تحتضن مدينة "صلخد" العديد من الخانات و(القيسريات) التي تدل على رخائها التجاري والاقتصادي المهم، حيث بناها "عز الدين أيبك" لكي تكون مكاناً صالحاً لإقامة التجار والحفاظ على ممتلكاتهم وراحتهم.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 أيار 2019، التقت الباحث "نزيه حمزة" مؤلف كتاب "تاريخ مدينة صلخد" ليتحدث عن خانات المدينة قائلاً: «بنيت هذه الخانات في عهد الدولة الأيوبية في زمن ابن أخ "صلاح الدين الأيوبي" الملك "عيسى بن العادل"، حيث بناها القائد المشهور "عز الدين أيبك"، وكان الهدف منها تأمين الإقامة الآمنة للتجار والصّناع الذين يأتون بوجه دائم لزيارة المدينة المهمة التي تقع على الطريق التجاري الذي يربط "تدمر" و"دمشق" بـ"الأزرق" و"بصرى"».

بنيت هذه الخانات في عهد الدولة الأيوبية في زمن ابن أخ "صلاح الدين الأيوبي" الملك "عيسى بن العادل"، حيث بناها القائد المشهور "عز الدين أيبك"، وكان الهدف منها تأمين الإقامة الآمنة للتجار والصّناع الذين يأتون بوجه دائم لزيارة المدينة المهمة التي تقع على الطريق التجاري الذي يربط "تدمر" و"دمشق" بـ"الأزرق" و"بصرى"

ويتابع قائلاً: «تتكون هذه الخانات من بئر ماء وسط الفناء وحولها إسطبلات كثيرة وعلى سطحها غرف نوم ومسجد صغير، وتوجد أربعة أبراج للحراسة والمراقبة، كما يحتوي الخان مدخلاً كبيراً له بوابة ضخمة تحقق الاستقرار لنزلاء هذا المكان والأمان لبضائعهم، وفيها مكان للصرافة؛ حيث يستطيع التاجر أن يحول أمواله إلى أي عملة يريدها؛ وهذا يعدّ إنجازاً اقتصادياً مهماً في ذلك الوقت يدل على مدى التطور والرخاء الاقتصادي الذي كانت تشهده هذه المنطقة».

مدخل أحد الخانات المسكونة

وعن أماكن وجود هذه الخانات في المدينة يتحدث: «تتركز الخانات المهمة حول بركة الماء في مركز المدينة، حيث تصل القوافل التجارية إليه، وتغادر منه، لذلك أنشئ أول خان عام 1221 ميلادي إلى الجنوب من بركة الماء، وعلى مساحة واسعة تجاوزت 3000 متر مربع، وقد أزيل هذا البناء وبقيت منه كتابة موجودة على حجر ضخم تشير إليه، وجاء فيها: (أمر بعمارة هذا الخان المبارك العبد الفقير إلى الله "عز الدين أيبك").

أما الخان الثاني في القدم، فقد بني عام 1225 ميلادي إلى الغرب من البركة، وما زال إلى يومنا هذا، وهو مؤلف من قبوين ضخمين، مساحة كل منهما أكثر من مئتي متر مربع، وحولهما فناء من الحجر يحتوي المرافق والخدمات التي تزيد مساحتها على ألفي متر مربع.

خان قائم من أيام عز الدين أيبك

والخان الثالث في ذات المكان، وقد أزيل، وبقي منه المجاري الفخارية التي تؤدي إلى البركة الرئيسة. وبني الخان الرابع عام 1237 ميلادي، ويقع إلى الغرب من ساحة "المئذنة"، واسمه خان "الدبس"، وقد جاء على حجر كبير فيه: (أمر ببناء هذا الخان المبارك والقيسارية المباركة "عز الدين أيبك")».

يقول الدكتور "يوسف درويش غوانمة" في مقالة له في مجلة "مسارات تاريخية": «"القيسارية" هي بناء مستطيل الشكل، أو مربع مسقوف تعلوه غرف تؤجر للتجار والصناع للإقامة فيه، وكل قيسارية تحتوي عدداً من المحال التجارية؛ تؤجر لأرباب المصانع والتجار لعرض السلع المعدة للبيع بالجملة، ولكل قيسارية حارس يحرسها، ولها باب ضخم يغلق ليلاً، وإن الانتشار الكبير للقيسريات بهذا الشكل لهو دليل على الازدهار الاقتصادي الذي كانت تعيشه مدينة "صلخد"».

الباحث نزيه حمزة

يشار إلى أنه؛ تقام الخانات في مناطق الاستقرار السياسي والاقتصادي، حيث يترافق وجودها مع حركة ثقافية مهمة تعمل على تبادل الأفكار وتطوير المجتمع؛ وهو ما كانت عليه مدينة "صلخد" بقلعتها الشامخة، وسكانها الذين يحافظون على موروثهم الثقافي والحضاري إلى الآن.