بين الدراسة والكتاب وجدت "لوريس المغربي" فسحة حياة بلون المعرفة والفكرة العميقة التي تحصل عليها من الكتاب، فتنقلها لمن حولها بكل محبة؛ رغبة في توسيع دائرة القراء من الشباب مع مبادرة "لنقرأ".

الشابة التي كتبت خواطرها وأفكارها بعمر مبكر؛ سارت مع رغبتها في اكتشاف بواطن الكتب، واكتساب أفكار تمدها بطاقة جديدة للحياة والمعرفة، كما تحدثت من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 أيار 2019، وقالت: «حملت القلم خلال المرحلة الابتدائية لأترجم مشاعري، وفي النوادي الصيفية ظهر اهتمامي بالكتابة لأقدم إضافاتي الخاصة بعمر مبكر على شكل نصوص جعلت معلمتي تهتم وتتابعني بملاحظاتها وتثني على ما أقدمه.

تميزت بصفات إدارية ونشاط وحيوية، إضافة إلى أنها حاصلة على لقب "القارئ الأفضل" بدورته الأخيرة بمبادرة "لنقرأ"، وهذا الشي شجعنا على ضمّها إلى فريق العمل الإداري بالمبادرة حالياً، ونحن نشتغل لنوسع عمل المبادرة وإطلاق مشروعنا "في "السويداء"، ومديرة المشروع والمنسقة للمبادرة داخل المحافظة هي "لوريس" نفسها

وبوجه دائم كان دفتري غنياً بأفكار جديدة، أصوغها وفق رؤيتي، حيث أسدل مشاعري على الورق، أنسقها وأحتفظ بها ذخيرة للمستقبل، ومتابعات النفس للمحيط. وفي مرحلة لاحقة أخذت التقرب من الكتاب وفق نصائح المحيط لأكثف المطالعة، وأستفيد من مخزون الكتاب لأطور موهبتي، وأقضي مع الكتابة والمطالعة أجمل أوقاتي، وأكثرها متعة للفكر والروح».

لوريس المغربي

اختارت مواضيعها على ضوء ميولها كشابة ترغب في البحث بأهواء وتفاصيل النفس البشرية، وقالت: «وضعت أولويات للبحث، وانتقاء الكتاب المناسب للمطالعة، فلا يكفي العنوان لاختيار الكتاب، حيث تشدني المواضيع الفلسفية والنفسية. وكنت بعيدة إلى درجة معينة عن الروايات والقصص، فبحثت عن كتب تسبر النفس، وتقدم لي تجارب البحث العلمي، وما وراء الطبيعة.

وبين دفتي الكتاب يستقر بحثي، لأضع محاور أولية أستطيع من خلالها التعرف إلى رصيد هذا الكتاب من الأفكار التي تنسجم مع ميولي، وأغلب الأوقات أعدّ لكتابي المفضّل ملخصاً وافياً لمن يهتم؛ من خلال مدونتي الخاصة، ومما قرأت من كتب كانت مفصلية قدمت لي الكثير، وكانت هذه الطريقة إحدى فرص التلاقي مع مبادرة "لنقرأ" التي أسّست في "دمشق" من قبل المهندس "سامر شريم"، والصيدلانية "رنا درويش".

رامي أبو سعد

شاركت في مبادرة "مئة كاتب وكاتبة" في مرحلة سابقة، وقد قدمت لي فرصة كبيرة للتفاعل مع كتّاب شباب من مختلف أنحاء "سورية"، وأسهمت معهم بنصوص في الكتب التي نشرت، لأتعرف إلى مبادرة "لنقرأ" وأكون من المشاركين في إحدى مسابقاتها التي نلت فيها المركز الأول، وكان التنافس مع عدد كبير من المشاركين».

