أنجزت دراستها الجامعية للإرشاد النفسي كخطوة أولى ونقطة عبور لدراسات جديدة بحثت عنها "لمى الصفدي" في الاغتراب، بهدف التطور وامتلاك مهارات تقديم التوعية عبر وسائل الإعلام المرئية، لقناعتها بأن التوعية جزء من الحل للمشكلات النفسية والاجتماعية.

هي إحدى الباحثات اللواتي أتقن الظهور عبر المحطات الفضائية العربية، لغاية تقديم الخبرة والإجابة عن أسئلة نفسية نحتاج إليها لتكون بوابة العبور للبحث عن حلول في مسار توعوي جعلها مقدمة لبرامج خاصة، ومشاركة في عدة فقرات ضمن تخصصها النفسي في "الإمارات العربية المتحدة"، حيث استقرّت منذ عدة سنوات في "دبي"، كما تحدثت "لما الصفدي" المدرّبة والباحثة النفسية من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 حزيران 2019، وتقول: «علم النفس من العلوم الرحبة التي تحتاج إلى بحث وتعمّق وسعة صدر تساعد الدارس على التبحر وسبر الأفكار، والانتقال من دائرة إلى أعمق منها لامتلاك معرفة جديدة، تتوافق مع الحلم ورغبة الدارس في تقديم فائدة لمحيطه ومجتمعه، الذي يشعر بحكم معرفته أنه بحاجة إلى نوع من الرسائل والمعلومات لتحسين الصحة النفسية والتوعية.

بين دراسة نظرية وتجربة عملية أحمل نصيحة أقدمها للطلبة، ولكل من سار على طريق العمل لخير المجتمع وبناء الذات، تتمثل في أن الشهادة الجامعية لا تكفي مع أنها أول الطريق، لكن التطور المهني يحتاج إلى طموح، حالياً عدّلت شهادتي بعد حصولي على شهادة مدرّبة معتمدة بمجال الإرشاد النفسي، وأدرس حالياً لتعديلها كاختصاصية نفسية مؤهلة للعمل بوزارة الصحة، بإصرار كامل على المثابرة والمتابعة على الرغم من أي ظرف صعب؛ فمن يؤمن بهدف معين يستطيع تحمل كل شيء للوصول إليه

أنا في البداية خريجة جامعة "دمشق"، قسم الإرشاد النفسي الذي دخلته رغبة مني، لكن الإعلام كان حلمي الأول. عندما وصلت إلى "دبي" قرّرت أن أجمع الحلمين بتخصص جديد هو (الإعلام النفسي)؛ لأن لدي قناعة بأن التوعية جزء من الحلّ، وعلى الرغم من الصعوبات في البداية وعدم انتشار هذا التخصص، إلا أن الانتشار الهائل للاضطرابات النفسية والسلوكية وازدياد الوعي النفسي عند الكثيرين للبحث عن حلّ؛ أعطى لهذا التخصص أهمية كبيرة، ليكون في خدمة المجتمع ويتطور بما يكفل للباحث امتلاك مهارة تجاوز صعوبات كثيرة، ويتمكن في النهاية من خلال الشاشة من تقديم بعض التفاصيل والتوضيحات بما ينسجم مع قدراته وملكات التواصل التي طوّرها.

من مشاركاتها الإعلامية

حيث يكون في مرات شارحاً موضحاً، وفي مرات أخرى مجيباً عن أسئلة نفسية غاية في الأهمية، ومقدماً بعض التصورات لحلول أو على الأقل توسيع دائرة النقاش في قضايا مهمة ومعقدة، كما نتعامل من خلال البرامج المتلفزة التي أشارك بها عبر عدد من الفضائيات».

رحلة الاغتراب وتجربة الأمومة والعمل فرضت تحديات كبيرة توجزها بالقول: «الاغتراب تجربة تحدٍّ بحدّ ذاته، فلكوني أمّاً، لم أستطع أن أنصح الناس بنصائح لا أطبقها بتعاملي مع بناتي، وكنت أتوقف عن العمل سنتين أو ثلاث سنوات عندما أنجب حتى أشعر بأن بناتي أخذن كامل حقوقهن خلال أول سنوات الطفولة، لكنني لم أتوقف، وكنت في كل مرة أطور وأضيف تجربة جديدة وأعود بعدها لاستكمال مشروعي.

