نالتا نصيباً كبيراً من العلم، لكن العمل اليدوي قادهما إلى مسارات الفن والجمال، وأنتجتا من وحي الأفكار ما لاقى طريقه إلى جمهور متعطش للعمل اليدوي الجميل، ونوعية فريدة من الإكسسوار العالي الجودة المطعم بالصدف وحجارة البحر والتطريز.

المدرّسة والحقوقية "آثار شقير"، والمدرّسة "براءة شقير" تشاركتا على رؤية جمالية للأصداف، لتحويلها إلى ما يناسب زينة المرأة والرجل، وحفرتا من حجارة البحر منمنمات تليق بالزينة والأناقة؛ كما أخبرتا مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 حزيران 2019، وبدأنا بحديث "آثار" التي قالت: «بالنسبة لأعمالنا اليدوية فهي متناهية الصغر، سواء باستخدام الحجر أو التطريز أو الصدف أو المعدن، حيث وجدنا فيها الفرادة وفرصة الإبداع، لأن هذه الأعمال تنجز لمرة واحدة فقط، فهي صعبة التقليد أو التكرار، فهنا نخطط العمل بناء على شكل وحجم قطعة الصدف، لندخلها في تصاميم معدنية مثل السلاسل أو الخيوط أو الجلد، لتكتمل صورتها الجمالية التي صمّمت في خيالنا، لتتحول إلى قطعة إكسسوار رفيعة تليق بمن يختارها.

لنتمكن من تقديم منتجات تجد طريقها إلى الأسواق ومتذوقي هذا الفن، أدخلنا بعض أعمال التطريز التي نتقنها، واشتغلنا على أن تكون رسوماتها متنوعة ومختلفة، بما يتناسب مع طبيعة الأنثى المحبة للجمال بوجه عام. ما ميّز هذه الأعمال عن غيرها من وجهة نظرنا، دقة العمل وإتقانه بالتطريز على قطع من الجلد الملون، وبأحجام صغيرة ومتناهية الصغر، حيث تراوح أحجامها بين نصف سنتيمتر وأربعة سنتيميترات، وذلك بغرز مختلفة بما يتلاءم مع العمل ككل، بالاعتماد على المهارة الفنية، إلى جانب أعمال الرسم على القماش ودمج الجلد مع المعادن بطريقة حديثة وغير مكررة، إضافة إلى الإكسسوارات المصنوعة من الخيطان والعظم، وبعض أنواع البذور بطريقة خلقت لدينا ارتياحاً كبيراً للعمل والاستمرار

مع الأصداف اختبرنا تجربة ليست بعيدة عن أجواء البحر وحجارته الخلابة التي بدأنا معها مشروع الأعمال اليدوية منذ عدة أعوام، وكانت لنا وقفة طويلة ومتجددة مع جمال الأصداف المتنوعة. نهلنا من جمال تشكيلاتها الطبيعية، وحاولنا عبر عملية تحويلها إلى قطع فريدة غير تلك المألوفة والموجودة بكثرة في الأسواق، المحافظة على شكلها وألوانها الأساسية، وإضفاء لمسة يدوية بسيطة، وبعض التفاصيل الدقيقة التي أضافت ألقاً إلى هذه الأصداف، وأبرزت جماليتها بمحاولة لنقل شعورنا بجمالها إلى المتلقي وعشاق هذه الأصداف.

من أعمال آثار وبراءة شقير

وعن تجربتنا المستمرة مع حجارة البحر إلى جانب الأصداف، فقد اختلفت القطع بتنوع ألوان الحجارة وأحجامها وتميز أشكالها، وملمسها، وكانت طريقة التعامل معها بما يتناسب مع طبيعة هذا الحجر، من حيث صلابتها وتشكيلها، إضافة إلى حجم بعضها الصغير جداً الذي يبدأ من بضعة ميليمترات، حيث لا يتجاوز حجم أكبر قطعة منها سنتيمترين ونصف السنتيمتر، واشتغلنا على أفكار كثيرة، منها دمج بعض قطع المعدن مع الحجارة، أو لف النحاس على بعضها الآخر».

وعن الأعمال الأخرى التي تتكامل مع مشاريع الصدف، تضيف "آثار": «لنتمكن من تقديم منتجات تجد طريقها إلى الأسواق ومتذوقي هذا الفن، أدخلنا بعض أعمال التطريز التي نتقنها، واشتغلنا على أن تكون رسوماتها متنوعة ومختلفة، بما يتناسب مع طبيعة الأنثى المحبة للجمال بوجه عام.

آثار وبراءة شقير أثناء العمل

ما ميّز هذه الأعمال عن غيرها من وجهة نظرنا، دقة العمل وإتقانه بالتطريز على قطع من الجلد الملون، وبأحجام صغيرة ومتناهية الصغر، حيث تراوح أحجامها بين نصف سنتيمتر وأربعة سنتيميترات، وذلك بغرز مختلفة بما يتلاءم مع العمل ككل، بالاعتماد على المهارة الفنية، إلى جانب أعمال الرسم على القماش ودمج الجلد مع المعادن بطريقة حديثة وغير مكررة، إضافة إلى الإكسسوارات المصنوعة من الخيطان والعظم، وبعض أنواع البذور بطريقة خلقت لدينا ارتياحاً كبيراً للعمل والاستمرار».