وتضيف: «تفرض المسابقة تقديم مضمون كتاب من خلال ملخص على شكل فيديو لا يزيد وقته على دقيقتين، وكان لدي حماسة كبيرة للتجربة والمشاركة باعتماد عنوان: "كيف تفكر على طريقة ليوناردو"؛ وهو متعدد المحاور وغني بالأفكار التي حرصت على اختصارها وتكثيفها، لأقدم منها ما راقني وانسجم مع أفكاري، وتكون توطئة بسيطة لمن أراد التعرّف إلى محاور الكتاب وقراءته.

كانت التجربة خطوة لتفاعل واسع نلت به المرتبة الأولى، وبداية هادئة لعمل قادم أتمكن من خلاله من التواصل مع شريحة أكبر من الشباب، نتلاقى على عشق المطالعة واستثمار الكتاب الذي نلتقي من خلاله شخصيات نعيش معها أفكاراً قد تنسجم معنا، وقد تختلف، وهذا بالضبط ما أرغب بالتعريف به؛ عندما أقوم بتمثيل المبادرة في محافظتي لمحاولة تقديم مشاريعها وتحقيق أفكارها للوصول إلى أكبر نسبة من الشباب.

كل ما أرغب في تقديمه يتلخص في أن مجموعة كبيرة من القراء يتعاملون مع الكتاب وفق مفاهيم مختلفة، يطغى عليها الطابع السطحي للفكرة، وما يهمني كقارئة وشابة أن أوصل فكرتي بأننا لا نجني من القراءة خيراً إلا من خلال مضمون يمكن أن يحدث أثراً في سلوكنا وتصرفاتنا وفهمنا للحياة، والانتقال من الجهل إلى معرفة تدعم وجودنا كشباب، وتحقق لنا نقلات على طريق تحقيق أهدافنا في الحياة، وبناء مستقبل يرضي طموحنا».

اهتمامها المبكر بالكتاب أهلها للمشاركة في التنمية الثقافية وفق حديث المهندس "سامر شريم" مؤسس مبادرة "لنقرأ" في "سورية"، حيث قال: «تميزت بصفات إدارية ونشاط وحيوية، إضافة إلى أنها حاصلة على لقب "القارئ الأفضل" بدورته الأخيرة بمبادرة "لنقرأ"، وهذا الشي شجعنا على ضمّها إلى فريق العمل الإداري بالمبادرة حالياً، ونحن نشتغل لنوسع عمل المبادرة وإطلاق مشروعنا "في "السويداء"، ومديرة المشروع والمنسقة للمبادرة داخل المحافظة هي "لوريس" نفسها».

"رامي أبو سعد" سنة أولى هندسة ميكانيك، عرف اهتمامها بالكتاب، وقال عنها: «أعرفها شخصياً، واطلعت على تجربتها، وكيف حاولت استثمار الكتاب الذي تعدّه الطريق الوحيد للخروج من الأزمات النفسية والانعزال مع الفئة المحببة لها مع بعض أنواع الكتب، ووجدت وقتاً لتنفرد.

كوّنت عالمها الخاص الذي عزّز شغفها بالموضوع، لتمارس هواية القراءة مثل مشاركتها بمسابقة "القارئ الأفضل"، وحصلت على المركز الأول، وأسست قاعدة جيدة عن طريق ممارسة الكتابة، فكانت دوماً تكتب مقتطفات أو قصصاً قصيرة، وتنشرها على صفحات التواصل الاجتماعي، وتطورت أكثر وأكثر لتكون بين "مئة كاتب وكاتب" على مستوى القطر.

وبالنسبة إلى حماستها للكتاب، فهي تحرّض رفاقها على ولوج عالم الكتاب، وتأثيرها إيجابي في هذا المجال، فأكثر هدية تفرحها الكتاب، وأقرب الأصدقاء من يهتمون به».

ما يجدر ذكره، أن "لوريس المغربي" من مواليد "السويداء"، عام 2000، تستعد لتقديم امتحانات الشهادة الثانوية الفرع العلمي، أسّست مدونتها الخاصة التي تنشر من خلالها فيديوهات تقدم فيها أهم أفكار ما تطالعه من الكتب.