بسنوات قليلة بين طفولته وشبابه، وصل الموسيقي "يامن ياسر الأعور" بعلاقته مع الموسيقا، ومع آلة العود تحديداً، إلى درجة التلحين ضمن قوالب التأليف الموسيقي السبعة، بعد رحلة تعليمية ملأى بالشغف.

حول ثقافته الموسيقية، وتوجهه نحو آلة العود، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 21 أيار 2019، تواصلت مع الموسيقي "يامن الأعور"، الذي بيّن قائلاً: «في قرية "عرى" المعروفة بتاريخها وإبداعها على صعد مختلفة ثقافية وعلمية واجتماعية، كانت ولادتي عام 1992، فدرست المرحلة الإلزامية في مدارسها، لكن جلّ اهتمامي انحصر في الموسيقا، حيث شاركت في مسابقات الرواد على آلة العود، وفزت بالمركز الأول على مستوى المحافظة، وذلك في الصف الخامس الابتدائي. ابتعدت قليلاً عن الموسيقا بسبب الدراسة؛ إذ بعد دراستي للثانوية دخلت كلية الهندسة المدنية التي احتاجت مني إلى وقت طويل في المتابعة والعمل، ولم أستطع إتمام دراستي بها، لأن الاغتراب كان بالمرصاد لكسب العيش الكريم بعد معاناة مع الحياة وما تتطلبه من مستلزمات؛ إذ سافرت وأنغام المقامات والإيقاعات تتردد في دمي وروحي، وهاجسي الحقيقي كان في الموسيقا، ولهذا ما إن وصلت إلى الدولة التي أنوي العمل فيها "الخليج"، حتى التحقت بمعهد الموسيقا، وبدأت حياتي تتجدد بدراسة قوالب الموسيقا العربية، وقدمت مقطوعة موسيقية من تأليفي على سماعي "حجاز" وقطعة على قالب الإيقاع 7/4 التركي، إضافة إلى أعمال فنية أخرى. لكن باكورة أعمالي أسميتها "لما رآني"، تلتها "وما شممت الورد"؛ وهما باللغة العربية الفصحى، وهذه المقطوعات والمؤلفات الموسيقية كانت مشتركة بيني وبين الصديق الموسيقي "غابي البطرس"، وهي تجربة لها في الوجدان مكانة خاصة».

عمل الفنان "يامن الأعور" قبل سفره على نفسه كثيراً، ومن عرفه شعر بمدى تعلقه بالموسيقا والفن، حيث أجاد العزف على آلة العود التي أحبّها كثيراً. وحين تابع دراسته الجامعية التي لم يستطع إكمال طريقه بها، سافر ليدرس في المعهد الموسيقي في "الإمارات" بإشراف أساتذة كبار في العزف والتأليف والدراسات والبحوث الفنية، وهو يعمل على التأليف الموسيقي ضمن قوالب التأليف مثل "السماعي واللونغا"، والألحان الشعبية الدارجة. بلا شك هو موسيقي موهوب، ويعمل بإصرار ليقدم نفسه بطريقة لائقة فنياً

وعن أعماله الموسيقية الفنية تابع بالقول: «أعمل فنياً على تقديم ألبوم موسيقي يتضمن قطعاً من قوالب مختلفة من قالبي "السماعي"، و"اللونغا"، وأخرى حرة مختلفة الألوان ومتنوعة بين الشرقي والتركي والغربي، وفي دائرة تعدد مقاماتها، ولا بدّ لآلة العود الشرقية أن تكون آلة أساسية في تلك الأعمال أسوة واستفادةً بمن سبق لنا من موسيقيين كبار جعلوا من تلك الآلة مقدمة الآلات في أكبر الفرق الموسيقية، كالموسيقار "فريد الأطرش" في عمله الخالد "حكاية غرامي"، وهذا التقليد ليس إلا تأثر الفرد بمن أحب من العمالقة في زمن الفن الجميل. كذلك أعمل على ألبوم أغنيات يحمل الطابع الثقافي؛ إذ يتضمن مجموعة من القصائد بالعربية الفصحى، وعلى بحور الشعر العربي، وقالب القصيدة التي يمكن أن أكون قد تجاوزت في تلحين القصائد بعض النمطية المعتادة في تلحينها، وهناك أغنيات شعبية تتضمن كلماتها العامية، وما تحتوي من دلالات ومعانٍ، لكن في الحقيقة الأهم في ذلك أنني أدرس على أيدي كبار الفنانين، ومنهم من درّسني في معهد "بيت العود العربي"، وكان مشرفاً كالدكتور "نصير شمة"، و"شيرين تهامي"، والدكتور "فتح الله أحمد". وأيضاً درّست فرعين في قسم العود الذي اكتسبته عن طريق المعهد، متحصناً بدراسة جميع أنواع التكنيك التي تشتهر بها على آلة العود المدرسة العراقية، والشرقية المصرية، والمدرسة التركية، وقسم الغناء والبحوث الموسيقية تحت إشراف الدكتور "فتح الله أحمد" الذي يعدّ واحداً من الباحثين والدارسين للموسيقا بأنواعها المتنوعة العربية منها والغربية».

الموسيقي عروة الشوفي

وعن عمله الموسيقي أوضح الموسيقي "عروة منهال الشوفي" صاحب معهد "نينوى" للموسيقا، ومؤسس فرقة أوركسترالية عالمية، قائلاً: «عمل الفنان "يامن الأعور" قبل سفره على نفسه كثيراً، ومن عرفه شعر بمدى تعلقه بالموسيقا والفن، حيث أجاد العزف على آلة العود التي أحبّها كثيراً. وحين تابع دراسته الجامعية التي لم يستطع إكمال طريقه بها، سافر ليدرس في المعهد الموسيقي في "الإمارات" بإشراف أساتذة كبار في العزف والتأليف والدراسات والبحوث الفنية، وهو يعمل على التأليف الموسيقي ضمن قوالب التأليف مثل "السماعي واللونغا"، والألحان الشعبية الدارجة. بلا شك هو موسيقي موهوب، ويعمل بإصرار ليقدم نفسه بطريقة لائقة فنياً».

يذكر أن الفنان "يامن الأعور" مقيم في "الإمارات العربية المتحدة".

الفنان يامن الأعور
يامن الأعور مع عوده