منذ أكثر من قرن، تم اكتشفت معابد أثرية تعود إلى العصور الرومانية في قرية "مياماس"، تحمل أشكالاً هندسية، وغنية بالمياه والمنشآت المتعددة على غرار ما عرف بالمعابد السورية التي انتشرت في تلك الحقبة.

حول العصر التاريخي وطبيعة المعابد، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 أيار 2019، التقت الباحث الأثري الدكتور "نشأت كيوان" رئيس دائرة الآثار في "السويداء"، الذي يقول: «يبدو أن قرية "مياماس" التي تقع في مكان غني بالمياه والحراج شكلت في ماهيتها مكاناً للاستيطان البشري، ويدل على ذلك البيوت الأثرية القديمة التي تنتشر فيها؛ وما زالت قائمة، وقد زارها الباحث الأثري "بتلر" رئيس جامعة "برنستون" الأميركية في بدايات القرن العشرين، وأشار إلى أن بين البيوت السكنية يوجد معبدان؛ تحولا فيما بعد إلى كنيسة، ثم سكنت من قبل شيخ القرية.

يوجد معبدان شرقي وغربي؛ أحدهما أكبر من الآخر، فالمعبد الغربي مربع الشكل، طول ضلعه نحو ثمانية أمتار، علماً أنه لم يكن متوجهاً إلى الجنوب أو الشرق، ولم يتوجه أحدهما مقابل الآخر، فمن الواضح أنهما يتوجهان باتجاه الشمال، كما أنه من غير المؤكد أن يكون لهما رواق معمد كما في نمط المعابد السورية الصغيرة، ويبدو ذلك من خلال الزخرفة المعمارية. ويرجح أن تاريخ المعبدين يعود إلى النصف الأول من القرن الثاني الميلادي؛ كما في معابد "سليم"، و"المشنف"، و"سيع"، و"قنوات"، وقد شهدت هذه الفترة ازدهاراً في الزخارف المعمارية في منطقة "حوران" ككل. وقد بقي من المعبد الشرقي كما شاهده "بتلر" جداران؛ شرقي جنوبي، وجزء من الجدار الشمالي، أما المعبد الغربي، فتبقى منه جدار غربي وشرقي

إن وجود إشارة ومشاهدة للشكل الخارجي لهندسة المعبدين؛ يدل على أنهما ضخمان ويأخذان الشكل المربع، وهما صغيران، ويقعان على محور واحد بمسافة تمتد إلى نحو 8 أمتار، وقد شكلت بعض جدران هذين المعبدين فيما بعد الكنيسة في العصر البيزنطي، وأضحى البناء الهندسي تقريباً عبارة عن كنيسة من نمط "البازيليكا"، وقد شيد المعبدان على النمط الكلاسيكي الحوراني».

الدكتور نشأت كيوان

وعن اتجاهات المعابد، أضاف: «يوجد معبدان شرقي وغربي؛ أحدهما أكبر من الآخر، فالمعبد الغربي مربع الشكل، طول ضلعه نحو ثمانية أمتار، علماً أنه لم يكن متوجهاً إلى الجنوب أو الشرق، ولم يتوجه أحدهما مقابل الآخر، فمن الواضح أنهما يتوجهان باتجاه الشمال، كما أنه من غير المؤكد أن يكون لهما رواق معمد كما في نمط المعابد السورية الصغيرة، ويبدو ذلك من خلال الزخرفة المعمارية.

ويرجح أن تاريخ المعبدين يعود إلى النصف الأول من القرن الثاني الميلادي؛ كما في معابد "سليم"، و"المشنف"، و"سيع"، و"قنوات"، وقد شهدت هذه الفترة ازدهاراً في الزخارف المعمارية في منطقة "حوران" ككل. وقد بقي من المعبد الشرقي كما شاهده "بتلر" جداران؛ شرقي جنوبي، وجزء من الجدار الشمالي، أما المعبد الغربي، فتبقى منه جدار غربي وشرقي».

الباحث الأثري خلدون الشمعة

الباحث الأثري "خلدون الشمعة" الذي أعدّ دراسات عن العصور الرومانية، بيّن قائلاً: «تعدّ معابد "مياماس" واحدةً من المعابد العائدة لعصر الرومان التي ازدهرت فيه طبيعة خاصة في نموذج البناء والشكل والأطوال والأبعاد الأثرية، فقد تميزت المعابد التي أطلق عليها علمياً اسم المعبد السوري عن مثيلتها في العالم، وفرض هذا التميز التاريخ الطويل منذ عصور البرونز حتى الوصول إلى الفترة الرومانية، المعروفة بالدقة والمساحات الواسعة مع الاحتفاظ بالقديم المورث من العناصر الرئيسة للمعابد التي تطورت عن المعابد الهيلنستية، فنرى منها المعابد التي فرضت على هندستها المساحة المتوفرة داخل المدن بما يسمى النمط الأول، ثم النمط الثاني، وتمثله معابد الأرياف التي تحتل مكاناً واسعاً، حيث يفرض المعبد ضخامته وأجزاءه على المكان، وتعدّ أجزاء المعبد نسيجاً واحداً منسجماً، حيث نجد الآبار وتخصيص أماكن لتجميع المياه، ولربما تشمل بعض المعابد منشآت ترفيهية وحدائق بجانب أسوارها، إضافة إلى المذابح النذرية، ونلاحظ إضافة إلى ذلك أن للمعبد وفراغته المكانية؛ واقعه الديني أولاً، والاقتصادي والاجتماعي ثانياً؛ وهذا ما نراه جلياً في معابد "مياماس"».

المخطط الأثري للمعابد