يعدّ مشروع "موسوعة الجبل" من المشاريع الثقافية الرابطة بين التراث والجغرافية والتاريخ والأعلام، قوامه أكثر من عشرين كتاباً لباحثين معروفين باختصاصات متنوعة.

حول أهمية الموسوعة والعلاقة التوثيقية التدوينية فيما بينها، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 حزيران 2019، التقت الإعلامي "منهال الشوفي" المشرف العام على "موسوعة الجبل"، الذي بيّن قائلاً: «الموسوعات وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها وتثقيف العقل، واستجلاء العلوم والحقائق حول مواضيع المعرفة الإنسانية، و"موسوعة الجبل"، مشروع علميٍ ومعرفيٍ عنيت به دار "الكرم" وصاحبها المغترب "زياد صيموعة" الذي موّل جميع مراحل إصدارها بكل نبل وسخاء، لتضاف إلى جملة المشاريع الخيرية والتنموية المهمة التي قدمها. وهي تتضمن معلومات عن الحضارات التي تعاقبت على أرض المحافظة، وأعلامها في العصر الإسلامي، والتاريخ الاجتماعي لأبناء الجبل، وثوراتهم وانتفاضاتهم وكفاحهم المجيد ضد الغزاة والمستعمرين في مختلف المراحل التاريخية، وما سجلوه من ملاحم بطولية في المعارك التي خاضوها ذوداً عن الأرض والعرض والكرامة. كما تحتفي بتراث "السويداء" الغنيّ بالقيم والعادات العربية الأصيلة، وما أنجزه أبناؤها من آداب وقيم ومعارف شعبية وثقافة مادية ومأثورات ومعتقدات شعبية، وحكايات تعكس مجمل عطاءاتهم المادية والقيمّية، وإبداعاتهم الثقافية والجمالية كمكوّن من مكونات الهوية الثقافية للأمة والهوية الوطنية والحضارية للشعب السوري، كما أن الموسوعة تختص بمجال معرفي واحد، هو "جبل العرب"، وتقدّم للقارئ من جميع المستويات المعلومات الأساسية والمعارف الوافية حول موضوع بحثها، بطريقة علمية اختصاصية، وتجيب عن أسئلة الحقائق المتعلقة به.

كوّنت الموسوعة حالة ثقافية بتنوعها الغني، وعملت على تجسيد فكرة التعلق بين التاريخ والتراث والجغرافية والآثار والأدب. قدمتُ كتابي لافتقار المراجع العلمية والدراسات عن الأدب الشعبي في الجبل، حيث درست فيه اللهجات، وأهم الصور الشعرية، والأوزان الشعرية التي قدمها مبدعون وشعراء لهم الدور بنشر هذا الأدب

وقد صُنّفت بحسب مواضيعها، واعتمد بعضها التصنيف الألف بائي في الكتاب الواحد، حيث تتكامل أبحاثها المستقلة والمفصلة، وعددها مجتمعة 22 كتاباً».

الإعلامي منهال الشوفي

وعن بدايات العمل بالموسوعة تابع: «بدأ فريق العمل للمرحلة الأولى قبل سنوات؛ بناء على خطة عمل منضدة التي قدمتها كمدير للدار، حيث وضعت محاور العمل، وتمت مناقشتها مع هيئة المؤلفين والكتّاب، وبعد عدة جلسات نوقشت خلالها الخطة تم التعاقد مع الأساتذة والباحثين كل في اختصاصه، وأنجزت جميعها خلال المدة المحددة مع أخذ التباين في مواعيد التسليم والصعوبات التي واجهتنا في عملية الإخراج الفني بعين الاعتبار، وإعادة الإخراج بالتنسيق مع فني إحدى المؤسسات العريقة بـ"دمشق"، وقدمت جميعها للطباعة قبل نهاية عام 2015، حيث طبع منها 12 جزءاً، أضيف إليها ثلاثة كتب من خارجها لوضعها بين أيدي القراء الكرام، وأنجزت طباعة أجزائها المذكورة عام 2017».

وذكر ممول العمل "زياد صيموعة" من خلال ما دوّن في "موسوعة الجبل" قائلاً: «على الرغم من وجود عدد لا بأس به من الكتب والمراجع التي تحدثت عن "السويداء"، والتي جاءت لتسد نقصاً في جانب من الجوانب المختلفة، أو للتعريف بالمحافظة بوجه عام، بصرف النظر عن الجانب الوظيفي المحدد سلفاً لبعض البحوث والدراسات التي تناولت الحياة في هذه البقعة الجغرافية من "سورية"، فإن من حق "السويداء" أن تحظى بموسوعة تعكس مجمل عطاءات أبنائها المادية والمعنوية، وخصوصيتها كمكون من مكونات الهوية الثقافية الحضارية للأمة. تناولت الموسوعة جوانب الحياة الطبيعية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والاقتصادية والحضارات التي تعاقبت عليها، وأعلامها في مختلف العصور، كما أنها تحتفي بتراث غني وقيم وعادات عربية أصيلة بأقلام أبنائها».

الأستاذ زياد صيموعة

وتحدث أحد كتاب الموسوعة الباحث "محمد جابر" صاحب كتاب "من تاريخ الأدب الشعبي في جبل العرب" قائلاً: «كوّنت الموسوعة حالة ثقافية بتنوعها الغني، وعملت على تجسيد فكرة التعلق بين التاريخ والتراث والجغرافية والآثار والأدب. قدمتُ كتابي لافتقار المراجع العلمية والدراسات عن الأدب الشعبي في الجبل، حيث درست فيه اللهجات، وأهم الصور الشعرية، والأوزان الشعرية التي قدمها مبدعون وشعراء لهم الدور بنشر هذا الأدب».

الباحث محمد جابر