم الفريق، وحضوره المطلوب في هذه المرحلة لنشر اللعبة والتعريف بها، خاصة أنني أشجع الشابات اللواتي امتلكن اللياقة البدنية لاتباع اللعبة، فهي من الألعاب الجميلة التي نعمل على نشرها وتطويرها قدر الإمكان».

وتضيف: «لا يمكن لعاشق الرياضة أن يبتعد كثيراً عن الملعب على الرغم من التعب والعناء، وتقاطع أوقات التدريب مع الدراسة، لكن قناعتي بأن كثافة المهام سبيل لإنجازها بنجاح أكبر. وعندما تكون صحتي جيدة ومستواي عالياً ويتطور، فهي أفضل الأوضاع التي أوصلتني إلى لاعبة في فريق السلة الذي يمثل محافظتي، حيث خضنا بطولات عدة وحصلنا على تكريمات».

"زيد الشوفي" مساعد مدرّب فريق "الركبي" في "السويداء"، قال عنها: «"رغد أبو عمار" رياضية مثابرة طموحة، وشخصيتها قوية، كان لها دور كبير بوصفها قائدة الفريق، وهي من أكثر اللاعبات التي طورت نفسها بالتمرين، وتعبت لتصل إلى المستوى المطلوب، وتكون قائداً في الملعب وخارجه، وقد شاركت باسم المنتخب السوري، ورفعت اسمه، وكانت على قدر المسؤولية.

ملتزمة بالتعليمات، وتنفذها بحذافيرها، وهي شخص عنيد جداً، ولا تقبل الهزيمة حتى بالتدريب، ولا تعطي مجالاً لأحد من الفريق ليستطيع أن يهزمها حتى لو كان ذلك ضمن التدريب؛ تبعاً لتمكنها، وهذه أهم ميزة فيها. ومن وجهة نظري، هي لاعبة شجاعة فيها روح قائد، وثقة بأنها قادرة على إدارة اللعبة وتحقيق النتائج».

ما يجدر ذكره، أن "رغد شامخ أبو عمار" من مواليد "السويداء" عام 1998، طالبة في كلية الحقوق بجامعة "دمشق".