لمى الصفدي مكرمة

لأننا عندما نحب مجالاً معيناً نبدع فيه، وللخروج من الدراسة النظرية -نعلم أنه ويا للأسف أغلب ما درسناه في الجامعة كان عبارة عن دراسات نظرية وغير مواكبة للتطور- طوّرت حبي لقراءة الكتب؛ وهذا كان عاملاً رافقته بتطوير الخبرات اليومية، عندما عملت لمدة سنتين متدرّبة في عيادة نفسية قبل عملي بمجال الإعلام النفسي، لأحصل على خبرة عملية من خلال التعاون مع عدة مراكز تدريبية لإقامة دورات تختص بالمجال النفسي الأسري وتطوير الذات، وأقدم محاضرات ضمن المراكز التربوية والمدارس والجمعيات الاجتماعية، تتناول كل المواضيع النفسية والاجتماعية والأسرية وعدة مواضيع، والتعاون مع عدة قنوات فضائية للمشاركة في برامج على قناة "دبي" وقناة "أبو ظبي" وغيرهما، وتقديم وإعداد فقرات ضمن برنامج "دبي هذا الصباح"، وأيضاً في محور المشكلات النفسية والأسرية للعائلة، وغيرها الكثير في هذا المجال.

هنا سرت مع قناعتي بأن مفتاح النجاح الفشل، فقد فشلت كثيراً حتى كنت أنجح مرة، لكن كل فشل هو تجربة ومخاض أقتبس منه الكثير في معالجاتي وحواري مع المتابعين، أفكار تجعل الإنسان أقوى وتزيد رصيده نفسياً وفكرياً مقدمة المثل في المحاولات المتكررة التي تحفز الإنسان نحو الأفضل».

عبير الوكيل

من تجربتها تضع حكمة ونصيحة وعنواناً لما تقدمه، وتقول: «بين دراسة نظرية وتجربة عملية أحمل نصيحة أقدمها للطلبة، ولكل من سار على طريق العمل لخير المجتمع وبناء الذات، تتمثل في أن الشهادة الجامعية لا تكفي مع أنها أول الطريق، لكن التطور المهني يحتاج إلى طموح، حالياً عدّلت شهادتي بعد حصولي على شهادة مدرّبة معتمدة بمجال الإرشاد النفسي، وأدرس حالياً لتعديلها كاختصاصية نفسية مؤهلة للعمل بوزارة الصحة، بإصرار كامل على المثابرة والمتابعة على الرغم من أي ظرف صعب؛ فمن يؤمن بهدف معين يستطيع تحمل كل شيء للوصول إليه».

"عبير واكد" مدرّبة مهارات حياتية وتنمية بشرية ومدرّبة لغة عربية وأداء، ومتابعة لتجربة "الصفدي"، قالت: «كوّنت خطها الإعلامي المميز خلال رحلة اغتراب حرصت أن تجني من خلالها علوم المعرفة في تخصص أخذ يتطور وينتشر تبعاً لأهميته، أغنت هذا المسار بما تقدم من خلاله من قطف تجربتها العلمية الغنية بالتفاعل الحقيقي والمنهجي وضمن سياق حيوي وغني بالمعلومات المهمة، التي أكدت حضورها وأثرها الواضح في بث المعرفة وتقديم النصائح والاستشارات.

ومن خلال ظهورها المتميز دوماً من خلال برامج تتمتع بمساحة جماهيرية كبيرة نلاحظ الجديد والمتجدد بالأفكار، حيث ناقشت عناوين تخصصت بها وأعطتها الكثير من الجهد والعمل، منها الاضطرابات النفسية عند الأطفال، وكيف نربي الأطفال بحب وسعادة وتعديل السلوك، والاكتئاب. محاور كانت فيها مخلصة لرسالتها التربوية التي تقدمها، وستترك من خلالها -من وجهة نظري وبحكم متابعتي الدائمة لها- أثراً وبصمة كبيرة».

ما يجدر ذكره، أن "لمى الصفدي" من قرية "عرى"، ومواليد "السويداء" عام 1981، خريجة جامعة "دمشق" للإرشاد النفسي عام 2006.