تعيد الشابتان سرّ النجاح بالعمل الوظيفي والعمل اليدوي إلى رغبة العطاء والتميّز، كما تحدثت "براءة"، وقالت: «العمل في مجال التعليم والعمل اليدوي حالة اخترناها، وكانت محفزة وداعمة لكليهما، فالعملان يحتاجان إلى الكثير من الصبر والدقة، كما يتطلبان الإبداع والابتكار، أتصور أن سرّ النجاح بالعملين هو حب العمل والعطاء والرغبة بالتميز والإبداع، لنقدم للمتلقي الفائدة ممزوجة بالدهشة والاستمتاع.

مهند الطويل

والحلم لن يتوقف هنا؛ أمامنا خطوات قادمة لتطوير مشروعنا "ألف - Alf" أولها بالدرجة الأولى يأتي في إيجاد موارد وخامات جديدة للعمل عليها، ودمجها بطرائق عصرية تتناسب مع أذواق محبي هذه الأعمال، خاصة أن لدينا اليوم مجموعة كبيرة من المتابعين الذين يرغبون بالتزين بقطعنا متناهية الصغير، لكنها كبيرة بالحب ولمسات نحاول أن تكون رسائل للشباب لاتباع مواهبهم، والبحث عن الفن والجمال».

ومما يجري العمل عليه البحث عن أسواق جديدة، تضيف "براءة": «عملنا لتوسيع مشروعنا من خلال إيجاد سوق لتصريف المنتج لكون هذا العمل ذا خصوصية، ويحمل الكثير من روح وعقل المنتج. محلياً تحقق جزءاً من الهدف، وخارجياً بدأنا ببعض الخطوات، ونظراً لمنافسة المنتج الصناعي المتوافر بكثرة؛ كانت الخطوة الأهم خلق تشكيلات لم توجد من قبل، وإضافتها إلى المنتج الفني البشري من رصيد أفكارنا، ولاقت الاستحسان، وتمكنّا من توزيعها، مع العلم أننا منذ البداية لم تكن غايتنا مادية بقدر ما كانت إبداعية وفنية خاصة، ما قدمناه يعدّ تجربة فريدة وجديدة بالنسبة لنا، نجد فيها الجديد في كل تجربة في عالم الأعمال اليدوية الذي نعتزّ بالانتماء إليه، ويبقى داعمنا حب الأشخاص المتقنين لأعمالنا وتقديرهم الكبير والحقيقي لما لمسوه من تفرّد وتميّز وندرة في هذا العمل؛ وهذا ما يصل إلينا من رسائلهم، وتكرار الطلب الذي حقق لنا ريعية جيدة، لكن الحلم أكبر».

فنان الفسيفساء "مهند الطويل" اقتنى من أعمال "آثار" و"براءة"، وحدثنا عن ميزة العمل بالقول: «عمل فيه الكثير من الدقة، ويحتاج إلى الصبر والمهارة الفنية بمستوى عال وإحساس فني متميز؛ لكون العمل تطويع الحجر بمقاسات صغيرة، واستخدامه كإكسسوار بعمل يدوي بحت.

وهذا جديد، وخاصة بهذه المقاسات؛ لأن فكرة تطويع مواد صلبة مثل الحجر، ومواد هشة مثل الصدف لتكوين عمل فني، من أصعب أنواع فنون الإكسسوارات، التي تتميز بالجمال والفرادة، لكنها تحتاج إلى زمن وجهد غير محسوب، ولا يقارن بثمن القطعة التي تقدم به.

الأفكار التي اشتغلت عليها "آثار" و"براءة" مميزة وجديدة بالكامل؛ تبعاً لاستمرارية اللون والمحافظة على طبيعة المادة لتبقى المواد بوجه عام بحالة ممتازة، هنا نقل أشياء عادية من الطبيعة إلى مساحة الجمال وتحويلها إلى قطع نتزين بها، وخلق فرصة لتقديم جمال أكثر حمّل برسائل من صنعها ليكون عرضاً جمالياً بعيد الفكرة، خاصة أن هذه القطع لها عمراً زمنياً طويلاً تبعاً للجودة التي صنع بها، وهذا من وجهة نظري ما جعل القطع مرغوبة ولها عشاق كثر -وأنا منهم- لكونه عملاً يدوياً بامتياز».

ما يجدر ذكره، أن "آثار شقير" من مواليد "القريا"، عام 1988، مجازة في الحقوق، وكلية التربية، قسم معلّم الصف بجامعة "دمشق"، تعمل مدرّسة في مدارس المحافظة. و"براءة شقير" من مواليد "القريا" عام 1991، إجازة في الأدب الإنكليزي، وتعمل في تعليم اللغة الإنكليزية، إضافة إلى عملها في مجال الترجمة.